أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ثروت زيد - تزكية فتاكة... ومحسوبية مقيتة؟!!!














المزيد.....

تزكية فتاكة... ومحسوبية مقيتة؟!!!


ثروت زيد

الحوار المتمدن-العدد: 2480 - 2008 / 11 / 29 - 07:06
المحور: كتابات ساخرة
    


استأصلت في المجتمعات منذ القدم وإن تفاوتت حدتها، تحمل مفهوم الانتهازية، وإن كانت وسيلة لنيل المراد، تبعد الأكفياء، تقرّب البلهاء، يسعى من يبحثون عنها إلى احتكار حق هو ليس لهم؛ فيحصلون على درجات وأماكن لا يبلغونها بشق الأنفس، وإن خبروا توظيف مقومات تنوعت وتعددت مسمياتها فأحسنوا استثمارها دون حياء أو خجل.
ما من أحد إلا اكتوى بنارها، ناله الإجحاف والقهر من لهيبها ، فتقديم أشخاص لا خبرات لهم أو أن لهم خبرات لا تنسجم والمهام التي يتطلبها الموقع المطلوب يؤدي إلى انهيار بنيان المؤسسات من جذورها. أما استخدام عبارة تحمل الطهر والنبل في ثناياها – الأقربون أولى بالمعروف- فلا يجوز زجّها بمناسبة وغير مناسبة، فكيف إذا كانت في غير موقعها. ليس هناك من حق للشفعاء باسم مواريث تعددت أسماؤها، ففي الوقت الذي يتحدث به كل ذي شأن عن العدل، المساواة، تكافؤ الفرص، وتهدر خطب المنابر بأنواعها إلى إقامة الإنصاف في تعاملاتنا، وتجلجل أصواتنا بالصراخ ضد الظلم، لا نفتا نكيل التهم والشتائم لمن يبخسون الناس حقوقهم وحرمان أصحاب الحق فرصة التنافس، إلا أننا نجد أن يوميات حياتنا سجلت فشلاً ذريعاً بين ما ننظر اليه وما نمارسه فعلاً، مما يكون له بالغ الأثر على النسيج الاجتماعي برمته ويمهد لانتشار ظاهرة المحسوبية المقيته لتتفشى في المجتمع بكل مكوناته.
إن تلك القضايا تدفع ذوي الكفاءة والخبرة إلى الهجرة، وترك الساحة للمرضى الذين يصولون ويجولون دون رقيب أو محاسب، هؤلاء المهجّرون يذهبون للبحث عن مكان آخر يحمل إليهم حياة أفضل، يرضي طموحاتهم ويتقبلهم، بعد أن توصد الأبواب بوجوههم، وأصبحت الشفعة المقيتة هي المؤهل لمن لا مؤهل له، ومن لم يرث مؤهلاً فعليه البحث بين الكلمات المتقاطعة عن تاريخ من ذوي الذمم وإن غلا الثمن.
إن مصطلح الواسطة في المجتمع يعني الفساد بعينه وهو مذموم، ويؤكد انهيار مبدأ تكافؤ الفرص وإن كان مقبولاً في بعض الحالات التي تسهم في حصول الشخص المناسب على الموقع المناسب في غابة استيفاء الواسطة وليس المؤهل والخبرة، لا بأس بتزكية أصحاب الاستحقاق ومساندتهم، في سبيل أن يكونوا في مكانهم الأنسب.
إن أكثر ما يهدد مرحلة البناء في مجتمع ما زال يخطو خطوته الأولى نحو التنمية والرقي هو تفشي ثقافة الواسطة والمحسوبية، فمجرد التفكير بمراجعة مؤسسة خدماتية معينة يعني البحث عن ذوي قرابة أو معرّفين لتسهيل تحقيق الحاجة بغض النظر عن قانونيتها أو مدى إلحاقها الضرر بآخرين، وما يتبع ذلك من تناقضات وآثار سلبية سواء على من يقبل العمل بها أو من يرفضها رفضاً قاطعاً.
بنيان مرصوص، جبل طوّب بدم طاهر زكي، طلاءه نسج من أنات الثكلى ووجع الأسرى، زينت ردهاته بجراح نزفت على ثرى المقدس الساكن فينا، لا يقبل الزيف ويلفظ كل نتن وخسيس، نستبسل بالدفاع عنه من مرض فتاك، ظاهره استرضاء، وباطنه محسوبية فتاكة.



#ثروت_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -أرسيف- تعلن ترتيب الجامعات العربية حسب معامل التأثير والاست ...
- “قناة ATV والفجر“ مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس الحلقة 168 ...
- مستوطنة إسرائيلية: قصف غزة موسيقى تطرب أذني
- “وأخير بعد غياب أسبوعين” عودة عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- من هو الفنان المصري الراحل حسن يوسف؟
- الليلادي .. المؤسس عثمان ح168 الموسم 3 على قناة atv وعلى الم ...
- أوليفيا رودريغو تستعيد اللحظة -المرعبة- عندما سقطت في حفرة ع ...
- الأديب الإيطالي باولو فاليزيو.. عن رواية -مملكة الألم- وأشعا ...
- سوريا.. من الأحياء القديمة إلى فنون الطب الصيني
- وفاة الفنان المصري حسن يوسف


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ثروت زيد - تزكية فتاكة... ومحسوبية مقيتة؟!!!