أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليبا/13/














المزيد.....

الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليبا/13/


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 04:11
المحور: الادب والفن
    


نتيجة لحادث السرقة الجماعية بباخرتنا فقد أصبح جميع الملاحين اليونانيين ينتظرون تنفيذ قرار ترحيلهم إلى اليونان وبالتالي محاكمتهم بما في ذلك القبطان. وكان
تأثير هذا القرار ثقيلا على نفسية البحارة لذا لم يعد هناك أي انضباط أو نظام كما من قبل . تحول كل شيء إلى فوضى وتسيب . وأصبح كل واحد يفعل ما يريد .
كما قام المكلف باقتصاد المطبخ / تيف إستطوار/ كهذا يسمونه . بفتح مستودع التغدية والشراب في وجه الجميع وأصبحت صناديق الجهة تنقل للمقصف وتفرق على البحارة ليسكرون . دخلت وفارس المقصف وكان البحارة يشربون الجعة. عرض علينا الزملاء مشاركتهم ففعلنا . وبينما نحن كذلك دخل الزنجيان اللذان يستغلهما القبطان بدون أجرة . قال أحدهما / أين جعتي ؟ / ظنا منه أن الجعة تدخل في حصة الوجبات . فسخر البحارة منه وصاروا يرشقونه بالزجاجات الفارغة ويقولون
له خذ جعتك أيها الزنجي القذر. فشعر بالإهانة وقنينات الفارغة تتقاطر على جسده . قبض اثنتين وضربهما مع بعضهما وهو في حالة عصبية هستيرية فتشتتت شظايا
الزجاج في المقصف بينما شظية واحدة أصابت / فارس / في إحدى فخديه لأنه كان يلبس سروالا قصيرا فجرح جرحا طفيفا . قال فارس للزنجي / أنظر ما فعلت بي /
قال الزنجي / إن كنت رجلا أخرج معي خارج المقصف / قلت لفارس فاجئه قبل أن يفاجئك . وسمعت جلبة توحي بأن جسدا ثقيلا هوى على أرضية الممر فالتحقت بهما فكان الزنجي تحت جسد فارس وهذا الأخير يوجه إليه اللكمات . أراد الزنجي الآخر حماية صديقه فتدخلت للتو واضعا يدي على صدره موقفا إياه
وقلت له بإنجليزيتي المعوقة / ون ويذ ون / واحد ضد واحد. أراد الزنجي أن يتمرد على قراري فانقضضت على عنقه والتففت عليه بدراعي /وكان/ بنجمين/ هذا
رياضيا مفتول العضلات لكنه كان نحيفا / إلتقطت زجاجة بيرة كما لو أنني سأهشم رأسه بها . فقفز صديقي اليوناني وشل يدي قائلا / لا ياأحمد لا / وانتزع من
يدي القارورة الصغيرة . حضر القبطان فانفجرت في جهه وكلت له الشتائم ووصفته باللص وبأنه ورط البحارة الأبرياء في عملية السرقة وبأنه سبب كل هذه
المصائب. لم يكن ينتظر مني هذه الإهانة فاصدر أمره للبحارة ليعتدوا علي لكن لا أحد تحرك من مكانه . أعاد الكرة مرة أخرى ولم يسمعه أحد. حينئذ هددني
بعدم تسديد سنسا واحدا من أجرتي وهرع نحو مكتبه فتبعته فشتمني بكلمة يونانية معروفة فرميته بكرس أصابه في رأسه إصابة خفيفة . فجأة وأنا أقصد الممر
رأيتهم أربعة يسرعون نحوي فأدركت الخطر المحدق بي وتسلقت سلم الباخرة الذي كان قريبا مني لآخذ المنحدر من السلم نحو الرصيف فرماني أحدهم بقطعة
حديدية وأصابني في إحدى رجلي لا أذكر الآن إن كانت اليمنى أم اليسر ى. عند وقوفي على الرصيف لم أستطع أن أخطو خطوة واحدة . أشرت على بعض الموظفين كانوا يقصدون مكاتبهم بمصالح الميناء الإدارية واخبرتهم بالحادث وطلبت الأمن فحضر فورا . رأيت فارس ينحدر من السلم نحو الرصيف ووجهه منتفخ بالكدمات
وآثار الإعتداء بادية على محياه على شكل بقع خفيفة خضراء . لقد نجوت فسقط في قبضتهم فارس . تم في الحين إحضار سيارة الإسعاف حملتنا نحو المستشفى
هناك تلقينا الإسعافات الأولية بعد الكشف بالراديو . ولم يكن لدي أي كسر في رجلي رغم الألم الذي أشعر به . سمعت سيدة أمريكية عجوز تقول بأن العر ب
يحبون العنف . قلت لها نحن نحب السلام ياسيدتي إنك خاطئة في حق العرب . وقامت أخرى بالدفاع عنا بطريقة مهينة مخبرة العجوز بأنها متزوجة بعربي لكنه
ليس من هؤلاء . إنه من الكويت .
تم نقلنا نحو الباخرة وكان هنام رجال أمن بالصالون والقبطان برفقتهم وعلى رأسه ندف من القطن للتمويه بكونه مصاب . وأخبر رجال الأمن بأنني شيوعي
جاوبه الرجل بأن هذا لا يهمه . قلت لرجال الأمن بأن هذا القبطان لص وقد دفع بحارته إلى السرقة فورطهم . كما أخبرتهم بأننا بدون أجرة منذ بضعة شهور
وأنني وفارس غير متورطين بالسرقة . وهذا كافي لإدراك الفرق بيننا . أمر رجال الأمن بتسوية وضعيتنا وتسديد أجورنا وإيجاد تذاكر السفر في أقرب وقت
ممكن. في الغد تم إتصال بين القبطان والوكالة التي تقوم بشؤون الباخرة وأخذ الإجراءات الإدارية اللازمة .
غدا عند الظهيرة كان كل شيء جاهز . وفي المطار كان ممثل الوكالة مرفوقا بالقبطان بينما نحن جاهزان للسفر . قال لي القبطان
/ إنني لا أضمر لك حقدا لكنني أريد أن أ نصحك / قلت نعم أنا مستعد لسماع نصيحتك فما هي ؟ قال / أنصحك بأن لا تتورط في شجار مع قبطان حينما
تبحر في باخرة قادمة . أنا لو كنت في البحر لرميت بك لليم /.
/ يتبع /




#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-11-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-10-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيأة العليا -9-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 8-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا -6-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا / 7 /
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 3-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- ا لله
- غرام الذباب
- أنا الأرض أنا التراب
- أوراق من الواقع
- حمائم الحنين
- ثرثرة داخل كلوب المغرب التطواني
- الرائحة
- مأساة العراق
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليبا/13/