أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - حوار مع الشاعر إبراهيم البهرزي















المزيد.....

حوار مع الشاعر إبراهيم البهرزي


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 764 - 2004 / 3 / 5 - 08:28
المحور: مقابلات و حوارات
    


•  على الشاعر أن يفيد من جميع ممكنات الحس خلال عملية تخليق النص

يلوذ الشاعر إبراهيم البهرزي بالقصيدة، وينقطع إليها مثلما ينقطع الكاهن إلى الصلاة في صومعة العزلة والنشوة والحلول. فالكتابة بالنسبة إليه هي حفر في مجاهل الذات، ومحاولات للإمساك بجذاذات الحقيقة، ومطاردة للأحلام المستعصية. والقصيدة بالنسبة إليه أيضاً هي كشوفات للذات المحمومة والراكضة صوب مصيرها المحتوم. فثمة خيط فلسفي في قصيدته، لا يمكن رؤيته بالعين المجردة،خيط يتوامض في النص، ويفجره في سماء الروح كالألعاب النارية التي تخطف الأبصار، وتقذفها في أتون الدهشة والانبهار. إنه النص الكولاجي الذي يحمل بريق المخيلة، وإيماضات الحقول المعرفية الأخرى التي يدجنها الشاعر كما يدجن نمراً مجبولاً على الافتراس ويقوده إلى حفل المفاجآت الخارقة لتوقعات الحواس البشرية.
• المستوطن الأبدي

• للأمكنة وقع خاص في نفوس الأدباء جميعاً، ما دور مدينة ( بهرز )  بوصفها مكاناً إلهامياً في أشعارك؟
- عن بهرز حين أحدثك ينبغي أن أتحدث عن شبق زهر البرتقال في نُوّارات البراءة والخمرة والوداد الرفاقي، عن أريحية المقاهي الضجيعة تحت يوكالبتوس ( خريسان ) القديم، عن المطر الحنون المتشقلب على مراوح النخيل، عن الرياح الموسوسة التي تدوّم بالطفولة إلى أعالي الله، عن مسارج النفط بفتائل التمر المشعشعة في أكواخ البساتين المعتزلة، عن القُبل الأولى المهراقة تحت نزيز العنب، عن الوجوه البُنيّة المنحدرة لشواطئ ( المنتريس ) بوفير الخمر وهدير الأغاني الناحبة، عن الطيور الطائرة والقناطر البعيدة، عن ماريجوانا القدّاح المتغلغلة في بلازما الجنس الخجول، عن زهور الخُزامى السكرى على أسيجة المنازل العالية، عن سطوة الفلس السحرية في زمان العيد والأراجيح ودواليب الهواء، عن الجدل الفوّار كأقراص المعدة في كأس العرق الأبيض، عن التطواف الليلي على دراجة هوائية في أزقة المناديل النسوية الملوّحة، عن رائحة الرز المحروق وعروق الكباب البيتي في عشايا النفير إلى مقاهي الحج المسائي، عن بيداغوجيا الخمر التي لا تضع القرنفلة الزرقاء إلاّ في الجيب العلوي لسترة المعلم، عن التسميات البحرية فيكتاب الأنواء السري لسواقٍ زرقاء تفضح أسماءها خامة ألبستها الداخلية، عن ( المشراقة والمنثر والمنتريس والفضوة، والقاع الكبيرة، والمحمدية، وباب الخان، والنتراوة، والعنب الكبير، والشاني، والمكيّر،والشطاني، والزيتونة، والجوبة، والجرف،، والمِنزّ، ومال قاشناغة، ودرب الحيايا، ودربونة الهنود، وأبي الغيث، ومال نصري ) عن الندم يعضُّ كابن عرسٍ أليف في مزغل الحنجرة، عن ابتسامة من خلف الباب، وليمونة ريّانة لأجل مزّة الليل، عن موتي القريب في بستان كريم الداوود تحت شجرة العنّاب الوحيدة التي رسمتُ بها قصيدة ( انتصار حميد ناجي ) في المنفى الهولندي المتفردس، عن الدم الشاخب على عُشبة مقبرة ( أبي محمد ) من توابيت أجمل القتلى، عن سامي وسعد وجبار وخالد ورشيد وصادق وثائر وثامر وعامر وأحد عشر ألف كوكب تشتتت في ليالي الرضا والرهائن من أجل أن يبكي نديمٌ لوحده في ليل الحزن الممطر، لوحه وكأن الله كان مريضاً بالغنغرينيا ساعة انخطفتْ أحلام هذا الغريب المستوطن الأبدي في لحظة تناءٍ أبيدة، وستظل أبيدة.
• الشعور الفرداني بالتعاسة
• نتحسس ظاهرة القلق الوجودي في الكثير من قصائدك. هل تعتقد أن الشعر قادر على ترميم هذا الخراب الروحي الذي يفتك بعالمنا المعاصر؟
- إن الكوجيتو الديكارتي يكون مناسباً لعالمنا شرط هذا التحريف ( أنا قلق، إذاً أنا موجود ) فالقلق شرط وجودي للمثقف الأمين على صيرورة الأرض ومستقبل الدابّين عليها. نتفق كلنا شرط شرقاً وغرباً، شمالا وجنوباً، ورعاعاً وخلاّقي معجزات، ومتنافرين من صادق جلال العظم حتى فوكوياما، مروراً بكل المزاوجين بين المتناقضات نتفق أن الخراب الروحي المتسلل حتى تحت أردية اللاهوتيين الفضفاضة وبين حقائب الدبلوماسيين المحصّنة سيكون المشكل الأكثر عوصاً في قابل العقود من عمر الأرض. سوف تحل التكنولوجيا مشكلات كثيرة على صعيد الصحة والمرض، والتواصل والاتصال، والمعرفة والأفكار، واللذة والألم، والكارثة والاطمئنان، وربما لوعة الموت، لكنها، على الظن، لن تحل معضلة الشعور الفرداني بالتعاسة، هذه مشكلة، وعلى الظن أيضاً، تحلها الفلسفة والفنون الجميلة.فإن كانت الفلسفة، وتحديداً بعد نيتشة، قد انقطعت إلى الاجترار، والفنون الجميلة ( وضمنها الشعر طبعاً ) قد انقطعت بعد عقد الستينات الدولي الفاتن، إلى صناعة المؤسسات المشغولة بالمسابقات الإعلانية والمهرجانات الدعائية وهيمنة السلطات ( برّانية الثقافة ) على سوق الورق والطبع والإشهار أقول، إن كانت هاتان المربيتان الفضليتان قد تقاعدتا بفعل الهرم والاستبعاد أو الاعتداء الجنسي، فإن الخراب الروحي القادم سوف يكون معضلة أشد من معضلة السيطرة النووية وحروب المياه العذبة القادمة، وأمزجة النيازك الطائشة المتوقعة الانقضاض، والأيدزات الغامضة المضمرة. ولو كنت أكثر إيماناً بنيتشه لقلت أن الأمين العام للأمم المتحدة- مع صلاحيات إطلاقية أكثر، ينبغي أن يكون اعتماداً  على احتمالات الوضع البشري المؤسي، في هذا الجانب، رجلاً من طراز ذلك الرائي الأمين الحزين، وعلى الجملة، فإنني هنا،يوم سأكتب السطر الأخير وأشرب كأسي المترع بالخمر الرديء إلى ثمالته، سيكون هناك في أعالي التبت كاهن قلق يرتشف كأسه الأخير كما على ضفاف بحيرة لوزان يفعل الشيء ذاته صحفي حائر، أو تحت جبال الأنديز سوداء الخضرة يحدق فلاح شاب بغموض إلى التلفزيون، أو في كينيا حيث يعاني في المساء صياد للفيلة من أزمة الضمير، أو على تلال بيفرلي هيلز حيث يتمعن ثري بكأسه الفاخر المشبع باللذاذات المملة، على الجملة أقول، أننا سنموت جميعاً بفعل الخراب الروحي والقرف مثل ملك جاك بريفير وحماره الوديع، وفي نفس الوقت تقريباً.

• قسوة المتربصين

• موضوعاتك معاصرة جداً، ولا أثر للتراث أو المرجعيات التاريخية في نصوصك الشعرية إلاّ ما ندر. هل تسعى لأن تكون شاعراً ذا نفسٍ عالمي أو إنساني على الأصح أم أنك عازف عن الغوص في طيات التراث؟
- تُحيل، وللأسف مفردة التراث إلى مجمل النتاج المنجز خلال الحقبة العربية الإسلامية من تاريخ المنطقة، وهي وجيزة جداً، فيما يخص العروق الأعمق امتداداً لتاريخ العراق، ويحق لي كعراقي – عربي القومية والدين – أن أشرأب بضميري إلى الينابيع الأولى الخالقة والمؤسسة لكينونتي، غير آبه بما ألبستهُ الغزوات البرانية المتعاقبة من ألسنة وثقافات وتراثات، ومن المدهش أنني بتقافزي رجوعاً عبر هذه القطوعات العابرة، أجدني قد انتميت إلى الإنسانية جمعاء أكثر مما ينتمي المحنطون داخل الثقافات اللاحقة الماحقة، لقد كان الوجه الرافديني ( السومري البابلي الآشوري الأكدي ) سمحاً غير مُستغِل بعد تحت فوقية التابوات، وفي الشعر سأوردُ لك طرفاً من ترنيمة وردتْ قبل أكثر من ستة آلاف عام، تقرّب لك المناخ الحر الذي كان الشاعر ( وهو كاهن أيضاً ) يمارس فيه فعله الإبداعي.
( في الجدول الصافي، يا امرأة، اغتسلي في الجدول الصافي
ننليل، سيرى على ضفة الجدول، نوفبردو
رآها الراعي الذي يقرر المصائر، صافي العينين
 ويتحدث السيد إليها عن الجَماع وهي عازفة
 ويتحدث إنليل إليها عن الجَماع وهي عازفة
إن مهبلي صغير ولا يحتمل المضاجعة
 وشفتاي صغيرتان ولا تعرفان التقبيل. )
لا يعني هذا، وأقولها للموتورين عشاق الاتهامات – رفضاً لحقبة ما يمجدونها، بدليل أنني مقدرٌ لي أن أكتب بلغة هذه الحقبة، غير أنني أجد أن من العقوق أن يزين الأبناء ضريح امرأة الأب السليطة ويُجَفّرُ كسّرٍ مهينٍ ومخزٍ رميم الأم الرؤوم المستكينة، فأمنا تلك أقرب لأنفاس الإنسانية من أنفاس زوجة الأب، أظنك قد عرفتْ لأي تراث أنتمي – وهذا حقي التاريخي – واظنني قد اجبتك – بطريق غير مباشرة لخطورة السؤال وقسوة المتربصين، غير أنني مع ذلك سأتمرآى مع سؤالك وأقول عن التراث الذي تقصد ما يريح الضمير المتعَب، بحسب التعبير النيتشوي الصدوق، ففي الحقيقة، عدا الترتيبات اللغوية، لا نمتلك تراثاً طيّعاً، وأقول بمسؤولية خطرة، إن العلة الوحيدة لتحنيط الإنبثاقات المغايرة في مجمل آلية تفسير التاريخ وفهمه وبلورته تقع على العقم الإجباري الذي يمارسه الفكر الديني على فعالية اللغة. لقد توهم الفكر الديني، وأصبح وهمه سطوة، بأن المرجعية الوحيدة للتدبير اللغوي، لا بد أن تمر من قنواته الضيقة، فحُنّطتْ لغةٌ، وأُبيدت لهجات لصالح افتراضٍ قابل للشك، سأصارحك بأنني مدمن على تقرّي التراث، المقصود تعييناً بالسؤال، واستقرائه، ومنذ بواكير ضالة في القدم، غير نني، وأتمنى أن أكون خاطئاً، انتبهت إلى أن محايثة هذا التراث المعني تستوجب شيئاً من العبودية لمقدس موهوم، ففي الوقت الذي لم تحسم به بعد أكثرية البشرية مشكلة الأديان وآلية الدنيا، يتبدى لك مجترون كُسالى، وبعضهم غلمانٌ مستوظفون، يتحدثون بصلافة نائب، واثق الإنابة، عن الخالق، ومثل هؤلاء يتكاثرون بشدة، حتى أنك لتغدو في مجامعهم الإطلاقية بربرياً لا غير. لا أظن وبشهادة الأغلبية مجايلاً لي تواصل مع التراث الذي تقصد كما تواصلت، غير أنني لم أتقردح في فضاءات الأزمان السلبية المقدسة، لقد كنت أنوياً، وبجرأتي الأنوية حاربت وحوربتً حتى انكسرت بفعل نفاق الرعاع. وما يُثقل حزني في المتأرثين أنهم لا يعرفون الرقم الصحيح لسرعة الضوء ولا يصدّقون، بالحقيقة التي يمارسونها، الحقيقة الخلاقة المسرعة، حقيقة القذف في سلطعون الرحم. لن أحب التراث ومرجعياته التاريخية بالمنطق الذي يفكر فيه رجل دين يمتد بطنه إلى مسافة ثلاث توابيت لأطفالٍ ماتوا جوعاً في العراق، أو ذُبحوا، على الطريقة الإسلامية في الجزائر.
• المؤسسة المركزية
•  لم تكتب نصاً هابطاً أو ضعيفاً على حد علمي، ومع ذلك لم يحتفِ النقاد كثيراً بتجربتك الشعرية التي تستحق الكثير من العناية والدراسة والتأمل. ما سر اهتمام النقاد بعدد من الأسماء الهزيلة التي تصدرت الواجهة الأمامية للشعر من دون وجه حق؟
- إن التمأسس للبنية الثقافية يجعل من النقد واستناداً إلى قانون انضباط موظفي الدولة وسيلة للعلاوة والترفيع والشكر والتقدير والخ. . وأخطر شيء هو هذه ال ( الخ ). وعليه ولعدم وجود تشكيل ثقافي مستقل عن هيمنة المؤسسة المركزية ستبقى عملية النقد عملية تكليفية جائرة أو تطوعية منافقة يساهم فيها، مع الأسف، أسماء لها ثقلها المعياري، وسيكون من الصعب أن يشار نقدياً بعمق لتجارب تحمل خصوصية فنية لكنها لحرفيين منفيين خارج المؤسسة وهوامشها مثل عبد الرحمن طهمازي ( مدرس ) محيي الدين زنكنة ( مدرس متقاعد ) جليل القيسي ( موظف متقاعد ) خزعل الماجدي ( طبيب بيطري ) موفق محمد ( مدرس ) فيصل عبد الحسن ( مهندس ) فرج ياسين ( مدرس ) كاظم الحجاج ( مدرس ) عقيل علي ( متسكع ) سعد محمد رحيم ( مدرس ) حمد شهاب الأنباري ( مهندس ) سلمان داوود محمد ( كاسب ) علاوي كاظم كشيش ( فرّان ) حسين علي يونس ( كاسب ) كزار حنتوش ( مهندس ) وليشرأب بعنقه ناقد واحد يناقضني ويقول بأنه أوفى لواحد من هذه الأسماء بعض ما ستحق من النقد مكافئاً للحد الأدنى من تجاربهم الإبداعية، وبالمقابل سأذكّر أي واحد من هؤلاء النقاد بما دبجوا من إطراء لنصوص أقل من عادية لكتاب يتموقعون في موقع القرار الثقافي ( مسؤول ثقافي، رئيس تحرير، محرر ثقافي، أو موظف في مؤسسة ثقافية. . الخ لقد أخزى النقاد طبيعة الثقافة وهربوا مكتفين بالاعتذار البسّام!
• ممكنات الحس
•  للإيقاع حصة كبيرة في قصائد البهرزي، كيف تفلسف تعاملك معه، وما دور المفردة المموسقة بذاتها في الجملة الشعرية، ولماذا يستجيب السامع لقصائدك من دون أن ينتابه الإحساس بالنفور؟

- الإيقاع طاقة إيحائية مضافة، وعلى الشاعر أن يفيد من جميع ممكنات الحس خلال عملية تخليق النص، وحتى بعد أكثر من عقد على ممارستي كتابة نصوص نثرية، فأن سطوة الإيقاع تنبجس أحياناً كشظية في اللهاة لتصوّت بتلك البحة المدوزنة عفوية الرتم ( rythem )، أظنني رغم تأففي من التعكز بعصي الآخرين مضطراً للاستعارة من ملتون جملة كتبها هكذا (Every thing is flow. ) فالحقيقة أن السوائل جارية بإيقاع وتسارع محسوب هي الحقيقة المطلقة في ديناميكية الحياة، جريان اليوريا في المثانة والكلى، جريان المخاط، كما يقول هنري ميلر، والمني، والدم في العروق، والماء في البحار والمحيطات والغيوم، والشهب والغبار الكوني، كل شيء يجري، ويجري في العربية بمعنى يركض، وهذا مخالف لنص ملتون الذي اضطررت لإثباته كما هو، كل شيء يسيل، يشخب، يفور، ينساب، يترقرق، ينبجس. لا أدري كل صفات حركات الموائع تسري مع (flow ) ملتون، ولكل (flow ) إيقاع يعتمد على كثافة السائل ومسافة السقوط. إنه إيقاع الأبدية الذي لا نستطيع قسره على تعديل نسبة التسارع. للجسد إيقاع، وللكون إيقاع، وللإيقاع، بحد ذاته، ما لا يحصى من ألأعيب الإيقاعات. هناك إيقاع صنجي فاضح، وإيقاع دفوفي ناتئ، وإيقاع وتري خجول، وإيقاع حنجري مخنوق، وإبقاع حذائي مستفز، وإيقاع نهديٌّ مكهرب، وإيقاع تباضعي لزج، وإيقاع تفخذيٌّ هزّاز، وإيقاع بوقي مفجع، وإيقاعات لكل ما هو متحرك وما نظنه ساكناً، وحين تكون المفردات في وضع ( flow  ) داخل النص دونما دفع أو ركل أو دحرجة ستصل السامع ودودة غير صادمة.
• التوصيفات الأجناسية
•  كتبت القصة القصيرة، ونشرت بعضاً من نتاجاتك القصصية العراقية، وأخص بالذكر منها ( ليلة الأطباء )، هل تعتقد أنك نجحت في أن تقدم نفسك قاصاً، أم أنك أرجأت هذا المشروع القصصي إلى وقت لاحق، ولماذا أشار الناقد باسم عبد الحميد حمودي إلى ضرورة إعادة كتابة ( ليلة الأطباء ) ثانية؟
- أتمنى أن يُنسى يوماً، تماماً، وإلى أبد، هذه التوصيفات الأجناسية للخطاب الإبداعي، ألاّ يقال شعر ونثر وقصة ومسرحية ورواية، هذه التحديدات، حسب قناعتي، تقنّن كثيراً وتؤدلج، بصيغة ما حالة الطلاقة المفترض تلبسها في أثناء عملية الأيض الإبداعي. ليكن لنا في تساند فروع العلم المختلفة من أجل بلوغ الحقيقة النافعة عبرةً ومثالاً لأجل تخالط الأجناس الأدبية المختلفة من أجل غاية الجمال السامية. هناك في كل جنس إبداعي نَسْمة من البويطيقا بدونها يحول المنجز إلى قحط مجدب، فالمبدع لا يحتاج إلى أكثر من عنصرين لتكوين مائه (H2O  ) الإبداعي الرائق، اللغة،( ولنفترض بتمثلها بذرتين H2  )  ( والموضوع وليمثّل بذرة واحدة O ) وليوضع بعد ذلك هذا الماء في عبوات بلاستيكية أو قناني زجاجية أو طاسات أو أباريق، فهو في الحصيلة إما ماء رائق أو صافي، أو ماء خابط. وبحسب هذا التفلسف الشخصي كتبتً ونشرتً أكثر من قصة، ونشرت أكثر من مسرحية، ومخطوطة روايتي الأولى ( الزمان الخرنكعي ) ، وروايتي الثانية ( جمدة شهرزاد ) توشك بصيغتها الأولى أن تستقر، ثم ثمان مخطوطات لدواوين شعرية بأشكال وصيغ وتواريخ تمتد من منتصف السبعينات حتى هذه الساعة، تلال من المسوَّدات بدأ بعضها يتسرّب لأيدي أطفالي صواريخ وزوارق ورقية، ولا أدري هل سأحرقها في لحظة جزع ( توحيدية ) أم سأظل أوزعها لأصدقائي المسافرين الذين يوعدون، ويوعدون فقط! أما أن يقول باسم حمودي أو سواه بضرورة إعادة الكتابة فهو تحصيل حاصل، وأنت قاص وتعلم أنك لو أعدت كتابة النص ألف مرة فستأمل في كتابته مرة واحدة بعد الألف، وللبرء من هذا القلق الموصول فأنني أكتب النص مرة واحدة وأدعه على حاله شاء أم أبى الآخرون.

الزمان



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الشاعر العراقي كريم ناصر
- فوق الثلج الأحمر لكابول
- التشكيلي الأفغاني شكور خسروي
- الفنان حكمت الداغستاني. . من تخوم الانطباعية إلى مشارف التجر ...
- حوار مع الفنانة الكردية فرميسك مصطفى
- حوار مع القاصة والشاعرة الفلسطينية عائدة نصر الله
- حوار مع الشاعر والكاتب المسرحي آراس عبد الكريم
- حوار مع الفنان والمخرج رسول الصغير
- الشاعرة الأفغانية فوزية رهكزر - منْ يجرؤ ن يكتب غزلاً بعد حا ...
- قصائد من الشعر الأفغاني المعاصر
- في مسرحية - المدينة - المخرج البلجيكي كارلوس تيوس. . . يُلقي ...
- حلقة دراسية عن المسرح العراقي في المنفى الأوربي
- حوار مع الفنان آشتي كرمياني
- الروائي والشاعر العراقي إبراهيم سلمان لـ- الحوار المتمدن
- شعراء شباب يقدحون شرارة الحوار بين الشعريتين العربية والهولن ...
- نصر حامد ابو زيد يتساءل: هل هناك نظرية في التأويل القرآني؟- ...
- نصر حامد ابو زيد يتساءل: هل هناك نظرية في التأويل القرآني؟ - ...
- نصر حامد أبو زيد يتساءل: هل هناك نظرية في التأويل القرآني؟ - ...
- د. نصر حامد أبو زيد يتساءل: هل هناك نظرية للتأويل القرآني؟ - ...
- حوار مع الروائي والشاعر السوري سليم بركات


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - حوار مع الشاعر إبراهيم البهرزي