ما ان مسكت علبة السمنة حتى احتضنتها بفرح طفولي .. قبّلتها على الناعورة .. وفي أسفلها وأعلاها .. لم أصدّق عيناي .. أخيراً ها أنا أمام العلبة .. حلم أم يقظة ؟ .. أخيرا سأقف شامخاً أمام زوجتي ، فأنا رجل , ورجولتي لا تحدّّ.. علبة السمنة أغلى مني .. أغلى من الحياة نفسها.. هي الحياة .. سأحفظها في صنو الروح والبؤبؤ.. ستقبلني زوجتي .. وستكون الليلة جوادا طيّعاً .. سيصبح أنفي منارة وقامة .. لن يغفو لي جفن ، فأنا أمتلك العالم وصدر زوجتي . وغداً سيفرّخ فرحي بطة جميلة تسبح مغناجة مبتلة بالزيت والماء البني .. يا لله كم فرح أنا ! .
لم أتفقه في ديني وتعاليمه سابقا ، لكني الآن سأشتري كتيباً يعلمني أصول الفقه وتشعباته على المذهب الحنبلي , فأنا حنبلي أبا عن جد . وكان جدي زعيماً تعرفه كل نساء الحيّ ، وكلّ الدروب والأزقة . قطع أشواطا في كتابة الحجاب , وكان حجابه ـ بقدرة قادر ـ ضليعا في حبل النساء . صورتك تملأ عليّ مسامات رؤيتي وروحي .
أنا رجل يا جدي , وها حفيدك سليل الميامين ، ينفخ بطن زوجته كل سنة بالقرفة والنبيذ والخلّ .
لقد كبرت .. بدأت آخذ الأفيون والشمّا والقات , وألعب الدومينو , وأراهن على سباق الأحصنة النافقة , ,وأراقب أرداف النساء ولا أخجل , وأغازل جارتي الحسناء , وألتقي بها سراً . وآمل أن أوفق بعلبة سمنة أخرى لها .
انتهت القصة