شاعر وكهل في ليلة القدر_ثرثرة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 07:36
المحور: الادب والفن
    

لو كان الأمر بيدي وتحت رغبتي....
لغيّرت مئة بداية مختلفة على الأقلّ,ولا واحدة فيها حياتي الفعلية_28/11....2008 الجمعة مساء.
لو وضعت 48 سنة مضت في الميزان أو على المشرحة,لرغبت في محو معظمها, نسيانه وإزالته من الوجود بلا تردد.
ما أخجل من مجرّد تذكّره كثير. ما اندم عليه كثير جدا..... على إضاعته أكثر.
ولو تابعت السرد والعدّ لامتلأت مئات الصفحات بمترادفات الضياع والندم
لكن نصف العبارة الثاني وتكملتها الأهمّ
نتيجة ما أنا عليه الآن يغمرني بالبهجة, ولا استبدل موقعي وموقفي الحاليين,مع أيّ كائن حيّ على هذه الأرض وفي هذا الكون_ لو وجد آخرون هناك.
.
.
شاعر في عمر 48 سنة حرّ بلا قيد ولا شرط.
*
أن يكون غدك ومستقبلك كله بوضوح كفّك المفتوحة_ هبة حياة لا تتكرر.
*
قبل اليوم كان, أسهل عليّ ممارسة العادة السريّة في ساحة الشيخضاهر ظهرا, من تقديم نفسي كشاعر_ إلا على سبيل النكتة والسخرية. أكثر ما كان يربكني أن يعرّفني صديق أو صديقة بصفة شاعر....أتذكّر حالتي النفسية حينها....أنكمش على نفسي وتغمرني الرغبة في الاختفاء عن الأعين.أستتر.أختبئ. أنطمر...... المهم الهرب والخلاص.
.
.
قد أكتب ثرثرة ممتدّة ومرسلة,عشوائية وفوضوية وبلا هدف,قد أكتب في النقد.في الفكر,في السياسة....في الأخلاق.في الفنّ....
كلها تفصيلات وقشور فوق السطوح.
بقية حياتي بعد اليوم
وحتى آخر لحظة شاعر.
ولو لم أكتب عبارة شعرية
*
الآن أضع كأس الريان العظيم وأشرب كشاعر.
البارحة استأذنت_أول مرة وآخر مرة_أستأذن فيه سوى الكأس نفسه.
.
.
أتذكّر عبارة صديقي جاك بريفير:
لست أنا من يغني
إنها الأزهار التي رأيتها
لست أنا من يطير
هي الأصوات والعصافير التي سمعتها
لست أنا من يبكي.......
إنه حبي الضائع
.
.
وأنا بدوري أعرف الجمال الذي رأيته
يجعلني أعيش كشاعر بقية حياتي
*
قيم الشاعر ونظمه الأخلاقية والمعرفية والجمالية في حريته.
الأصوات صدى في الهواء
الكلمات والحروف خطوط عشوائية على الورق
السلطة والمعرفة والقوة والجمال والعدل والظلم والبؤس والموت والحبّ....مصطلحات تجارية تتغيّر مع حركة الأجيال والكواكب.
قانون الشاعر ينبع من داخله
.
.
درجة حرارة المدن والمجتمعات والدول
هي أحوال شعرها و شعرائها
توجد معايير ومقاييس أخر بالتأكيد,لكنها من الدرجة ثانية وتفصيلية.
*
أيها الشعراء ماذا أصابكم!
تعكّرون حفر الماء الصغيرة لتبدو عميقة....
يزجرهم نيتشه
ويشير إلى الغد.
*
في اللاذقية أصابني الأذى والتشويه والجور وكل وضاعة البشر
وفي اللاذقية بالأمس واليوم
حبي الأول وحبي اليوم وربما الأخير
اللاذقية تحتقن بالغضب والخوف والضغينة
اللاذقية
اللاذقية
غدا تنفجر مثل بالون في الهواء
.

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات