أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ضياء الموسوي - إلى “الهند” الذبيح في ليلة عرسها!














المزيد.....


إلى “الهند” الذبيح في ليلة عرسها!


ضياء الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 07:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وتصطبغ شمس العشيقة “مومباي” بلون النجيع. رائحة الدم تعبث بالبهارات الهندية العنيفة، لتحتل اللحية الغبية مكان المولود الجميل.
ينهدم حب وتستقر سكين
يتلوى جرح وتبسم بندقية
تموت حديقة، ويحيا نعش على عرش مقبرة
تتلاشى وردة سكرى ويهرول ضبع غادر

من يصدق، أن بلد السلام، هند غاندي، يعبث بها هؤلاء القروسطيون، القادمون من كهوف التاريخ. القادمون من المصرف الصحي لتاريخ كراهية الجمال والحب والسلام. كيف لا تدمع عيوننا، ونحن نشاهد الطفلة التي لعبنا معها صغار وهي مسجاة في نعش؟ كيف لا نبكي ونحن نرى الهند الام الرؤوم مطعونة في الخاصرة في ليلة عرسها؟ لمن نبكي إن لم نبك لك يا ست الدنيا، ويا اغلى من الروح تبراً وروحاً!
لله درك أيتها الهند الجميلة، كيف لنا أن نرى وشاحك مصطبغاً بالحزن والنجيع؟ كيف لنا أن نستبدل ذكرياتك المعطرة بغبار تاريخ متخلف معاق، يخرج من لحيته غبار تاريخ متوحش؟
ماذا أقول لأناس عشنا معهم في ماكلور، ومومباي؟ هل نقول لهم: إن السياف كان يدّعي وصلاً بليلى الإسلام؟
ماذا أقول لمطر ماكلور، وهو الذي كان يغسلنا بالحب والحنان من ادران غربة العالم العربي عندما كنا نجوب شوارع الهند بالبايك والطبيعة الجميلة؟
أيتها الهند الجميلة، والشعب المسالم الأجمل، عذراً لك وألف عذر وعذر! اغفري لنا خطأ التاريخ، ووحوش زرعوا في أذهانهم ألغام الحقد الطائفي والمذهبي على شعوب هم إخوان لنا في الإنسانية؟
اغفري لنا حقدنا المتخم بالنرجسية، وحشيتنا المتدنية، المتدينة مسامير واحذية مثقوبة قديمة وأوساخاً ونفايات!
ماذا نقول لأصدقاء هندوس ومسلمين ومسيحيين في الهند، كانوا اقرب إلينا من أهلنا وأمهاتنا؟ كم مريض لنا هم أسعفوه، وكم طالب جامعي منحوه مسكناً ورعاية؟
ذات يوم مر علينا عيد وإذا بأصدقائنا في الإنسانية يطرقون علينا الباب ليهنئونا بعيدنا الإسلامي. بربكم، من علمهم كل هذه الإنسانية غير غاندي؟ إنهم لا يعرفون حقدنا المتفجر من على منابر الكراهية وادعاء الحقيقة المطلقة!
يا تاج محل، لم يبق لا محل ولا تاج. ولن يبقى مادام الإرهاب يفرخ على كل ارض بيضه!
يا تاج محل، كم يعز علينا أن نرى مكان الورد أشلاء وأشلاء!
كم يعز علينا أن نستبدل أمكنة معطرة بالحب والذكريات الجميلة بصور لأطفال وكبار مبعثرين في ساحتك وساحة القطار المغدور! كيف نغطي جثثاً لأحبة؟ بأي كفن او اي قماش؟
هل نكون قد وفينا لعطائك، لو أننا استبدلنا الأكفان بشهادات أكاديمية، أخذها أبناؤنا من جامعاتك التي استقبلتهم، وهم الفقراء المثخنون أوجاعاً وأحزاناً؟
أيتها الهند العشيقة، ستبقين ذاكرة وعشقاً، ولن يجعلك هؤلاء الأغبياء مسلحاً.
لك عودة وألف عودة.
لك رجعة وألف رجعة.
لك عرس وألف عرس.
ولابد أن تهزم السياف شجرة ياسمين.
لابد أن تنتصر رقبة عصفور على رصاصة بندقية كاذبة.
لابد ان تنتصر قبلة على قنبلة، وبحر على زنزانة، وصوت هديل على غابة.
وعصفور واحد يغرد في الصباح كفيل بعودة الربيع، فكيف إذا كان الربيع هو الهند والعصفور هو غاندي.



#ضياء_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كازاخستان تحسم الجدل عن سبب تحطم الطائرة الأذربيجانية في أكت ...
- الآلاف يشيعون جثامين 6 مقاتلين من قسد بعد مقتلهم في اشتباكات ...
- بوتين: نسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
- -رسائل عربية للشرع-.. فيصل الفايز يجيب لـRT عن أسئلة كبرى تش ...
- برلماني مصري يحذر من نوايا إسرائيل تجاه بلاده بعد سوريا
- إطلاق نار وعملية طعن في مطار فينيكس بالولايات المتحدة يوم عي ...
- وسائل إعلام عبرية: فرص التوصل إلى اتفاق في غزة قبل تنصيب ترا ...
- الطوارئ الروسية تجلي حوالي 400 شخص من قطاع غزة ولبنان
- سوريا.. غرفة عمليات ردع العدوان تعلن القضاء على المسؤول عن م ...
- أزمة سياسية جديدة بكوريا الجنوبية بعد صدام البرلمان والرئيس ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ضياء الموسوي - إلى “الهند” الذبيح في ليلة عرسها!