علي الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 02:48
المحور:
كتابات ساخرة
منذ الآلاف السنين والعراق يعرف ببلاد النهرين أو بلد السواد لخصوبة أرضه.,, وقد عاشت على أرضه عدة حضارات وشعوب الى يومنا هذا ولم نسمع أو نقرأ عبر التاريخ أن العر اق في يوم من الأيام أصبح سوقا لغيره من الدول.بل أن في زمن العباسيين كان نفوسه 36 مليون نسمة وكلهم يعيشون من خيرات أرضه الطيبة, والعراق لحد سنوات قليلة ماضية كان أحد المصدرين الرئيسين للتمور وغيرها من المنتجات الزراعية لأغلب دول الجوار ومنها السعودية ودول الخليج, السعودية الآن رغم أن ثلاثة أرباع مساحتها صحراء الربع الخالي وصحراء النفوذ, أستطاعت أن تجعل من صحاريها واحات خضراء من خلال حفر أبار أرتوازية وأستخدامها في السقي...
ما أريد أن أقوله على تصريحات السيد وزير الزراعة التشائمية والذي اعلن يوم 17_10_2008 ما نصه ( بأن الارض العراقية مشبعة بالمياه وقد أعتلاها السبخ وسوف يصبح العراق سوقا للمنتجات الزراعية لدول الجوار).
هنا نسأل السيد الوزير بصفته أستاذ أكاديمي زراعي أذا كنت بهذا المستوى وهكذا تصرح فماذا يقول فلاحنا الأمي؟؟ أين العقول العراقية المخلصة؟؟ أين المهندسين الزراعين الذي سرحتموهم في الشوارع بدون وظائف منذ ثمانينات القرن الماضي؟لماذا لم تستفاد من خبرتهم في تطوير الواقع الزراعي للبلد؟ فالزراعه نفط دائم لا ينضب., ما هو دور وزارة الزراعة في هذا المجال؟ولماذا كل هذه الدوائر الزراعية في المحافظات بموظفيها وموظفي الوزارة؟ لماذا لا يصار الى ألغاء وزارة الزراعة ما دام العراق سيصبح سوقا لمنتجات دول الجوار؟كي يستفاد البلد من نفقات وتكاليف الوزارة لمشاريع أخرى؟؟ولماذا التخصيصات السنوية من الميزانية العراقية المخصصة الى وزارة الزراعة؟
ألم تعتبر تصريحاتكم التشائمية هذه متناقضة مع تصريحات وزارة الري والكهرباء بأنخفاض مناسيب المياه في دجلة والفرات وتأثيره على نقص توليد الطاقة الكهربائية لمحطاتنا الكهرومائية؟ ألم تعلم يا سيادة الوزير بأن العام الماضي لم تسقط أمطار على ارض العراق؟ فمن أين تشبعت تربة العراق بالمياه؟ وأن صح كلامك هذا لماذا لم يصار الى عمليات استصلاح لأراضي العراق منذ سنوات؟ وما هي مشاريعكم المستقبلية لاستصلاح الأراضي البور والملحية؟ هل لا تتوفر الإمكانيات ولا توجد حلول؟ وهل تعجز العقول العراقية عن ذلك؟
درسنا مشروع المصب العام منذ عام 1974 من القرن الماضي في كلية الزراعة ولم ينفذ لحد الان؟؟ والذي لو نفذ لاستصلحت الأرض العراقية من جنوب بغداد الى البصرة..
من يمتلك أكثر من العراق أرضا صالحة للزراعة وبكر يا حضرة الوزير , فالجهة الغربية من الموصل وحتى الرميلة أرض صحراء لم تستغل لحد الان؟
لماذا لم تنفذوا مشروع الذي أـسميتموه ديكتاتور(عبد الكريم قاسم) من خلال شق نهر ثالث من سد حديثة في أعماق الصحراء الغربية ونوصله الى شط العرب ونخلق من خلاله أرض زراعية ومدن جديدة على ضفتيه., أو أن نقوم بحفر أبار أرتوازية في المنطقة الغربية المحاذية للسعودية وخلق مناطق زراعية جديدة؟؟كما فعلت السعودية
ألم تعرف بأن مشروع القذافي ( النهر العظيم) والذي أعتبرته كثير من الدول بالحلم الخرافي الذي لا يمكن تحقيقه وقد أصر القذافي على انجازه رغم كلفته المالية الضخمة جدا وأستطاع أن يجعل من الابار نهرا عظيما في الصحراء الليبية,رغم قلة العقول والكفاءات الليبية, وكذلك أستطاع أن يوفر أكثر من 5 ملايين فرصة عمل للمزارعين على ضفتي النهر , أي بقدر نفوس ليبيا كلها.
ونحن الآن نستورد كل شي حتى فسائل النخيل نستوردها والعراق كان يملك 40 مليون نخله؟ والان يمتلك 6 ملايين نخله وكلها مصابة بمختلف الآفات بسبب عدم مكافحتها وبعد مضي 5 سنوات فكرتم بالتعاقد لشراء 8 طائرات لاستخدامها لمكافحة الافات الزراعية؟؟؟ألم يستطيع النهرين العظيمين من تلبية حاجاتنا الغذائية؟كيف سنوقف الهجرة من الريف الى المدينة؟لماذا لم نعمل على الهجرة المعاكسة وفق أساليب وتكنولوجيا حديثة ومتطورة؟ لماذا لم نبدأ بأعمار الريف العراقي وتقديم الخدمات له؟ لماذا لم نعمل على اقامة مشاريع أستراتيجية متطورة في الريف كي نضمن بقاء الايدي العاملة متواجدة في ريفنا العراقي؟
ما هو دور مركز البحوث والدراسات في وزارتكم المحترمة؟ألم تعلم بأن نفوس الصين 6_1 مليار نسمة يزرعون حتى السنادين وشرفات بيوتهم بالارز لسد حاجاتهم المعيشية؟ ولا يستوردوا بقدر ما يستورد العراق من الخارج, وهذا متأتي طبعا من خلال نشر الوعي الغذائي وخطورته في حالة النقص على المجتمع..
فلا يوجد مستحيل أمام أرادة المخلصين والمتفانين من أجل شعوبهم وأوطانهم. وأخيرا لنتذكر صحراء الجزيرة في محافظة واسط عندما أوصلوا اليها المياه من شط الكوت في العهد السابق وأستطاعوا أن يجعلوا منها أرض زراعية تزرع الحنطة والرز.
فالأرض العراقية معطاة وولودة بكل شي بخيراتها وأبنائها المخلصين وبالعقول الفذة التي لا ينضب عطائها, رافضة كل المتقاعسين والأغبياء وفي الختام أرجوا منك يا سيادة الوزير أن تتمسك بشعار ( تبا للمستحيل _ عاش أبو جحيل)كي تنتصر أرادتك على تصريحاتك المخيبة للآمال...
واقع الزراعة المزري في العراق/ معالجات وحلول/
يعد العراق من البلدان الزراعية منذ القدم وهو يمتلك فائض زراعي بكافة أنواعه والتصدير الى مختلف دول العالم, لما يمتاز بخصوبة أرضه وسعتها وتنوع مناخه لفصول السنة الاربعة,بالاضافة الى وجود النهرين العظيمين دجلة والفرات وروافدهما .
ونظرا لسياسة الاهمال المتبعة من قبل النظم السياسية التي تعاقبت على حكم العراق وعدم الاهتمام بالواقع الزراعي, و
اعتماد موارد النفط للبلد جعل من الزراعة تتراجع لتصل الى ما هو عليه الان حيث اخذ العراق يستورد 85./. من غذائه من الفواكه والخضر والمحاصيل الاستراتيجية بشقيها الغذائي كالحنطة والشعير والارز, والمحاصيل الصناعية كالجوت والجلجل والكتان وغيرها., وان أكثر سكان الريف قد أضطروا مكرهين لترك قراهم ومناطقهم الزراعية وأتجهوا صوب المدن القريبة منهم, وبذلك اصبحوا عامل ضعط سكاني في المدن وفي نفس الوقت شكلوا القسم الاكبر من البطالة المنتشرة في المدن وكعنصر أستهلاكي غير أنتاجي, ولاجل النهوض بالواقع الزراعي هناك عدة حلول منها :
1_تنظيم أتفاقيات جديدة مع الدول المتشاطئة مع العراق بالنهرين, وحسب النسبة السكانية لكل بلد, والعمل على انشاء السدود والخزانات للتحكم بكميات المياه الواصلة للقطر وكذلك الاستفادة من مياه الامطار , وتقليل نسبة الهدر بقدر الممكن.
2_ العمل على أستصلاح الاراضي الزراعية من خلال مشاريع حقيقية من خلال أنشاء شبكة من المبازل الحديثة.
3_أستيراد وسائل المكننة الحديثة وأدخالها في المجال الزراعي.
4_التركيز في خطط الاعمار على تطوير الريف العراقي وأنشاء شبكة طرق معبدة وتقديم كافة الخدمات المقدمة للمدينة من شبكة ماء وكهرباء ومستشفيات ومدارس وجسور وقناطر وغيرها من الخدمات الاساسية والضرورية, حتى نضمن عدم هجرة الفلاحين والبدء بالهجرة المعاكسة وهذا يتطلب جهد الدولة بكل وزاراتها لان وزارة الزراعة لا تستطيع فعله بمفردها.
5_ التوسع في حفر الابار الارتوازية في الصحراء الغربية لضمان زيادة الرقعة الزراعية من خلال استحداث أراضي جديدة .
6_ العمل بمبدأ الارض لمن يزرعها ويستثمرها وألغاء النظام الاقطاعي المسترجع بعد سقوط النظام, حتى لا تكون هناك اراضي جرداء وفي نفس الوقت نقلص حجم البطالة وضمان تشغيلهم في المجال الزراعي.
7_ العمل على انشاء مزارع كبيرة وحديثة من خلال عقود مع افواج المهندسين الزراعيين العاطلين عن العمل وتوفير كل مستلزمات النجاح لهم من خلال تقديم القروض المالية الميسرة والبذور المعفرة والالات الزراعية لضمان نسب النجاح وتطويره.
8_ العمل على انشاء محطات بحوث حديثة ومتطورة لتربية الاصناف وتهجينها بما يتلائم والظروف البيئية والمناخية للعراق لغرض ضمان زيادة الغلة الانتاجية للدونم الواحد.
9_ العمل على أنشاء محاجر زراعية حدودية للتأكد من سلامة المواد والبذور الداخلة للعراق والتأكد من خلوها من الامراض..........
#علي_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟