أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طلال الغوّار - انهم يتاجرون بكرامة العراق














المزيد.....

انهم يتاجرون بكرامة العراق


طلال الغوّار

الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 02:30
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


طيلة أكثر من خمس سنوات, والعراقيون يتطلعون إلى اليوم الذي تقطع فيه مخالب الوحش الأمريكي ,وتنتزع من جسد العراق,وقد ودفعوا ثمن حريتهم واستقلالهم وكرامتهم طيلة هذه السنوات من نزيف دماء أبنائهم ,وبدل أن يأتي هذا اليوم , الذي قاب قوسين أو أدنى ,بفعل المقاومة الوطنية ضد المحتل وبأشكالها المختلفة , واتساع دائرة الرفض والتحدي الشعبي له , لتضعه في الزاوية الحرجة , وتزجه في أتون الحيرة والإرباك والبحث عن المخارج ,فجيء (بالاتفاقية )التي تعددت أسمائها , ليشد هذا الوحش قبضته بالعراق , وتغرز مخالبه بالجسد العراقي عميقا , لتضع العراق في دائرة التبعية والاستعباد,وخاضعا لإرادة المحتل واملاءاته, فتسلبه إرادته الوطنية وتنهب ثرواته وتقطع أوصاله, ويصبح قاعدة انطلاق في المضي قدما بالمشروع الأمريكي _ الصهيوني نحو تغيير المنطقة وتغير الخريطة السياسية والثقافية لها
ولا أريد هنا أن أناقش مضامين هذه الاتفاقية في بنودها وفقراتها, فقد أصبحت معروفة لكل العراقيين ولغيرهم ولم تنطل عليهم حتى الفقرات الغامضة والمبهمة والتي يراد منها الإيهام والتضليل, وأتوقف عند الأساليب الملتوية والرخيصة التي استخدمتها قوى وأطراف الحكومة في العراق في تمرير هذه الاتفاقية والمصادقة عليها ,فالقوى التي أعلنت عن موافقتها مسبقا سوقت بخطابها الحالة بشكل معكوس ومغالط للحقيقة , لتجعل من المصادقة على الاتفاقية إنهاء للاحتلال , وان العراق بموجبها سينال السيادة والاستقلال ,وستضمن حقوقه وثرواته وسترجع أمواله , وتارة أخرى يمارسون أسلوب الترهيب وتخويف العراقيين من أن عدم الموافقة على هذه الاتفاقية ستمدد فترة الاحتلال وان العراق على شفا الفوضى والدمار وسيضل تحت وصاية البند السابع وغيرها من الدعاوى التي لا تمت إلى الحقيقة بصلة , أن خطاب هذه القوى يؤكد مدى توافقهم مع المحتل وتحالفهم معه , وهم مدركون جيدا أن لا وجود لهم بغير وجود المحتل وان الشعب العراقي سيلفظهم حال هزيمته, وما عليهم إلا الإذعان لإرادة المحتل واملاءاته. في حين كان أسلوب القوى الأخرى قد اخذ منحى آخر وهو المتاجرة بكرامة العراقيين وسيادتهم وحريتهم بخطاب مخادع ومضلل أيضا ,فهي موافقة على الاتفاقية ولا اعتراض على بنودها ولكنهم ربطوا التصديق عليها بشروط سميت بوثيقة (بالإصلاح السياسي ) والتي هي الأخرى لا تمت بصلة إلى الاتفاقية أو إلى أي من بنوده أو فقراتها ,وهي ليس إلا صفقة مساومة على حساب سيادة العراق وكرامته ومستقبل أبناءه, لتحقق في ذلك غايات وأهداف ذاتية وفئوية لتأخذ دورا اكبر مما هو علية في السلطة وليكن لها موقع قدم في أكثر من مكان ,كذلك إظهار نفسها وكأنها حريصة على العراقيين بهذه المطالب التي تغاضت عنها طيلة هذه السنوات, لتجمل صورتها أمام الشعب العراقي وكأنها تساوم الشعب العراقي أيضا في ذلك , مقابل بيع العراق ورهنه بإرادة المحتل من خلال موافقتها على هذه الاتفاقية .
إن هذه المواقف المخادعة والمضللة التي اتخذتها هذه القوى , تذكرنا بالموقف ذاته ولهذه القوى نفسها ,عند التصويت على الدستور عام 2005 حينا كانت من ضمن القوى السياسية المعارضة على الدستور ولكنها أعلنت موافقتها على التصويت عليه قبل يوم من موعد التصويت بعد مساومة معروفة مع المحتل والأطراف المتحالفة معه بحجة إدخال مادة التعديل عليه بعد التصويت , وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات لم يجر أي تعديل وذهبت كل دعاواهم إدراج الرياح , حيث مرر الدستور بهذه الطريقة المخاتلة والرخيصة, كما هو الحال اليوم في تمرير هذه الاتفاقية . والسؤال الذي يطرح هل ستمرر هذه الادعاءات والمسوغات الواهية على الشعب العراقي بعد معاناته القاسية وما واجهه من كوارث وماسي بعد التصويت على الدستور وإجراء الانتخابات قبل ثلاث سنوات, فالشعب العراقي مؤمن بحقه وبقضيته ولا يفرط بكرامة وطنه وسيادته وحريته و(المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين )






#طلال_الغوّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الديمقراطية باقصى كسورها العشرية
- الاتفاقية ...واساليب المخادعة
- مثقفون) من ورق
- لا تعذبو الكلمات
- المفترق
- انهم مهزومون
- هيمنةالسياسي ...وتشويه المشهد الثقافي
- امض بنشيدك حتى طرف الروح
- قصائد تحت سماء الرصاص
- مثقفون خارج التأريخ
- السماء تتفتح في اصابعي
- يركضون في قفص
- انهم يثردون خارج الصحن
- ااجعل من جراحك مناديل خضر
- مرايا الغياب
- حكومة في فندق
- اجعل من جراحك مناديل خضر
- انه جرحنا الذي يتلألأ


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طلال الغوّار - انهم يتاجرون بكرامة العراق