أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فرات مهدي الحلي - بغداد مدينة الفقراء














المزيد.....

بغداد مدينة الفقراء


فرات مهدي الحلي

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 03:47
المحور: كتابات ساخرة
    


هل تلخصت حياتنا بأَكًلَ و أُكِلَ؟!
ما نزلت يوما إلى بغداد إلا وصادفني في طريق ذهابي و إيابي عشرات من الشحاذين و الشحاذات , بمختلف الأعمار و الأشكال و الألوان , فمنهم الأعمى الضرير و منهم المعوق العليل و منهم السليم الرشيق , رجالا و نساءا و أطفالا , منتشرين على كرخ بغداد و رصافتها بصورة تكاد لا تخلو من التنظيم و الترتيب , ولا ادري أن كان ذاك بتنسيق مسبق أم انه من دواعي الصدفة , فهم على الجسور و أبواب الوزارات و الدوائر الحكومية و الجامعات و التقاطعات و قبيل السيطرات و وفي مرائب السيارات و على أبواب المساجد و الكنائس بل حتى في الطريق المؤدية إلى وزارة العمل و الشؤون الاجتماعية !! .
ولكل فقير منهم فقهٌ للمكان و سياسةٌ تؤلب مشاعر المارة مرة بالدعاء و مرة بالشكوى و البكاء , فلا تجد أمامك طريقا للانسلاخ من إنسانيتك أو دينك لتمر دون أن تجود بشيء مما في جيبك , و مع هذا تبقى على طول الطريق تراقب و تتأمل الكثير منهم دون مساعدة , فلا يكفي جيبك الصغير و إمكانياتك - مهما كنت – على أن تساعد كل أولئك المحتاجين , تاركا باب الشك في عدم مصداقيتهم مغلقا فلا ادري كيف يمكن أن يكون الحال المعاشي لأحدهم وهو بلا قدم أو بلا يد ؟ فمهما تبلغ بك الشكوك و تلوج في صدرك الحيرة للتفريق بين الفقير و المتفاقر تظل في نوع من الانكسار أمام تلك الوجوه المسمرة من شمس الصيف العراقي الحارق ومن الثياب الممزقة و الشعر المنفوش و الشفاه المصفرة و العيون التي تكاد تغلق في صحوة الإنسان .
وبعيدا عن الشحاذين و إلى جانبهم على نفس الرصيف تجد بائع خرق البازة , و قريبا منه ترى بائعي "الجرك" و "الموز" و " السكائر" و المناديل و الجرائد والخ ... ,و لو فكرت قليلا في دخل كل واحد منهم وبعملية حسابية احصائية بسيطة , ستجده لا يتجاوز ما يكفي لسد حاجته ليوم واحد او يقل , و حين تقترب أكثر من أولئك الكادحين تجد فيهم من فقد في غمار الحروب الهوجاء و السياسات الحمقاء لحكام هذا البلد السعيد بالزعماء و المناضلين في كل عهد و حكم , أبا أو أما أو أخا او أبنا و لربما قد فقد كل أفراد عائلته .
ولا ادري أن كان ظريف الأمة العراقية و زعيمها المام جلال يدري بأحوال الرعية أم انه لازال يفكر في الكاتب الذي سيساعده على كتابة مذكراته بعد أن تنتهي خلافته , عفوا , ولايته الثانية على العراق الفيدرالي الديمقراطي الموحد ؟! و لا اعلم ما هو دور وزارة العمل و الشؤون الاجتماعية في حماية أولئك الفقراء و المساكين مما يعيشون فيه من فقر وفاقة ؟ و على حد درايتي فان هنالك رواتب حددها مجلس الوزراء لأبناء هذه الطبقة و اذكر وصف قناة العراقية لتلك المبادرة الكريمة و الالتفاتة الميمونة من لدن فخامة رئيس الوزراء" بالمكرمة" و كأن سياديته قد تبرع من ماله الخاص , إما نصير الكادحين و اقصد الحزب الشيوعي العراقي فقد صار لا يؤمن بالاشتراكية ! فالرفاق في الحزب هم من شريحتين الأولى متكاسلة عن أداء الفرائض الإسلامية المرهقة و المملة رغم إيمانها بالروحانيات فقد وقع على هذه الشريحة من الرفاق الدعاية الدينية في الأعياد و الإحزان الإسلامية ! , أما الشريحة الثانية في تذهب إلى أكثر من التكاسل عن الفرائض و تحن روح رفاقها إلى الخمر و غيره و يقع على رأس الأخيرة صاحبنا حميد مجيد موسى الذي أصبح لا يملك من الشيوعية ألا بعض التصريحات الغريبة و" الفاشنز" أذا صح التعبير (مقتدى) وأخرها " مودة الرباط الأحمر" بين الشيوعيين .
قبل كتابة هذا المقال كان جل ما أخشاه أن تتخذ الحكومة أجراءتها الحازمة في عقاب هذه الفئات على فقرها و تمكينها لشخص مثلي على نقد سلوكيات التميز و التجويع للشعب العراقي و ما ينتشر من فساد إداري ومالي و لكني اتبعت المثل العراقي القائل " المبلل ميخاف من المطر " , و بقي ان اقول ان السؤال الذي طرحته في بداية المقال هو مقتبس من الكافر وليم موتور انج .



#فرات_مهدي_الحلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعات العراقية و الأحزاب الإسلامية , ذئب أم حمل ؟!


المزيد.....




- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فرات مهدي الحلي - بغداد مدينة الفقراء