زينب محمد رضا الخفاجي
الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 07:24
المحور:
الادب والفن
عرفة ...وحجيج بيت الله الحرام...وتلفاز ينقل أصواتهم...لبيك اللهم لبيك...أمي تبكي..لم يظهر اسمها لستة سنوات في القرعة...حج بالقرعة.. يا للفجيعة...فالفائز دوماً...كرسي الحكومة...وأقربائه...وتبقى أمي تبكي...
كل عيد أقول لأمي...أنشاء الله حجية...ولأنني مشلولة بعجزي تجاهها...لن أقولها هذه المرة.. سأصمت...كما تعودت...وأبتسم...وأكتفي بأيامك سعيدة...وقبلة...
لم يبقى لنا من العيد.. غير الحلوى (الشربت والجكليت والكليجة والعيدية) أما الفرح...فقد شنق نفسه أمام مسجد الحي ساعة صلاة الفجر...لان عيدنا شطر نصفين..نصف لنا والآخر لهم...لكل يومه...ولكم عيدكم ولي عيدي...
لأنني لم أرتدي ملابس جديدة في العيد منذ سنين...ولأن بغداد..لم تحضر كعادتها ...في قطار السعادة الملون بمرح العيد وضحكات الطفولة...بكيت...راجية من أبي...العودة لعالمنا...ليصحبنا هناك عند الرب...
ابنتي الصغرى انتصرت على عجزي تجاه أمي.. نقلت بصعوبة..صندوق التلفاز الفارغ إلى حديقة منزلنا...وصبغته باللون الأسود...و وضعت أشارة كتبت عليها ...بيت الله لجدتي...ولبست( الحرام) مع أختها...ومعهم أمي...داروا حول الصندوق...يصرخون لبيك اللهم لبيك...أمي تبكي تنظر للسماء... لكنها سعيدة..لأنها أخيرا...عرفت أن الله قبل حجتها..من بيتها لأنه يحبها...
عيد سعيد وكل عام وكل من أحبهم بخير...بداية من أمي...وانتهاء بأشيائي و ورودي.. ولكل من لم تسعفه القرعة التي أسعفت كل صغير من أفراد الحكومة... بطاقة من ابنتيّ مكتوب عليها...حج مقبول وذنب مغفور...وعساكم من عوادة..
#زينب_محمد_رضا_الخفاجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟