|
العنف ضد المرأة
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2479 - 2008 / 11 / 28 - 09:44
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
مهما حاولنا ان نكتب عن الاسباب والعوامل الكامنة والمحفزة لممارسة العنف ضد المرأة فسوف لن نجد سبب أقوى من سبب نظرة الدين الى المرأة الذي انعكس في نفوس المتلقين من اصحاب الاديان هذا بالاضافة الى اسباب اخرى قد تكون اجتماعية اواقتصادية او بيئية ولكن اثرها ليس بقدر النصوص التي وردت بحق المرأة عند اهل الاديان وبالطبع فان اتباع هذه النصوص يعتبر من باب الايمان ويجب العمل به ارضاءا لله. الانسان ابن بيئته يتعلم سلوكياته من المجتمع الذي يلد فيه. يتلقى تعليمه في كافة المراحل الدراسية بأسس وأصول مبرمجة مسبقا قد تم اخذها من كتب التراث والدين الذي ينشأ عليه كل انسان. هناك مئات بل الاف من المقالات تتطرق حول العنف ضد المرأة وفيها شواهد عديدة مستقاة من الواقع الذي يعيشه هولاء الكُتاب اصحاب المقالات. نعم . ولكن يجب التركيز على النقطة الاساسية التي ينبثق عليها العنف والنظرة الى المرأة. ماهي؟ هي التعاليم التي تربينا عليها . التعاليم التي افسدتنا فكريا وجعلتنا نؤمن بان المرأة في اقل المراتب وان معاملتها بهذه الطريقة هي القربة الى الله. التعاليم التي جعلتنا نصل الى مرحلة مئوس منها باللحاق والوصول الى العالم المتحضر الذي تعيش فيه المرأة جنبا الى جنب مع الرجل ولكل حقوقه ولكل واجباته دون اي تفريق. هناك نصوص دينية قاتلة بحق المرأة عند اليهود والمسلمين وعند اليهود يلاحظ انها اعنف من النصوص الاسلامية. سوف نذكر بعض الاحاديث التي وردت عند المسلمين. والسؤال الذي يطرح نفسه ؟ كيف نستطيع ان نخرج من عقل الرجل المسلم هكذا احاديث وكيف نستطيع ان نمحو من ذاكرته كل هذه النصوص التي تعلمها ويسمعها ليل نهار وانها احاديث صحيحة ويجب العمل بها؟ لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة. مع ان الشواهد التاريخية تثبت عكس ذلك وان كثير من الامم فلحت فعلا بتولية امرهم من قبل امرأة. يقطع صلاة المرء الكلب العقور والمرأة والحمار. ماهو شعور كل نساء الارض حول هذا الحديث؟ المرء طبعا هنا الرجل. شاورهن وخالفوهن. لماذا الاستشارة اصلا ؟ هذا بالاضافة الى الكثير من امثال ناقصة عقل ودين واذا نسيت احداهن وان لها نصف ماللذكر. اذن المرأة اصلا في ذاكرة كل منا هي هذه المرأة التي في النصوص وسوف نتغافل عن كل شي يتقاطع مع هذه النصوص مهما طال بنا الزمن ولانرى غيرها حتى لو كلنت واضحة وضوح الشمس. نعم هناك عنف ضد المرأة حتى في البلدان المتقدمة ولكن هذا العنف وهذه النظرة الدونية ان صح التعبير ليس سببه الايمان بالنصوص الدينية وانما سببه اشياء اخرى قد تعود لسلوكيات الافراد وحالاتهم النفسية وظروفهم المعيشية وهذه تكون اسهل في المعالجة من المعالجة المتأتية بسبب الدين. ناهيك عن اننا لازلنا نعيش في مجتمع بدوي ضارب في عمق التاريخ لديه من التقاليد والاعراف السائدة والسلوكيات المعينة من ان المرأة ليست سوى متاع او اي شي اخر وانها عبدة للسيد الذكر الذي يتفوق عليها في كل شي . كيف اذا رافق هذه النظرة التخلف والفقر والجهل والمرض؟ ماهو السبيل؟ ومما زاد في الطين بلة فتاوى رجال الدين في الوقت الراهن بجواز الزواج في التاسعة على سنة رسول الله والاقتداء به. انواع الزواج ومسمياته والتي لاتدل الا على ان المرأة هي الجسد الذي يحلم به المسلم ليل نهار والا لماذا كل هذه الطرق والمسميات للزواج؟ المرأة عورة. حجاب المرأة حتى لاتفتن الرجل المسلم. الاختلاط والخلوة ولابد من الرضاعة حتى تتحول الى حلالا زلالا. ليس هناك اي أساس او سبيل لمعالجة هكذا وضع مأساوي سوى القيام بحملة واسعة مؤثرة مؤيدة من قبل منظمات المجتمع المدني في نشر الفكر الحر الديمقراطي الذي لايميز بين المرأة والرجل وان الناس متساويين في الحقوق والواجبات لافرق بين الذكر والانثى وان تكون منهاجنا الدراسية مستمدة من حقوق الانسان في هذا الباب وذلك من اجل انقاذ المرأة في مجتمعاتنا من هذا الذي يحصل لها كونها ام واخت وزوجة وبنت. ان إقامة المجتمعات الديمقراطية العلمانية الحديثة ضمان اكيد وفعلي لمكافحة وازالة العنف من كافة النواحي واذا ماتم ذلك فسوف نجد ان النسب الكبيرة التي نشاهدها في مجتمعاتنا قد بدأت بالانخفاض ثم على دولنا وهي المعنية اصلا بسن القوانين والانظمة اللازمة لحماية المرأة ووضع عقوبات زاجرة وقوية الى كل من يتجاوز هذه القوانين. يجب ان يعمل الجميع من اجل ذلك حتى يمكننا انقاذ المرأة من وضعها الماساوي والمدمر في بلادنا المدمر لنفسيتها المهين لكرامتها. اذا ماقتنعنا فكريا بذلك فسوف نصل الى تحسين وضع المرأة في الشعوب الاسلامية بصورة عامة والعربية بصورة خاصة يرافقها النظام السياسي الذي بدوره سوف يكون مؤثرا اقتصاديا واجتماعيا. كم نأمل ذلك.
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الايمان بالاديان يقود الى التخلف
-
الفقر في الاسلام
-
المرأة في الاسلام هل حقا مايقولون؟
-
الحرية الفكرية1
-
ولاتقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا
-
حديث كل مولود يولد على الفطرة
-
في نقد الفكر الديني0 رياض العصري0
-
من كتاب حصانة المقدس عباس عبود دين مقدس 2
المزيد.....
-
المغرب: تردي الأوضاع الاقتصادية أشد وطأة على النساء
-
اغتنم الفرصة.. خطوات التسجيل وشروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
مصر.. تطورات جديدة في قضية طبيبة النساء صاحبة فيديو حمل السف
...
-
3 شهداء بينهم امرأة حامل بقصف الاحتلال على بيت لاهيا وخان يو
...
-
العنف ضد المرأة في المغرب..إلى متى ؟
-
تنظيم الأسرة.. ما الفارق العمري المناسب بين الأبناء؟
-
مكملات فيتامين -د- أثناء الحمل تحسن كثافة العظام لدى الأطفال
...
-
-امرأة واحدة وراء الفوضى-.. إخلاء وسط إسلام أباد من أنصار عم
...
-
بعد التحقيق معه بتهمة الاغتصاب.. إطلاق سراح ابن ولية عهد الن
...
-
هيلا يا رمانه.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على النايل سات..
...
المزيد.....
-
جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي
/ الصديق كبوري
-
إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل
/ إيمان كاسي موسى
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
الناجيات باجنحة منكسرة
/ خالد تعلو القائدي
-
بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê
/ ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي
/ محمد الحنفي
-
ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
/ فتحى سيد فرج
-
المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟
/ مريم نجمه
-
مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد
...
/ محمد الإحسايني
المزيد.....
|