|
منظمة لوكَية بلاحدود
فرات المحسن
الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 07:53
المحور:
كتابات ساخرة
كالعادة فللمرتزقة في مثل هذا الوضع الفالت صولات.وحين تنط رؤوسهم تختفي رؤوس.وضجيج المرتزقة يطغي ويملأ الأجواء ويفرش سماجاته وأباطيله فوق الساحات.أنه كالسوس يبدأ عبر ثلمة صغيرة و ينتهي أخيرا حتى التهام كل شيء وتلويثه. بعد ذاك تبدأ عند البعض مرحلة الندم واللوم والنقد واللطم. منظمة لوكَية بلا حدود لها جذور تمتد عميقا في الفكر العالمي، وجميع أعضائها لا يختلفون عن بعضهم سوى بسحنة الجلد أو الأطوال والأزياء. للمنظمة أعضاء تختلف مشاربهم ورؤاهم.منهم السياسي والمؤرخ والأكاديمي والإنسان العادي والمثقف والفنان ووو، ولكن الحق يقال أن ما يجمعهم هو طموح وغاية وهدف واحد وتنظيماتهم على خطورتها تتجاوز أهداف الماسونية والصهيونية بالرغم من تمتعها بذات الخواص التي تقدم الخدمة المبطنة بالطيبة ولكن غرضها المستقبلي دنيء ويحمل الكثير من الخسة. لم يحدد وقت معين لتأسيس المنظمة. فلو أنك قابلت احد أعضائها، لو أنك جالسته هنيهات،لا حاجة بك لوقت طويل لتكتشف ما يضمره هذا الطفيلي ما سك العصا السحرية. ستعرف أن تأريخ ولادته عابر للزمن، جسده لا يلتزم بتأريخ ولادة. تجد في عينيه وبحة صوته ما يشير لهلامية المسافات والتأريخ. تنبعث من جسده روائح قادمة من زمن آدم أو نوح وثمت أصوات تتردد في حنجرته وتخرج كأبخرة مغثية.وجهه يتماثل مع وجوه شخصيات في برلمان روما أو جوار جسد كوليوباترا البض وهو من دفع كتف برومس لارتكاب الجريمة.وقلمه شارك في تدبيج معلقات ملوك وصعاليك بابل وأشور وجميع الإمبراطوريات الأرضية. تجده جالسا عند قدمي عمر ابن الخطاب وعلي بن أبي طالب.وثمة ما يوحي بأن يديه هما من سحبت القرآن من تحت جسد عثمان بن عفان المدمى، وفي ابتسامته لمحة لصفرة لئيمة من وجه عمر بن العاص،وتفتقت مواهبه وصقلت في أروقة قصور العباسيين،وسوف تجد تشابه مفزع لوجهه مع وجوه خدم وغلمان هتلر أو موسليني أو أورتيغا وستالين وشاوشيسكو. منظمة لوكَية بلا حدود فريدة في عضويتها فهي تمثل أكبر تجمع أرضي في هذا الكون الفسيح وآليات عملها تحمل ذات الفرادة.ليس لها دستور محدد،واستراتيجيات عملها لا تخضع لقواعد عمل بعينها.ينفرد أعضائها بتنفيذ أهدافها وفق رؤاهم الخاصة ولذا تراهم يتفننون في تصيد الوقت والمكان والشخص و والصيغ المناسبة للوصول الى غايتهم. حذاقة من نوع سوبر ستار تكسر جميع الحواجز وتخترق مختلف الموانع.دون واعز أخلاقي أو خجل إنساني. منظمة لوكَية بلا حدود فرع العراق كانت لها صولات وجولات عبر زمن العراق العاقر وقد تطور عملها وتوسعت قاعدتها في عهد الطاغية صدام. والملاحظ اليوم أن تلك اللوحة العريضة بألوانها البراقة المحاطة بالأنوار المشعة المبهجة، ترتفع فوق باب المؤسسة العتيدة بعبارتها الواضحة الصريحة ((منظمة لوكَية بلا حدود أحدى منظمات المجتمع المدني)) الحق أنها منظمة مجتمعية. ولكن المهم في تلك اللوحة والذي يجلب الانتباه ويؤكد حقيقة وجودها كمنظمة فريدة من نوعها وذات خواص نادرة وواقعية. هو ما خط أسفل اللوحة (( تأريخ التأسيس )) ولكن ترك التأريخ دون أن يدون ويبدو أن الطلاء على هاتين الكلمتين قد تغير عدة مرات وفي أزمان مختلفة. وحين يقترب المرء من اللوحة يلاحظ شيء من الظل لحروف مندثرة ولرقم غائم وحرفيين مضمرين ق.م. هذه المنظمة العتيدة شارك أعضاؤها في صناعة تأريخ العراق منذ غابر الزمن وكانت أعظم تجلياتهم في عهد صدام المقبور، حيث أبدع أعضاؤها في كتابة سيرة القائد وتمجيد تجلياته.كتب فيه الشعراء وقص عنه القصاصون ومجدوا شخصه وغزواته ورسمت ابتساماته وتقاسيم جسده وأوضاعه وحركاته أبدع الرسامون فيها وصوره القص نبيا ورقص أمامه جمع غفير خوفا أو تبرعا وكان للمنظمة فعل لا تخطئه العين ولا يهمله التأريخ. اليوم يبدوا أن المنظمة قد اعتمدت ثقافيا ومعنويا ومجتمعيا من قبل وزارات ومؤسسات وشخصيات في العراق الجديد لتمارس دورها بحيوية ونشاط دون موانع أو عوائق.وقد صدرت رسميا عن المنظمة عدة مطبوعات وفعاليات تؤشر لحيوية المنظمة وتأثيرها الفاعل في المجتمع.فقد صدر في بغداد عن أحدى مطابع المنظمة ولواحد من أعضائها المؤسسين، كتاب يوزع حاليا على نطاق واسع يحمل عنوان "المالكي وصولة الفرسان" والكتاب يشيد بقدرة المالكي وإنجازاته الأمنية من خلال العمليات التي قادها ضد مسلحي التنظيمات المتمردة والخارجين على القانون في البصرة وبغداد والموصل ومحافظات أخرى. وعلى ذات المنوال أعدت منظمة لوكَية بلاحدود بمشاركة فرعها في كربلاء برنامجا حافلا لمهرجان ثقافي تذكرَ فيه أعضاء المنظمة أن هناك شاعر عراقي أسمه أبو المحاسن.حشدت وأعدت لهذا المهرجان شخصيات شعبية ورسمية في مقدمتهم السيد الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة ورصدت للمهرجان أموال من قبل وزارة الثقافة أيضا وسوف يتم وفي نهاية المهرجان طبع لعدة كتب تحوي السيرة الشخصية والشعرية للمرحوم الشاعر أبو المحاسن ويعقب المهرجان هذا كمشة من المهرجانات في جميع ربوع المحافظات العراقية تأكيدا لتاريخية وشاعرية ووطنية ونضال وتضحيات وما قدمه المرحوم أبو المحاسن للوطن ودوره في تغيير طابع المجتمع وبناء صرح العراق الثقافي وغيرها من المنجزات.ولمن لا يعرف المرحوم الشاعر أبو المحاسن، فهو أحد أجداد السيد رئيس الوزراء نور المالكي. وصرح أحد أعضاء اللجنة المشرفة على المهرجان، بأن هناك دورات تعليم كومبيوتر ومحو الأمية ودورات في جميع الاختصاصات المهنية سوف تقام ويطلق عليها أسم أبو المحاسن بالرغم من اعتراض بعض الأعضاء ومطالبتهم بأن يطلق اسم السيد رئيس الوزراء نوري المالكي على تلك الدورات المزمع إقامتها. أما في اجتماع الهيئة الإدارية لمنظمة لوكيَة بلا حدود فقد اقترح البعض أن تطلق أسماء رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس البرلمان وغيرهم من كبار الشخصيات وعلى وفق المحاصصة كي تستمر المنظمة في تلقي المساعدات لتنشيط عملها ويكون هذا جزء موسع لبرنامجها في التطوير المجتمعي الثقافي السنوي لا بل المستقبلي فمثل هذه البضاعة رائجة ولها الكثير من المحبين والمرضى النفسيين. لا غرابة في عمل المنظمة وحتى في قبولها عضوية السيد الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة فهذا نسق ونزوع تأريخي متعارف عليه عند شعوب العالم وأجناسهم. ولكني اليوم أريد أن اذكر بأن صدام كان راعيا لمنظمة لوكَية بلا حدود دون حدود والتي سببت برامجها الكثير من الخراب والجرائم واللوثات للشعب العراقي وما جاوره أو ضاك حلاوته.ومع أني أدرك مقدار تأثير كرسي السلطة والحشود الجماهيرية على نفسية ومشاعر أصحاب المعالي والفخامة. برغم هذا فأنا أدعوا السيد رئيس الوزراء وهو الغني عن مثل هذه اللوكَ لوغية حسب ما أعرف عنه وأسمعه وأشاهده،أدعوه أن يوقف هذه المنظمة عند حدودها كي لا تمارس ما اعتادت فعله في عصر صدام وخلقت لنا لات وعزى وهبل. وبمثل ذلك أناشد باقي أعضاء السلطة في العراق أن يضعوا حدا لتصرفات تلك المنظمة كي لا تكون للناس بعد ذلك وسائل تنهال بها ليس على المنظمة وأعضائها بقدر ما توجه أسلحتها لمن سفحت المنظمة لوكَياتها عليهم.ولنتذكر كومة النكات والقفشات والشتائم العراقية في ذاك الزمن لتكون درسا للجميع. ولا لوم على الناس بعد ذلك أن راحت تمتع النفس بصياغات عملية ولغوية توجهها لمن ورطتهم وضحكت عليهم المنظمة عبر المسح والطبطبة على الأكتاف وتبويس اللحى والدبانستري. ياترى هل لدى رجال المؤسسة الحاكمة حصانة من سحر المنظمة أم تراهم يستمتعون ببرامجها وإطرائها، وهم أول من يشجع ويدعم منظمة لوكَية بلا حدود فرع العراق.سؤال برسم المراقبة والإجابة.
#فرات_المحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مدنيون نزدهر في النور
-
طنطل السفارة
-
ألعاب الأطفال جريمة لا تغتفر
-
الانبار محافظة الوعد
-
مَن الذي يحكم العراق ؟ هو أم هم
-
موسوعة نبش القبور_ ثقافة عجائز الحارات
-
ختيبلة فدرالية
-
الدور الحقوقي لمنظمات المجتمع المدني
-
فرحكم أبكاني فرحا
-
.......هل يصلح التغيير ما أفسده
-
صابرين بين الحقيقة والتضليل
-
نحو أي الجهات تتحرك الهمر الأمريكية
-
ما أغفله تقرير لجنة بيكر _هاملتون
-
إحصائية لعينات أوربية تطالب بإعدام المجرم صدام
-
الرئيس بوش وكذبة نيسان المتأخرة
-
مأزق في التجديد أم مأزق في التحليل - مناقشة لمقترح برنامج ال
...
-
أعراف ثقافة القنادر
-
مقترح برنامج الحزب الشيوعي العراقي والنوميه الحامضة
-
بين الظاهر والباطن من سياسة سادة العالم
-
ضرورة محو أثار وبقايا الفكر البعثي
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|