أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الجبار خضير عباس - ازمة حلم














المزيد.....


ازمة حلم


عبد الجبار خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 03:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعبر الحلم عن مستويات عديدة من الدلالات، منها حلم النوم والحلم بمعنى العقل إذ يقال: فلان قد بلغ الحلم أي اصبح رجلا عاقلا، ومنها الحلم القسري حين تجبر في غرف التعذيب على حلم يقظة من نوع آخر، يشبه اختبارات غرفة التأملات في الماسونية وحلم اليقظة بين الاستيقاظ والنوم ، وبوصف غاستون باشلار (ان منطقة احلام اليقظة المادية تسبق التأمل لأننا نحلم قبل ان نتأمل. وكل منظر تجربة حلمية قبل أن يكون مشهدا واعيا.) وثمة فارق بين الحلم والخيال الذي هو رسم صور للواقع مبتكرة، ويدعو ابن عربي إلى الخيال الخلاق، فالخيال عنده ليس ابتكارا للصور من مادة الواقع أو من "طينه"بتعبير ادونيس بل صورة تضاف إلى الواقع، كي تغنيه. ويرى ( ان قوى التخييل عند العرب شغلت على نحو اخص، لأسباب دينية في المقام الاول، بفتنة العين والنظر والبصر قبل البصيرة. مظهر الكائن قبل جوهره .. وشغلها الحلم بوصفه إفلاتا من ثقل الواقع وقبضته عزاء واملا). ويأتي الحلم بمعنى الرؤيا بوصفه امرا الهيا يتلقاه فقط الانبياء عند البعض والبعض الأخر يشمل الأئمة أو مجمل الناس الصالحين. وثمة قراءة سايكولوجية للحلم المعبر عنها على وفق القراءة الفرويدية وغيرها..أو بمعنى المتجاوز الذاتي للفرد والتعبير عما هو كوني في الإنسان. إلا أن ما يهمنا هنا هو فقداننا للحلم بوصفه توحيدا بين البصر والبصيرة على وفق قناعات ابن عربي. فالمتتبع لحملة الانتخابات الاميركية الأخيرة، لابد أن لفت انتباهه شعار الحلم الاميركي بالاشارة لمطالب "مارتن لوثر كنك" الداعية للعدل والمساواة والمناهضة للتمييز العنصري، وقد تحقق حلم لوثر عبر انتخاب "باراك اوباما" رئيسا لاميركا، ما احدث انقلابا في المسار الديمقراطي للبشرية، يتوافق مع أهمية ما فعل كوبرنيكوس، وفرويد، ودارون. ومدلول آخر للحلم الاميركي بان الولايات المتحدة الاميركية مكان تحقيق الأحلام الفردية، فيهاجر إليها البشر من أرجاء المعمورة، إذ هناك يعيش الناس كما في اليابان واوروبا ديدنهم الحلم بالمستقبل، اذ تحول لديهم التاريخ إلى فكرة انهم منفلتون من إيقاع اللحظة المكانية، ودائما هم في حلم بمعنى القصدية بهدف التغيير المستمر لحلم التحول المستقبلي، فلكل مؤسسة برنامج مستقبلي لخمس سنوات وأخرى عشر سنوات .. الخ . أما نحن ، فنعيش حالة سبات جمعي وتكاسل بدلا عن تحريك لوعينا، وان حلمنا فمعناه سطحي من دون قراءة للعمق، جعل خيالنا مربوطا بالماضي وبعذابات القبر فزعاً هلعاً يصنع الكوابيس. والحلم في مخيالنا الشعبي يعني الوهم، فاذا طرحت مشروعا او فكرة تأتيك الاجابة انك تحلم، يسحبك الى دوائر الانكسار والفشل المسبق ويثبط من عزيمتك، اذا ما احالك لحكاية صاحب العصفور الذي يمد يده مبتغيا اصطياد عصفور، وحين عرف المارة غايته اتهموه بالوهم والجنون، فرد عليهم ثمة من هو اكثر مني جنونا من دفع عربونا للعصفور! أي اننا نعيش أزمة حلم حقيقية.. متى سيكون لنا حلم كالآخرين؟!!



#عبد_الجبار_خضير_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعديلات المرتقبة مقاربة معرفية في كتابة الدستور
- العراقيون الأصليون يتآكلون
- ارث الخوف
- بصرياثا
- قراءة في المادة 41
- اعادة انتاج العنف
- يهرف بما لايعرف
- المرأة والقرار
- المواطنة دونما اشتراطات تغدو سجناً للحرية والإرادة
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية - القسم الثالث
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية القسم الثاني
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية
- المجتمع المدني المفهوم والظهور العالمي
- الرعي الجائر
- مفهوم المجتمع المدني
- الحرية ام الديمقراطية ؟
- حوار مع المفكر الإسلامي الديمقراطي ضياء الشكرجي :حركة التاري ...
- قراءة في المادة (29) من الدستور العراقي
- هرم ذو أجنحة مهولة ...زحزحة لقناعات راسخة


المزيد.....




- العراق.. فيديو لحظة مقتل زعيم داعش للعمليات الدولية عبدالله ...
- نيويورك تايمز: 43 دولة مستهدفة بحظر أو تقييد السفر لأميركا
- الاحتلال يزعم إحباط تسلل قرب رام الله ويقتل فلسطينيا في نابل ...
- ترامب: موقف الجيش الروسي في حصاره لقوات كييف في كورسك قوي لل ...
- ترامب يتوقع أخبارا -جيدة- من روسيا وستارمر يشكك في جدية بوتي ...
- إعلام: السلطات الأمريكية تخطط لفرض قيود على دخول المواطنين ا ...
- قائمة بالجنسيات.. السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عرب ...
- ترامب حول مفاوضات وقف النار بغزة: الوضع معقّد للغاية.. نأمل ...
- رجل أعمال يرفع دعوى ضد نائبة أمريكية اتهمته بـ-الاعتداء الجن ...
- روبيو: الولايات المتحدة تعارض فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جد ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الجبار خضير عباس - ازمة حلم