أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - أولمرت وموسم السياحة الحزبية في إسرائيل















المزيد.....

أولمرت وموسم السياحة الحزبية في إسرائيل


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 03:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


اعتدتُ أن أتابع رؤساء وزارات إسرائيل في بدايات حكمهم ، وفي نهاياتها علني أظفر بما يُغيّر وجهة نظري ، وهي" أن زعماء إسرائيل لا يشبهون أي نمط من الزعماء في العالم".
فهم أي زعماء إسرائيل يمتازون بسيرة ذاتية أهم مفاصلها أنها عسكرية حافلة بالإنجازات العسكرية والمعارك ، فما يزال السجل العسكري والحربي في إسرائيل هو السجل المعتمد انتخابيا وشعبيا. وهم أيضا يبقون رهن اعتقال أحزابهم حتى وهم يملكون مفاتيح قنابل ديمونا الذرية، فأحزابهم تملك الحق في جعلهم إما نجوما لامعين ، أو لصوصا سارقين .وهم أيضا يستعملون الأحزاب كأماكن استراحة وسياحة ، يستجمُّون فيها ، وحين يكثر منافسوهم في الحزب الواحد ، فإنهم سرعان ما ينتقلون من حزب إلى آخر ، وأفضل أوقات السياحة الحزبية هي فترة ما قبل الانتخابات بأشهر قليلة ، وهم لا يتركون حكوماتهم بدون أن يسجلوا أسماءهم في سجل إنجازات دولة إسرائيل الحربية .
أولمرت يسميه كثيرون الوصولي الأول في إسرائيل ، الذي يعرف كيف يقتنص الفرص، ففي فترة شبابه الأولى عندما كان في العشرينيات ، كان عضوا من أعضاء جاحال أو الليكود بعدئذٍ ، صعد منبر الحزب وطلب من رئيس الوزراء بيغن بأن يستقيل من الحزب بسبب فشله في الانتخابات .
وثارتْ ثائرة مناصري بيغن وهبوا ليُنزلوه عن المنصة ، غير أن بيغن نهرهم ،وترك الشاب أولمرت يُكمل حديثه ، وسرعان ما أصبح الشاب أولمرت حديث المنتديات الإسرائيلية السياسية .
كما أن كثيرين استغربوا تصرفات أولمرت بعدئذٍ حين كان يواصل الهجوم على أريل شارون في كل المنتديات ، وبعد فترة قام بأول سياحة حزبية له فأسس هو وشارون حزب كاديما الذي تشكل من بقايا اليائسين من حزب الليكود ، وبقايا الخائبين من حزب العمل ، وثلة أخرى من الطامحين والمغامرين من بقية الأحزاب الأخرى ، واشتركا سويا في كل الخطط ، وأصبح أكثر الشخصيات التصاقا وقربا من شارون، مما جعل السياسيين في إسرائيل يستغربون أفعاله .
وحينما أصبح رئيسا لبلدية القدس استغربت حتى زوجته الكاتبة اليسارية حصوله على رئاسة بلدية القدس الأصولية المتزمتة ، حتى أن ولديه رفضا الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، وانضوتْ ابنته تحت لواء حركة السلام اليسارية .
وتمكن أولمرت من إهداء الليكود وحاريديم القدس المتزمتين أفضل المستوطنات ، حينما تمكن من مصادرة جبل أبو غنيم وأقام على أنقاضه مستوطنة هارحوماه ، وتمكن أيضا من حفر نفق يصل إلى أساسات الحرم القدسي ، وتمكن من البقاء في رئاسة البلدية بفضل هذه الإنجازات عقدا كاملا من الزمن .
وبعد أن قدّم كل تلك الإنجازات وشارك في كل احتفالات ومهرجانات المتطرفين الحاريديم في القدس ، بدءا بجمع التبرعات لهم ومعاونتهم في مصادرة أملاك الغائبين الفلسطينيين ، والموافقة على خطة القدس الكبرى ، وانتهاء بأن يكون نجم احتفالات جماعة أمناء جبل الهيكل المسؤولين عن إحياء شعائر وطقوس الهيكل الثالث القادم وجماعة حي قيوم المتطرفة ؛ قام بدعم جماعة عطيرت كوهانيم المتزمتة فكانت الجماعةُ تفخر بأولمرت لأنه واظب على دعمها من أجل تهويد مدينة القدس كلها ، وكان أولمرت بالنسبة لهم أهم من كبار حاخاماتهم لأنه نقل مكتبه من مقر بلدية القدس ووضعه في الركن الشمالي الغربي لحائط المبكى أو البراق .
بعد كل ذلك وبَّخه الحاريديم لأنه يجلس مع أعداء إسرائيل في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ويقبل أن يناقش أحد المحظورات "تقسيم القدس" ويسعى في الوقت نفسه لمفاوضة سوريا لعقد اتفاق سلام بثمنٍ باهظ وهو إعادة الجولان المحتلة إلى أهلها ، حتى ثار أنصاره القدماء من الحاريديم ، وفتحوا حتى ملفاته الشخصية واتهموه في أحد المواقع الإلكترونية للمتطرفين بأن رئيس الوزراء الفعلي هي (عليزا أولمرت) زوجته اليسارية ، وفتحوا ملفاتٍ قديمة كانوا يحفظونها لوقت الحاجة ، واتهموه باختلاس أموال الشعب الإسرائيلي ، وهكذا أصبح نجم الاستيطان والتطرف الأصولي لصا محترفا يستحق السجن .
وحين أدرك أولمرت نهايته المحتومة على يد حزبه وحلفائه القدامى من المتطرفين الحارديم ،ممن لا يحفظون إلاًّ ولا ذمَّة ، قرر أن يقوم بسياحة ثانية غير حزبية تمهيدا لتأسيس حزب جديد إن نجا من السجن ،فقرَّر أن يعود إلى أحضان عائلته ، وفجأة استيقظ ضميره العالمي الديموقراطي الحر ! وشرع في نشر غسيل المتطرفين لعله يلقنهم درسا ، ويطلق آخر ما في جعبته من الرصاص على نوافذهم وشرفاتهم في حي مائة شعاريم ، وهارنوفا وبني براك ، وهي الأحياء التي لا يسكنها إلا المتطرفون الحاريديم ،لأنه ما يزال يعتقد بأنه هو الذي بناها لهم وأسكنهم فيها :
فقال وهو يُطلق آخر مشط ذخيرةٍ يملكه :
" لقد أخطأت إسرائيل في حق الفلسطينيين نصف قرن ، ويجب عليها أن تتحمل مسؤولية إصلاح الأضرار التي لحقت بهم" !.
وقال :" أيَّ إسرائيل كبرى هذه التي يتحدث عنها المتزمتون في صلواتهم الثلاثة شحريت (الصبح) ومنحا (العصر) ومعاريف (المساء) ؟!
إنها أحلامٌ وليست حقيقة ، وعليهم ألا ينتظروا إقامة إسرائيل الكبرى بعد اليوم" !.
وقال :" إن الزمن ليس في مصلحة إسرائيل ، لذا يجب أن توافق على حلّ يُقايضُ الأرضَ بالسلام"! .
وأشار أيضا إلى صواب آراء دافيد غروسمان وإيلان بابيه وآفي شلايم وتيدي كاتس وكثير من المؤرخين الجدد الآخرين حين ندَّدوا بزعماء إسرائيل القدامي لأنهم أضاعوا الفرص في إقامة السلام مع العرب ، ولا سيما السلام مع سورية ، حتى ولو كان الثمن إعادة مرتفعات الجولان إلى أصحابها الأصليين .
وكثَّف أولمرت هجومه على حلفائه السابقين بعد أن أيقن بأنه قد فقد إلى الأبد نصرة الحاريديم ، وأصبحتْ لائحةُ الاتهام جاهزة ليمثل أمام المحكمة متهما، ولم يبقَ له في الحكم سوى أيام معدودات ، فصعد يوم 10/11 منبر الكنيست لمناسبة إحياء ذكرى رابين وفاجأ الجميع بخطاب ثوريٍ ، ونُشر الخطابُ في هارتس يوم 11/11/2008 فقال موجها حديثه إلى مستوطني الضفة والجولان : " عليكم بالاستعداد للرحيل من هذه المستوطنات، لقد كنا مخطئين حين لم نحسب حسابا للزمن "!
وانسحب المتطرفون كلهم من قاعة الكنيست احتجاجا على كلماته فقال عنه عضو الكنيست أريه إلداد: "هذا الوصولي أولمرت ، لن نتسامح معه ، فهو رئيس وزراء فاشل ، متهم بالفساد ، يستغلُّ الوقت الضائع لتدمير مستوطنات إسرائيل !
"وأضيفُ أنا إلى القول السابق " المستوطنات التي أشرف هو على بنائها ، ووضع أساساتها".
وبعد يومين واصل أولمرت استخدام السلاح الأبيض ضد أنصاره بالأمس ، وأعدائه اليوم فقال في تصريح ليدعوت أحرونوت يوم 13/11/2008م :" ما أبشعَ التمييز ضد العرب في دولة إسرائيل ! تصوروا أنه لا يوجد موظف عربي واحد في كل فروع بنك إسرائيل ،من مجموع الموظفين البالغ عددهم 900 موظف !
إن نسبة الموظفين العرب بالنسبة إلى الموظفين اليهود هو 1% فقط ، أي إجحاف هذا !!
حتى ان عضو الكنيست أحمد الطيبي قال له : لو أنك عينتَ عربيا في منصب كبير فإنه سيكون مناسبا لتصيح المسار ! ونسي أن يقول له : ما أروع كلماتك الديموقراطية ، وماذا تسمي إغلاق قطاع غزة بحرا وبرا وجوا ؟ وهل ستقول في آخر سياحاتك ، وقبل أن يطويك التاريخ :ما أبشع ما فعله الجنودُ في غزة وفي كل فلسطين في عهدي الميمون !!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدمان الولاء للحاكم
- مصطلحات إعلامية إسرائيلية ساحرة !
- مسكين باراك أوباما
- مجزرة الأسهم في قلعة النيكي والنازداك
- فاتنات السياسة
- تجارة الرقيق في الألفية الثالثة
- مرتبات القطط السمينة والأزمة المالية العالمية
- تسفي ليفني في الدين اليهودي
- أسمهان ونابليون الحكيم
- مزايا وأفضال الهاتف الجوّال
- هل يُسجن أولمرت كما سُجن أرييه درعي ؟
- أنواع أقلام الكُتَّاب
- الرقابة الذاتية عند الصحفيين الفلسطينيين
- ماذا بقي من اليسار الفلسطيني؟
- موسم القحط الثقافي
- بذرة خضراء.. آخر أُمنيات محمود درويش
- الفضائيات والتلوُّث العقلي
- هل تبخَّر اليسارُ الإسرائيلي ؟
- نصائح للراغبين في ركوب قطار العولمة !
- هل المثقفون هم فقط الأدباء؟


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - أولمرت وموسم السياحة الحزبية في إسرائيل