أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أحمد دركوشي - السيد المتنبي و(الكاوبوي)














المزيد.....

السيد المتنبي و(الكاوبوي)


محمد أحمد دركوشي

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 05:34
المحور: الادب والفن
    


حدثنا درويش بن يعيش قال: سألتُ أبا الفرج الأصفهاني، صاحب الإماء الشواعر والأغاني، عن العجيب والأعجب، من أخبار آخر الزمانِ، فقال: أما العجيب فخبر الغارة البوشيّة، على البوكمال السورية، وذبح بسطاء فقراء، لا ناقة لهم ولا بعير، ولا يملكون شروى نقير، لا يؤمنون بسياسة، ولا يطمعون برياسة، ينهضون مع عصافير الفلق، غاية همهم أن يصيبوا ما يمسك الرمق، ومنتهى علمهم «قل أعوذ برب الفلق». ثمّ سكت أبو الفرج ساعة، وأعقبها بساعة، لم ينبس بحرف ولم يهتزّ له طرف، حتى ظننتُ أنه قُبض، فخالجني الشك في صمته، وداخلني الريب في موته، فاستنجدت بالدعاء، وأجهشت بالبكاء، حتى سحّت عيوني، وفاضت شؤوني، ولبثت على هذا الهوان، قطعة ًمن الزمان، حتى أبصرته يتلحلح، ورأيته يترنّح، فهدأت ضلوعي، وجفّت دموعي، ثمّ قال بصوت وجيع وهمّ جميع: أما الأعجب فإنّ المتنبي البطلَ المغوار والرجلَ الكرّار، والشاعر البديع شعره، والرفيع قدره، عندما سمع بالنبأ العظيم، أقسم بمن يحيي العظام وهي رميم، ليقفن من (بوش) موقف الخصيم، فأخرج قرطاسة من جيبه، ويراعةً من عبّه، وحرر بها وعليها قصيدة عصماء، شجباً وتنديداً بالجريمة النكراء، فقد سخنت في رأسه الدماء، و(قرصته) أخوة العروبة والسماء، وهو العربي الغيور، والمسلم الجسور، فتنكب حقيبته الديبلوماسية، المتخمة بالأوراق السرية، ثمّ امتطى سيارته الألمانية، ومضى إلى أقرب وسيلة إعلامية، يرغي ويزبد، ويغلي ويرعد، يصبّ الكلام صبّا، ويذبّ الحروف ذبّا: ما معنى أن تقتل المدنيين في بيوتهم، وتذبح الآمنين في حقولهم، ولا مجلس أمن يمتعض، ولا هيئة أمم تعترض! ثم جذب المتنبي نفساً من سيجاره المتوقد رأسه، ونفث دخاناً يثقله يأسه، وفي الطريق إلى الوسيلة الإعلامية، اعترضه «الكاوبوي» بهيئته الأميركية، لم يدر كيف وفد عليه، فكلّ طريق يفضي إليه، فاستوقفه وسأله: أأنت من أرباب القلم ؟ فقال السيد المتنبي نعمْ. فقال له انظر إلى هؤلاء المجندلين في الشعاب، من شيبة وشباب، فإنني قتلتهم جميعاً، لتظاهرهم بالعلم، ولتجمّلهم بالحلم، فما استطاعوا لسؤالي جوابا، فكان قتلي لهم عتابا، فردّ المتنبي وقد تلجلج الحديث بين شدقيه، وتوهّج الضوء في عينيه: وما سؤالك أيها القوي؟ قال: سألتهم ما تسمون أعمالي العظيمة، في العراق وأفغانستان، وأفعالي الكريمة، في كلّ أرض ومكان؟ فنظر السيد المتنبي باستياء، من خلف نظارته السوداء، إلى مسدسه المتأهب لإحداث الموت، إن ندّ عن شفتيه صوت، وقد تداعت إلى ذهنه صور المعذّبين في مذبح جوانتانامو ومسلخ أبي غريب، فازدرد ريقه، وكتم حريقه، وقال: أسفاً على هؤلاء الجهلاء الأغبياء أما فيهم من يعرف أنّ ما تفعلونه هو الديموقراطية، وما تنشرونه بين الناس يسمى الحريّة، وأنّ القتلى والجرحى إرهابيون مجرمون، وحاقدون طامعون، ثمّ قفل راجعاً إلى وزارته وهو يردد بصوت خفيض: ألف كلمة جبان ولا كلمة .. (الله يرحمه). فإذا الديك يعلن بالصياح، بزوغ شمس الصباح، فسكت الأصفهاني عن الكلام المباح.

ضحك كالبكاء:

يحكى أنّ أسداً طلب من ذئب أن يقسّم ثلاث طرائد اصطاداها بصحبة ثعلب، فقال الذئب: هذه لك وهذي لي وذي للثعلب، فضربه الأسد ضربة رمته إلى شجرة قريبة، ثم أمر الثعلب بالقسمة، فقال بمكر: الأولى لفطورك والثانية لغدائك والثالثة لعشائك، فسأله الأسد: من أين لك هذا الذوق؟ قال من المعلق فوق، فما هو سرّ ذوقنا العربي؟!
قيٍم الموضوع:



#محمد_أحمد_دركوشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد طرزان والرأي الآخر
- أعظم الناس يضرب بالمداس


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أحمد دركوشي - السيد المتنبي و(الكاوبوي)