أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - وديع العبيدي - العنف.. ثمرة ثقافة سيئة














المزيد.....


العنف.. ثمرة ثقافة سيئة


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 10:09
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


العنف مظهر من مظاهر البدائية (الهمجية) السابقة للتطور والتحضر وحسّ التمدن، وممارسته في أي مجال تعبير عن ضعف الشخصية والاستناد إلى الانفعال في معالجة الغريزة. وتلعب التربية المنزلية والثقافة الاجتماعية والفكر الديني غير المتحضر دورا في تسويغه وتبريره تحت غطاء اجتماعي أو ديني.

غير ذلك ثمة عاملان في توجيه هذه الظاهرة المرضية في علم النفس والاجتماع الحديث..
- التمييز العرقي والجنسي الممثل بالشعور بالأفضلية والأولوية والمسؤولية العامة أو الخاصة (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
- غياب المحبة الروحية الانسانية في النظر إلى العالم والكون ومخلوقاته الذي يمنح الانسان شعورا بالدف النفسي والانسجام مع النفس ومع الطبيعة.

مَنْ هي المرأة حتى تعامَل بقسوة، هي التي لا يستطيع (القاسي) الحياة بدونها لحظة، مَنْ هو الطفل حتى يستحق القسوة (المعنوية أو المادية). أليس قطعة منا وآية من آيات الوجود حسب وصف جبران.
الحياة حلوه.. بس نفهمها
الحياة غنوة.. محلى أنغامها

ان المتعامل بالضرب ليس شخصا سيئا حتى ولو كان متخلفا حضاريا، وقد يكون مثقفا وبالتالي فهو بحاجة للمساعدة والمعالجة والتثقيف والاحتضان، سواء صدر عنفه عن حالة مرضية عصابية (علاج نفسي وطبي)، أو صدر عن جهل وتربية متخلفة (تثقيف وتوعية). وفي جميع هذه الحالات، تتحمل الضحية (المرأة أو غيرها) مسؤولية مضاعَفة في فهم الشريك ومساعدته لتجاوز أزمته، لأن الغالب في ذلك هو نقص الاشباع النفسي أو عقدة نفسية أو اجتماعية، ما أعنيه هنا، هو الحبّ، الحب الحقيقي والمحبة الايجابية، المقترنة بالسمو والبناء والتوجيه. والمرأة الذكية تستطيع كل شيء.. تستطيع تغيير العالم.. لأها تتعامل مع أبرز عنصرين في المجتمع (الزوج، والطفل). وهي تستطيع أن تكون أما واختا لهما وتجعل لها أصدقاء وأخوة بالمقابل.
على الصعيد العام، الرسمي والاجتماعي ، يحب أن يتضمن الدستور الدائم الاعتراف الكامل والصريح لميثاق حقوق الانسان والحريات الفردية والمساواة العرقية والجنسية، وإلزام مناهج التربية والتعليم ووسائل الاعلام والتوجيه الديني بمراعاة ذلك واعتباره من المبادئ الأساسية المقدسة.

ان العنف يلد العنف، والمرأة المضروبة يمكن أن تنقل الضرب إلى طفلها، والطفل المضروب يضرب غيره من الاطفال والناس وعندما يكبر يعامل عائلته بنفس القسوة وضيق الصدر. وبالتالي فأنه في غياب التسامح والمحبة والتعاون والانسجام لا يوجد شعب موحد أو مجتمع منسجم في ذاته.
ان لحظة تنعكس في آثارها على تاريخ، وحماقة صغيرة تقود العالم إلى داهية. وحسب عالم النفس السويسري (Gruen) في دراسته سير الطغاة (الدكتاتوريين) انعكاس الطفولة وطرق تربية الأم على تكوينهم النفسي والفكري الاجتماعي، فالدلال والدلع الوائد، هو ضعف شخصي ونقص عاطفي تحاول تعويضه في طفلها فتنقل المرض إليه. الزوجان اللذان لعوامل اجتماعية أو دينية أو نفسية لا يتبادلان مشاعر الحب الصريح والدافئ بينهما يحاولان تعويضه بمحبة الطفل وتدليله (دلال ودلع زيادة عن اللزوم)، فمن ناحية يستمر بينهما الجفاء والغربة وعدم الاشباع وبالمقابل يمرضان الطفل (كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده).
المحبة عظيمة. والمرأة عظيمة، جميلة، لكنها مسكينة، والمجتمع لا ينصفها ككائن نظير للرجل. هي أصل الوجود ولا حياة من دونها. لها كل المحبة والاعتزاز دائما.

لندن



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشتراكية..تحرير الفكرة من العصبية والدولة
- وأذكر أني عراقيُّ.. فأبكي!..
- العنف الاجتماعي بين الهمجية والمرض النفسي
- (غداً..!)
- أشعياء بن آموص
- (حجيّة غُرْبَتْ)
- إلى وسام هاشم
- الانتخابات العراقية.. أكبر صفعة لآلام العراقيين (لكي لا يُلد ...
- منفيون(14)
- مقامة نَسِيَها الواسطي
- منفيون(12)
- منفيون من جنة الشيطان
- منفيون(11)
- منفيون(10)
- منفيون(9)
- منفيون(8)
- منفيون..(6)
- منفيون.. (5)
- منفيون (4)
- (4)منفيون


المزيد.....




- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - وديع العبيدي - العنف.. ثمرة ثقافة سيئة