وهذا يوم يشبه الأمس_ثرثرة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 09:23
المحور: الادب والفن
    

التسامح يشمل ما لا نفعله أولا.....
*
كأنه شخص آخر,مختلف وأجنبي,ويشبهني حدّ المطابقة.
نلتقي في المفارق والحالات العابرة,طرقنا في اتجاهات متباعدة.....بلا أمل.
25/11 /.....20087. ما الذي سيختلف إن وضعت أي عدد بعد الصفرين!
ما الذي ستغيّره الأرقام أو مرور السنين العابر والعبثي؟
لا شيء......وهذه المرة أعرف.
*
صور ممحوّة ومتداخلة,آثار متشابكة في الأصوات والروائح,وتتلاشى مثل نفخة دخان.
ثقلها كبير وضربات موجعة داخل الرأس والدماغ.
بكل أسف أعرف.
حدود مائعة وأكثر قسوة من الأسوار. حجارة وطين وجذوع سنديان_والجلد يحترق.
هذا كان الوعد والوديعة. الحلم وسقف التوقّع, ربما العتبة أو خديعتها.
وصلت إلى هنا ولا يهمّ كيف ولماذا.
كنت نائما والهواء يلفح وجهك الطري
تحت العريشة عبرت أجيال وفصول,والشمس مالت إلى المغيب.
لا تتذكّر. لا تحاول.
اللاذقية جميلة بلا ماضي
*
في اليوم التالي يختلف المشهد.
تتغير المشاعر وتتغير الصور في الخارج وداخل النفس.
تفصيل صغير. حركة لا إرادية ....أشياء غير ملحوظة مرات تغيّر المشهد والمنظور.
هكذا دارت الأيام وصارت سنين كثيرة.
.
.
ثم دخل الموت بيننا. لم يعد يقتصر على موت الأخوال والعمومة وبقية الجيل السابق.
شركاء الكأس والأحلام الخائبة,بدئوا بالتساقط تباعا
وائل محمود.....يلحق بنور وسلمى وفاطمة......
رائحة الموت تضغط على اللاذقية وجبلة وتعصر هواءها
أصابع الموت والعدم
.....يصعب تصديق_ أن الحياة حياتنا بهذه الخفّة والعشوائية
آه.....نعم
الأبواب الحزينة
تهرم وتشيخ وتهجر
مثلنا نحن بقايا الثورة والكأس....وسميّعة أم كلثوم.
*
الظهيرة في بسنادا
صمت أواخر الخريف. ديك يصيح وأسمعه
ربما يحتفل. ربما ينادي في المجهول
لا أحبّ منفخة الديوك وفشخرتها,و خنوع الدجاجات يثير شفقتي ونفوري.
لكن صوت الديك وصياحه يحرّك غابة مشاعر,وتختلط الصور بالذكريات
صح أيها الديك.....اليوم لك والسكين غدا.
توقف التعيس عن الصياح وكأنه يفهمني, ربما حدس الغريزة.
.
.
وأنا الآن في حالة انعدام مشاعر
لا أحبّ ولا أكره. لا أطلب ولا أرفض.....لا تعنيني المعرفة ولا الفهم ولا الواجبات
حالة قريبة من الخدر_ أحبها
الآن أفهم في لحظة إشراق. هذا ما أريده في أمريكا
الإفلات من أربطة الماضي والذاكرة
الاكتفاء بالمشهد المباشر
الاستغراق الكليّ في اللحظة
غمر السعادة.....النشوة......النيرفانا
نعم سأعود إلى صديقي بوذا
سأزور التيبت والنيبال والهند....وسأجلس على نهر النيل وأسمع أم كلثوم
وفي الربيع أخطف قدمي إلى باريس وأسكر مع الجمال الفرنسي وفيه
وعندما أعود يوما لزيارة اللاذقية
بلا شعرة واحدة بيضاء ولا سنّ مصطنع
فتى بقلب نابض وأحلام تتفتّح
وأتذكّر هذا اليوم الجميل الهادئ
الذي أهدتني إياه اللاذقية.
*

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات