التمديد هو إعتراف بعدم شعبية الرئيس محمود عباس!

نافزعلوان

الحوار المتمدن-العدد: 2476 - 2008 / 11 / 25 - 09:39
المحور: القضية الفلسطينية
    

لا يوجد في الأراضي الفلسطينية مستقلين وعندما يخرج السيد الرئيس علينا مطالباً بتشكيل حكومة مستقلين ، فهو بصراحة يطلب من الشعب الفلسطيني المستحيل ، وهو يعلم بأنه يطلب المستحيل لأن الأراضي الفلسطينية لا يوجد بها مستقلين.

لا يوجد دكتور أو حاصل علي شهادة علمية عليا تؤهل حاملها لمنصب وزير لا يعود فضل شهادته أو شهادة الدكتوراة التي يحملها إلي فصيل فلسطيني أو حركة فلسطينية أو تحت أبسط مسمي ( صرف ) عليه حتي تخرج أحد ( الأبوات ) من إحدي المنظمات أو الحركات الفلسطينية. هذا التعجيز الفلسطيني الذي يقوم به السيد الرئيس لا يعني سوي شيئاً واحداً وهو كما أن حركة حماس بارعة في زرع العراقيل في طريق الشعب الفلسطيني فإن السيد الرئيس لا يقل براعة عنهم في طلبه المستحيل هذا.

الجامعات الفلسطينية وحتي الكليات داخل هذه الجامعات تنقسم إلي وللآت ومحسوبيات طلابية تعود إلي فصائل فلسطينية وحركات فلسطينية. لا يوجد يا سيادة الرئيس مستقلين في الأراضي الفلسطينية حتي تقوم بطلب مثل ذلك الطلب. وأنت بهذا الطلب تضع الفلسطينيون في خانة ( اليك ) وذلك تمهيداً للتمديد لفترة رئاستكم متبعاً تقليداً عربياً إتبعه كل الرؤساء العرب ، ولقد كان الشعب الفلسطيني يعتقد أنكم أرفع بدرجات من أولائك الرؤساء العرب الذين جروا شعوبهم إلي ويلات عديدة بسبب تمسكهم بمناصبهم هذه ، لقد كان خيار أن تعلن إنتخابات عامة لمنصب الرئاسة سيدخلكم التاريخ من أوسع أبوابه فلسطينياً وعربياً ولكن يبدوا أن الدخول في التاريخ غير مهم لكل الرؤساء العرب وهاهو السيد الرئيس يسير علي خطي كل الرؤساء العرب ويأبي إلا أن يخوض معهم في عار سلب السلطة الذي يمارسونه علي شعوبهم وقرار الرئيس أن يستمر معهم في ممارسة عملية سلب السلطة هذا سيدخله في التاريخ الفلسطيني كأول رئيس فلسطيني منتخب يستولي علي السلطة بعد إنتهاء فترة ولايته في سبيل البقاء في منصبة ، هذا المنصب الذي كان الشعب يحسبه مؤتمناً عليه ولذلك إنتخبه أول مرة وهنا أحب أن أوجه هذا السؤال إلي السيد الرئيس لو كان قد أفصح للشعب الفلسطيني نيته أن يقوم بإغتصاب هذا المنصب والبقاء فيه أثناء حملته الأنتخابية الأولي والتي أتت به إلي منصب الرئاسة هل كان الشعب الفلسطين سينتخبه رئيساً للشعب الفلسطيني?

الجواب هو لا ياسيادة الرئيس. لو كنت أفصحت عن نيتكم خيانة الشعب الفلسطيني والإستيلاء علي منصب الرئاسة فيه لما فكروا مجرد التفكير في إنتخابكم. ثم ما الذي يضمن للشعب الفلسطيني أن لا تقوموا بتمديد آخر يتبعه تمديد آخر وهكذا حتي ( بعد عمر طويل ) نجد أنفسنا وبقدرة قادر نقوم بتعيين نجلكم الكريم لمنصب رئاسة الشعب الفلسطيني?

يا سيادة الرئيس إن ما تقوم به وتفكر بالقيام به لهو أمر مفضوح ومقروء للشعب الفلسطيني. اليوم تقوم بتمديد تحت حجة الإنقسام الذي كنتم ( أحد ) أسبابه ولن نقول أنكم كنتم ( كل ) أسبابه ، وغداً ستقوم بالتمديد بحجة إستمرار الإنقسام لأنك تعلم أنك بتمديدكم لفترة رئاستكم ستخلقون أفضل ذريعة لحركة حماس وربما غير حركة حماس أن يستمر الإنقسام وربما إنقساماً آخر كما تلوح به مدينة الخليل في ضوء الإنتشار الأمني الذي ( خصصتهم ) به دون عن سائر مدن الضفة الغربية فيكون التمديد الذي تقومون به اليوم هو بداية لزوال القضية الفلسطينية برمتها وإستحالة حلم الدولة الفلسطينية في ضوء الإنقسامات التي سيخلقها هذا التمديد الغير قانوني والغير شرعي الذي ستفرضونه علي الشعب الفلسطيني.

ونعجب من كل القوي العربية والقوي الغربية وكما خرجت وسائلكم الإعلامية علي المجتمع الفلسطيني والتي حسب زعمكم وزعم هذه الوسائل ( تؤيد ) التمديد لفترة رئاسية جديدة لسيادتكم ، نستطيع التصديق أن هناك ( شياطين ) عربية أوعزت لكم بذلك ولكن ( الشياطين ) الغربية كانت قد نصحتكم بإقامة إنتخابات وأنتم و ( شطارتكم ) في كسب هذه الإنتخابات ولم توعز لكم بتمديد فترة الرئاسة لسيادتكم.

إن التمديد يعني إعتراف منكم بعدم شعبيتكم ، وإعتراف منكم بإستحالة كسب الموافقة الشرعية من الشعب الفلسطيني علي أن تكونوا رئيساً للشعب الفلسطيني لفترة جديدة وإستحالة كسبكم الإنتخابات في حال قررتم أن تخوضوها ، وهذا الإعتراف العلني والذي ستقومون بإرتكابه من خلال هذا التمديد الشرعي لولايتكم سيبقي إلي الأبد السيف المسلط علي موقعكم الرئاسي والذي سيضعف قراراتك الداخلية والدولية ولأن أول حجة سيتحجج بها من يريدون الخروج علي قراراتك في الداخل وفي الخارج بأنكم غير منتخب شرعياً من الشعب الفلسطيني وهذا عار كنا نرجوا أن لا يقبل السيد الرئيس أن يوصم به.

#نافزعلوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات