أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - مشايعو إيران ونبش الماضي














المزيد.....


مشايعو إيران ونبش الماضي


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2479 - 2008 / 11 / 28 - 07:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما تصبح الدعوة إلى اكتساب الديمقراطية وإنتاجها ذاتياً وتحصين عمل الموسسات بها ، دعوة إلى الضلال ، تصبح بالمقابل دعوة الدعاة وما أكثرهم اليوم على فضائيات عصر الحداثة والعولمة ، دعوة إلى الحق الذي لا ينافسه منافس .
كثيراً ما يختلط الأمر على دعاتنا الأفاضل ، أو ممن سار على دربهم ولا نقول على هديهم ، في التفريق بين الديمقراطية والعلمانية ،أحياناً يربطونهما ربطاً اعتباطياً بالقومية ، وتزداد الأمور تعقيداً حينما يربطوا بين القيم والمفاهيم والأشياء ربطاً غير متجانس ، كربطهم سواء بسواء سنة أو شيعة بين الإسلام والسياسة ، ويتأكد استحالة ربطهم هذا ، نظراً لصعوبة المواءمة بين مفردات الدنيا المعقدة التي تحتاج إلى عقل يفسرها تفسيراً علمياً ويسيرها بالتوازي مع حركة الكون والتغيرات الطارئة عليه باستمرار ، وبين الإيمان بالآخرة الذي يختصه الدين ويمثله الإسلام في هذا المقام .
لا جدال في أن الدنيا متغيرة يصعب ضبطها بقانون واحد ، أما الدين فهو ثابت في إطار نص واحد ، وبالتالي يغدو الأمر أشد تعقيداً في حالة الربط والجمع بين ما هو متغير وما هو ثابت ، لنا في النموذجين الطالباني السلفي في افغانستان والولي الفقيه في إيران مثال واضح ، فسياستهما الداخلية والخارجية اتسمتا دوماً بحالة من عدم التوافق والتفاهم والتجاهل تجاه السياسات العالمية الأخرى ، وإذا سألنا لماذا؟ لأنه يصعب تحكيم الشرع (أي حاكميته) في السياسة قولاً واحداً ، وإن جرى ذلك فإنه يغدو تلويثاً للشرع بأدران السياسة .
عموماً ، إن تدخل الشريعة في السياسة فيه إضرار للشريعة نفسها، بحيث يصبح شيوخ الشريعة ودعاتها ، شيوخاً للسلطة ، وتدخل السياسة في الشريعة وتوجيهها، ضرره أكبر ، لأنه يجعل من وعاظ الشريعة ، وعاظاً للسلطة ، والأمثلة كثيرة لا تخفى على القارئ .
في هذه الزاوية الحادة من الموضوع ، أجزم بأنه لم تستوقفني تصريحات الشيخ يوسف قرضاوي ، حول عمليات التشيع التي تتولاها إيران في ديار السنة والتي فتحت باباً واسعاً من الجدل لم يغلق بعد ، إنما استوقفني قبل صدور هذه التصريحات بسنوات عديدة ، وبمرأى العين ، النشاط المحموم الذي ترعاه جمهورية ولي الفقيه الإيرانية في سورية وبالتحديد في مدينة الرقة التي اتحدر منها ، فقد كانت هذه المدينة الصاخبة عبر التاريخ ثغراً بيزنطياً أتعب الفرس وحال دون وصولهم إلى الشام ، لكن اهتمامهم بهذه البقعة ليس في كونها من ضمن ما كانوا يحلمون باجتيازه إلى ما بعدها ، بل لأنها الأرض التي انقسم فيها جيش المسلمين إلى صفين في الواقعة الشهيرة التي حملت ذات الاسم (صفيّن) بين جيش معاوية الزاحف إليها غرباً من الشام وجيش الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب المتجه صوبها شرقاً من العراق ،بعد أن وقعت الفتنة التي قسمت ظهر المسلمين ولازالت تداعياتها تلقي بظلالها الثقلية حتى الساعة .
زائر مدينة الرقة ، صار يظن نفسه وكأنه في اصفهان أو قم ، فالاهتمام الإيراني الغامر فيها ليس لأخذها إلى المستقبل بلا لإرجاعها إلى الماضي ، إلى أحداث صفين ، كما تعود بكربلاء إلى أحداث عاشوراء ، وهنا تكمن المفارقة ، العالم بدأ يكتشف كواكب من شأن الإنسان أن يعيش فيها وترك الأرض بهمومها وصراعاتها الكثيرة جانباً إلى الماضي الأثيم ، بينما بدأ متشيعو إيران الجدد ومشايعوها ينبشون الماضي وجروحه الأليمة بمباركتها .
بصريح الكلام من يريد العيش على أعتاب الماضي وأنقاضه وجروحه ، فما له إلا بمشايعة إيران التي ستهديه طريق الخلاص والنجاة ، ومن لا يريد ذلك فالمال والحواري الحسان ستجعلانه يريد ، وسُئلت مرات ومرات ، وأنت ماذا تريد ،
قلت : أضعف الإيمان عند أهل الإيمان احترام الأديان ومذاهب الآخرين وخصوصياتهم ، وألا يسرحوا ويعيثوا لهواً في نبش الماضي واستحضاره في كل يوم استناداً إلى حقائق التاريخ .
أهلاً بديمقراطية غير علمانية (هي كذلك ) حتى لا تلتبس الأمور أكثر مما هي ملتبسة ، علنا من خلالها نستطيع دفن هذا الماضي بأحقاده ورواسبه المتراكمة وفتح الطريق نحو المستقبل .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعفن اليساري والبديل الليبرالي
- اتفافية حفظ العراق
- مسيحيو الشرق وذمية عون
- انتظروا ردنا
- حماس وسقوط المشروع الإخواني
- هل الأسد على صواب؟
- ماديات المعارضة السورية
- انتظروا قنابل الصدِّيق
- سيادة العراق بين أميركا وإيران
- أسرار من الجولان
- أفيون
- ما بعد (عنصرية) الأكراد
- حواء الصمت
- لكن إسرائيل - انتصرت - !
- احتضار وطن
- -خطورة- لبنان على سورية وإسرائيل
- استنحار إعلان دمشق
- في حضرة الأشباح
- لماذا تستفزنا إيران؟
- عذراً فلسطين


المزيد.....




- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...
- ماما جابت بيبي..فرحي أطفالك تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- عائلات مشتتة ومبيت في المساجد.. من قصص النزوح بشمال الضفة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - مشايعو إيران ونبش الماضي