أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلام عبود - سيئات حميد مجيد الفاضلة














المزيد.....

سيئات حميد مجيد الفاضلة


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2476 - 2008 / 11 / 25 - 09:41
المحور: كتابات ساخرة
    


هذا الموضوع لا صلة له بالسياسة من قريب أو من بعيد. هذا موضوع لغوي خالص، وربما يمسّ بعض جوانب المنطق، التي لها صلة باللغة حسب.
من العسير مناقشة شخص كحميد مجيد سياسيا لأسباب عديدة، أهمها أنه سياسي ضليع في علوم السياسة وفنونها، الى حد أنه استطاع اقناع ممثل الاميريالية العالمية بقبوله عضوا في حكومة الاحتلال. وتلك موهبة إعجازية، لم تسجل على الإطلاق من قبل لقائد شيوعي في بلد محتل.
لهذه الأسباب سأتجنب ايقاع نفسي في مشكلات عقلية لا قبل لي بها، وسأحصر مناقشاتي في الجوانب الضعيفة من مواهبة: اللغة، التي يسهل عليّ التفوق بها عليه.
يقول حميد مجيد، بعد خطبة انشائية تشبه انشاءات طلبة المدارس الابتدائية، وهو يبتسم أمام
ثمانية وعشرين مليون عراقي مبلبل الفكر والمصير: الاتفاقية مع أميركا " أفضل السيئات".
أفضل السيئات!
تحتوي هذه العبارة الفريدة في شذوذهاعلى كلمتين شديدتي التناقض: صيغة التفضيل "أفضل"، و"سيئات، كجمع لسيّئة.
عبارة "أفضل السيئات" تُماثل وتُطابق تعبير "أفضل الشرور" عند الأخلاقيين، أو "أفضل الكبائر" عند المتكلمين ورجال الدين، أو"أحيا الأموات" عند المناطقة، أو ، و"أفضل القتلة" عند بوش ومشايعيه، و"أفضل الشيوعيين إمبريالية" عند بريمر.
السؤال الذي هاجمني في العبارة هو: هل حقا أن السوء والشر يحتويان على ما هو فاضل؟
العرب قالت " أهون الشرين"، عند المقارنة بين شر وشر، بين سيئ وأسوأ؛ أي أقل الشرين شرا، وليس أفضلهما، يا حميد، لأن الشر مفرّغ من عنصر الفضيلة.
ولكن العالم لدى حميد مجيد مختلف تماما عن عوالم البشرية جمعاء. عالمه مقلوب رأسا على عقب. العالم لديه ينقسم الى شر جيد وشر أقل جودة، سوء فاضل وسوء أقل فضيلة. إن هذا العالَم السيافلسفي تراث وتقليد وسنة متبعة، صنعها قادة أميّون فاضلوا بين ما عُرف بجيوب الامبريالية العالمية وصدام، فاختاروا أفضل الشرين: صدام حسين. (هم يجلسون الآن في حكومة واحدة مع جيوب امبريالي صدام)، وبعد فترة وجيزة تحول صدام الشرير الى كاسترو العراق، ثم اشترك الرفاق معه في بناء خندق الخير الواحد. وحينما طُرح خيار الغزو خرج علينا الفريق ذاته بشعار أسوأ الاحتمالات: سوء صدام أم سوء الاحتلال. والآن يعرضون علينا مجددا نظرية السوء ذاتها.
سؤالي الى السيد حميد مجيد هو التالي: بما أن العالم ينقسم لديك الى قسمين لا ثالث لهما: شرير فاضل وشرير أقل فضيلة، وبما أن منظورك الفسلفي واللغوي، الذي ترسم به مستقبل وسياسة تنظيمك وشعبك، وتبني به مدينتك الفاضلة، يقوم على ثنائيات الشر والسوء، فإلى أي الشيوعيات تنتسب يا سيد حميد: الى الشيوعية السيئة أم الى الشيوعية الأفضل سوءا؟
حميد مجيد يشبه هوشيار زيباري في أمور فنية كثيرة، أبرزها أنهما يبتسمان ويتهامسان حينما يتحدث الآخرون، وحينما ينتهيان من الكلام ينظران الى عدسة التصوير بعيون مفتوحة ويبتسمان بجذل ورخاوة ولذّة. هذه الابتسامة الجذلى لا تعني سوى الرضا عن النفس، ولا تعني سوى أن ما يقال حولهما من كلام، وما يطرح أمامهما من أفكار، لا يعنيهما من قريب أو بعيد. فكل شيء لا يخضع للمفاضلة بين سييء وسييء، بين شرير وشرير، بين محتل وديكتاتور، بين احتلال بمعاهدة واحتلال من دون معاهدة، لا يدخل في عالمهما السياسي. لأن السياسة لديهما مفاضلة أبدية بين أوضع الاحتمالات السياسية وأحطها.
إنني أقترح على السيد حميد مجيد- لكي يكون التطابق تاما بين الأقوال والأفعال- أن يغيّر شعار تنظيمه من "وطن حر وشعب سعيد"، الى "وطن حر، وشعب سعيد بأفضل السيئات".




#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة شخصية الى نائبة عراقية: صفية الوفية!
- رسالة شخصية الى السيد هوشيار زيباري: العقل زينة
- جنايات علي الدباغ الجسيمة ( رسالة شخصية الى الناطق الرسمي با ...
- الكرد الفيلية: عراقيون رغم أنف العرقيين جميعا!
- البيان الشيوعي لمرحلة الاحتلال- الجزء الثالث
- البيان الشيوعي لمرحلة الاحتلال - الجزء الثاني
- موت الماركسية أو ورطة النصر.... الحلقة الأولى: موت الاشتراكي ...
- اللجنة الإعلامية للحزب الشيوعي العراقي تدعو الى محاكمة كاتب ...
- الشيوعي ما قبل الأخير (كامل شياع كما أراه)
- أسرار أزمة كركوك: المقدمات، الدوافع، النتائج
- المادة 24، الانتقال من التحاصص الدستوري الى سياسة كسر العظم
- الجوانب الخفيّة في الاتفاقيّة الأميركيّة العراقيّة
- من نوري السعيد الى نوري التعيس
- صولات الدم العراقية
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. الديموقراطيّة للاحت ...
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. تعبئة وتعميم الشر: ...
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. الشيوعية السحريّة أ ...
- نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. ...
- نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. ...
- نقد المثقف الشيوعي ..مخيلة العنف، من النفسي الى السياسي وبال ...


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلام عبود - سيئات حميد مجيد الفاضلة