يوسف هريمة
الحوار المتمدن-العدد: 2485 - 2008 / 12 / 4 - 02:47
المحور:
الادب والفن
كلهم راحوا ينفخون الروح في الظلال
ومن حبات الرمال عصروا خمرا
سكبوها نخوبا للنسيان
إني رأيت أحدهم
يقرأ كتابا عنونه صاحبه
ب " لا تحزن "
ظلَّت عيناي تحلِّق...
تحدِّق...
كيف لا أحزن؟
تابعتُ السير والحروف تسرقني
تحرقني بأصابعها
نعم لا تحزن
يا صاح
كلهم مالوا ميلة الطاووس
الكؤوس فارغة
الدفاتر مهجورة
فقط عناوين اختفت بين الجراح
يا صاح
كَّلمْتُ الذين هجروا اللامكان
لم يكادوا يفقهوا قولي
آعجمي أم عربي؟؟؟
قلت عربي
من جلدة العربان
قالوا:
وما العربان؟
قلت:
اقلِبوها تدركوا
حرِّكوا حروفها كلعبة الدومينو
ماذا وجدتم؟
قالوا:
الرعبان
يا صاح
هكذا توقفت الحروف
الرعب في الزمان والمكان
وأخذوا يلتهون بي
أيها الساحر
أيها النـاكر
قف
هات بطاقة هويتك
قلت أنا إنسان
يا صاح
كلهم هجروا مآذن خريفي
حسبوا أن الربيع لا يولد من رحم الخريف
ظللت أنادي
يـــــــــــــــــــــاااااااااااااا
أيتها الخراف الضالة
تذكرت السيد المسيح
وهو يقول
المزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة
و همُّ هذا العالم و غرور الغنى
يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر
يا صاح
أرضي أرض الورود
لا مكان للزمان فيها...
لا للمذهبية...
ولا للحدود...
فلنسقها يا صاح
فلنسقها نخبنا
والراح
هذي الدنيا يوما
أو بعض يوم
تعالى نلتهي
الآلهة نائمة وعيون الحرس لا تكاد تبصر
يا صاح
سيقولون صحراء بلا هوية...
بلا قضية...
وها هي هويتي تنبع من بين أصابعي
تقرأ السلام
سلام على رحل غامضين
سترحلون عن وطني
أنا باق هنا
أفتِّش بين الذكريات عن هويتي
عن عشٍّ تسرَّبت خيوطه
عن مدني العتيقة
ارحلوا...
لا تسألوا...
أَسْدِلِ الستار يا صاح
#يوسف_هريمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟