أوباما رئيسا ... دلالات الحلم الأميركي

محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

بداية لا بد من التطرق الى العامل الذي ساهم في شعبية السيد " باراك أوباما " على الصعيد المحلي / الأميركي والدولي , ومنه العربي بالتأكيد .
يلي ذلك التطرق الى الأسباب الرئيسية والجوهرية لفوز السيد أوباما برئاسة الولايات المتحدة الأميركية .
وأخيرا استنتاج الدلالات الثقافية والسياسية والاجتماعية والحضارية لهذا الفوز .

أولا : أعتقد ان السبب الأوحد وراء " شعبية " السيد أوباما , داخليا وخارجيا , يعود الى "" الاستياء "" من ادارة الرئيس جورج بوش .
ذلك الاستياء الذي يعود الى تبعات الحرب على الارهاب الاسلامي ( نعم الاسلامي ) .
ذلك الاستياء الذي صاحب الاعمال العسكرية في أفغانستان والعراق وغيرهما .
ذلك الاستياء " الغير مبرر " من وجهة نظري لأن السبب الاول وراء تلك الاجراءات والاعمال العسكرية والحروب هو حادث 11 سبتمبر الاجرامي الكارثي عام 2001 , والذي هو صناعة عربية اسلامية بامتياز . فتلك الحروب ماهي الا رد فعل لتلك الجريمة العربية الاسلامية , ودفاعا عن الولايات المتحدة الاميركية والامة الاميركية , بل والعالم الحر .

ثانيا : أعتقد ان العوامل التي ادت الى فوز الرئيس باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الاميركية , هما العاملين التاليين :
أ ) العامل الاول , هو العامل السالف الذكر , أي الاستياء من ادارة الرئيس بوش .
ب ) العامل الثاني , يتمثل في الازمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الأميركي والعالمي بالتبعية .
فلولا توافر هذين العاملين - في اعتقادي مرة أخرى - لما تمكن الرئيس أوباما من الفوز بالرئاسة الاميركية .
وهذا يعني أن الرئيس أوباما لم يفز بناء على امكاناته الشخصية الخالصة ( فقط ) , وانما ساهمت الظروف الخارجية ( الخارجة عن شخصه ) المحيطة والاستثنائية في ذلك الفوز . فرغم جدارة شخصية أوباما بكل تاكيد , الا أن أصوله الافريقية والاسلامية كانت ستحول دون وصوله الى البيت الأبيض , فيما لو كانت الظروف اعتيادية .

الدلالات الثقافية والسياسية والاجتماعية والحضارية لفوز أوباما :
أ ) أن الامة الاميركية أمة عظيمة , وعظمتها تكمن في حق المواطنة المتساوية وحق الفرص المتساوية بغض النظر عن اللون والعرق والدين . بل ان التعدد العرقي والديني يعد أحد عوامل عظمة الامة الاميركية .
ب ) أن فوز الرئيس أوباما يعد " نقطة تحوّل عظيمة " في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية , شبهها البعض بسقوط جدار برلين .
ج ) أن ذلك الفوز سيعزز من امكانيات التسامع الديني والعرقي في الولايات المتحدة الاميركية وفي العالم اجمع , وان كان على المدى البعيد .
د ) سيظل " الحلم الاميركي " يداعب مخيلات شباب وشابات العالم , الطامحين الى الحرية والديمقراطية والحياة الانسانية الكريمة , وسيزداد ايقاعه تسارعا .
ة ) الدلالة الاخيرة والهامة و (( السلبية )) هي , أن فوز الرئيس أوباما قد أظهر للعالم " تحوّل " في العنصرية من العنصر الاميركي الابيض الى العنصر الاميركي الاسود .
كيف ؟؟؟؟
أنا متابع للحملات الانتخابية , ومنذ بداياتها , وقد لاحظت أن " جمهور اوباما " يتكون من "" جميع "" السود والملونيين اضافة طبعا الى نسبة كبيرة من البيض
بينما كان جمهور ماكين يتكون من البيض حصرا . وهذا ان دل على شيء فانما يدل على أن الناخبين البيض " توزعوا بين المرشحين الاثنين " , أي ان الناخب الابيض اختار مرشحه بناء على قناعات ايدولوجية فكرية أو على برنامجيه انتخابية , أي بناء على " قضايا " اقتصادية واجتماعية وسياسية .
بينما على العكس من ذلك نجد ان الناخبين السود والملونين " انحازوا الى المرشح الاسود " , أي أن الناخب الاسود اختار مرشحه بناء على " الانتماء العرقي " ؟!؟
وهذا ما أظهرته النتيجة النهائية للانتخابات , حيث توجهت 95 % من أصوات السود والملونين الى المرشح أوباما ؟!؟
وفي برنامج تليفزيوني أميركي - يبث على قناة ( ام بي سي ) السعودية - عنوانه " لحظة الحقيقة " , سأل مقدم البرنامج ضيفته الأميركية السوداء : هل تنتخبين أي مرشح أسود , فقط لكونه أسود ؟؟؟ فكانت الرّد بالايجاب ؟؟؟

يبقى أن أشير الى أنني - ومن خلال كتاباتي في الحوار المتمدن - كنت , ولا أزال , مؤيدا لسياسة الرئيس " جورج بوش " والحزب الجمهوري , ومع استمرار تلك السياسة للقضاء على الارهاب الاسلامي . لذلك كنت مع فوز السيد " جون ماكين " لانني أرى انه كان الاقدر والاجدر على استمرار تلك السياسة .
اضافة الى أنني كنت أستبعد فوز الرئيس " باراك أوباما " لأسباب عرقية .......!!!!؟؟؟؟؟
مع ذلك يبقى ان فوز الرئيس " باراك أوباما " يعدّ حدثا عظيما لامة عظيم .
حدثا اثبت للعالم اجمع أن الأمة الاميركية قد قطعت الجزء الاكبر والاصعب باتجاه القضاء على العنصرية العرقية والدينية واللونية , ورواسبها .
وان الأمة الاميركية قد أصبحت عن حق قدوة العالم في التسامح والتعايش المشترك ........

#محمد_كليبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات