أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبحي حديدي - تكريم إيهاب حسن














المزيد.....

تكريم إيهاب حسن


صبحي حديدي

الحوار المتمدن-العدد: 763 - 2004 / 3 / 4 - 09:44
المحور: الادب والفن
    


أبهجني على نحو بالغ، وعاطفيّ بعض الشيء، قرار "رابطة اللغة الحديثة"، المعروفة بالمختصرات الشهيرة MLA، الدعوة إلى جلسة خاصّة، وتكريس عدد خاصّ من فصليتها، لموضوع "إيهاب حسن وإرث ما بعد الحداثة"، ليس لأنّ تكريم حسن واجب علمي وأكاديمي مستحقّ منذ سنوات فحسب، بل لأنّ أحد آخر رؤساء هذه الرابطة النقدية العريقة كان الراحل إدوارد سعيد. وهذه المؤسسة، لمن لا يعرفها، هي أهمّ وأشهر رابطة تجمع كبار نقّاد الأدب وباحثيه، وكان انتخاب سعيد لرئاستها أمراً أقضّ مضجع المؤسسات الصهيونية في حينه، واستدعى امتشاق الخناجر ضدّها: من العداء للسامية وصولاً إلى العداء لأمريكا.
وفي الدعوة للمساهمة في الجلسة الخاصة، وفي العدد الخاص، كتبت إدارة الـ MLA تقول: "ما بعد الحداثة، المصطلح الذي اقترن غالباً بإيهاب حسن، يميّز حركة أدبية ومجموعة أفكار في آن معاً. وما بعد الحداثة مصطلح يقاوم التعريفات السهلة، وآراء إيهاب حسن حول ما بعد الحداثة قد تبدّلت مع الزمن. ومنظّرو المدارس النسوية، وما بعد الكولونيالية، والماركسية ـ لكي نذكر القلّة فقط ـ ساءلوا، واحتجوا على، وأنكروا غالباً الأفكار التي تنطوي عليها حركة ما بعد الحداثة؛ ومع ذلك، فقد ظلّ تأثيرها قائماً. وبالإشارة الملموسة لأعمال إيهاب حسن، ما الذي ترى أنه إرث ما بعد الحداثة اليوم"؟
وإيهاب حبيب حسن، لمن لا يعرفه بعد، ناقد أمريكي من أصل مصري، ولد في القاهرة عام 1925، وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1946 حيث يقيم ويعمل في تدريس الأدب بعد أن تخلى عن الهندسة، اختصاصه الدراسي الأصلي. وهو يحتلّ موقعاً متميزاً، سواء على الصعيد الأكاديمي الأمريكي والعالمي (إذْ حاضر ودرّس في قارات العالم الخمس)، أو على صعيد النظرية والدراسات النقدية. ومنذ عام 1961، تاريخ صدور كتابه الأول "البراءة الراديكالية: دراسات في الرواية الأمريكية المعاصرة"، وحسن يجري سلسلة تنويعات على مبدأ نقدي متماثل يري أن السمة المركزية في الأدب الحديث (أو ما بعد الحديث في الواقع) هي العدمية الراديكالية في مسائل الفنّ والشكل واللغة.
هذا، بعبارة حسن المألوفة، هو "أدب الصمت" الذي "يدور حول نفسه، وينقلب على نفسه، لكي يعلن الرفض التام للتاريخ الغربي، ولصورة الإنسان كمقياس للأشياء جمعاء". وفي هذا السبيل ذاته، أصدر حسن كتابه الثاني "أدب الصمت: هنري ميللر وصموئيل بيكيت"، ثم أعقبه بكتابه الأشهر ربما: "تقطيع أوصال أورفيوس: نحو أدب ما بعد حداثي" (1971). وإجمالاً كانت النتائج تنتهي بهذا الأدب إلى:
ـ الإغتراب عن العقل والمجتمع والتاريخ.
ـ اختزال جميع الإلتزامات الطبيعية أو المختلقة المفروضة في عالم البشر.
ـ استثمار حالات الذهن القصوى، بما في ذلك الإنفصال عن الطبيعة، أو اللجوء إلى الأنماط المنحرفة من الميول الحيوية والإيروسية.
ـ سلخ اللغة عن الكلام اليومي، وتحريف الأفكار التقليدية عن الشكل.
ـ مناهضة كل ما يتصل بمبادىء مثل "السيطرة" و"الحكمة" و"الثبات" و"النسق التاريخي".
وفي دراسة رائدة (وشهيرة مثيرة منحته سلطة التنظير للتيّار بأسره)، بعنوان "نحو مفهوم لما بعد الحداثة"، حاول حسن تقديم تخطيط مدرسي توجيهي وتجريبي لظاهرة ما بعد الحداثة، وجهد في توسيع نطاق هذا التخطيط المقارن مع الحداثة، فرسم موشوراً عريضاً من الأسماء والتيارات والأساليب... لكي يتجنّب ــ على الأرجح ــ المهمة العسيرة المتمثلة في اعتصار تعريف ما لحركة عجيبة. والنزاهة التاريخية تقتضي التذكير بأن الفرنسي جان ـ فرانسوا ليوتار، الذي يتفق الكثيرون على اعتباره فيلسوف ما بعد الحداثة الأوّل، كان قد اعتمد على أعمال حسن في إقامة معظم دليله الثقافي. والكثيرون، قبل إيهاب حسن وبعده، بذلوا محاولات مماثلة لا تقلّ نزاهة ومشقة وحيرة، ولكنها لا تخرج في الجوهر عن المعيار الذي طرحه الرجل في صدر مقالته، على هيئة تساؤل أقرب إلى علامة تعجّب: "هل في وسعنا حقاً أن نتصوّر ظاهرة، تعمّ المجتمعات الغربية إجمالاً وآدابها خصوصاً، فتحتاج إلى ما يميّزها عن الحداثة، وتحتاج إلى تسمية"؟
وفي عمل صدر سنة 1995 بعنوان "إشاعات التغيير: مقالات خمسة عقود"، كان أقرب إلى السيرة الفكرية ـ الذاتية، عالج حسن إشكالية التنظير النقدي متكئاً على الروائي الأمريكي هنري جيمس، الذي اعتبر أن النظرية الأدبية ُتجابَه أولاً بتهمة السخف، ثم تُقبَل بعدئذ إما لأنها صحيحة أو لأنها باتت واضحة، وأخيراً تصبح شديدة الأهمية إلى حدّ أن خصومها القدماء ينسبون إلى أنفسهم فضل اكتشافها أوّلاً. ويعلّق حسن: "ما البدائل عن النظرية المعاصرة، والإيديولوجيا، وخطاب ما بعد الحداثة، بكلّ استفزازاتها وموارباتها؟ لا شيء، كما أعتقد، وليس في المدى الأعرض على الأقل".
اعتراف بالغ الدلالة، خصوصاً حين يأتي من أحد الآباء المؤسسين لمصطلح شاقّ عسير، ولكنه يواصل حضوره بدليل تجدّد الاهتمام بالرجل الذي نظّر له مبكّراً، وبالحركة التي ما تزال تراوغ!



#صبحي_حديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنـّان والسـفـود
- دانييل بايبس الأحدث: يوم فالنتاين معركة حول -روح الإسلام-!
- اتفاقية سلام سورية – إسرائيلية: ما أبعد البارحة عن اليوم!
- معيار الفسيفساء
- تركيا: حوّلت الجار السوري إلى شرطي حراسة ساكت عن الحقّ
- قصور كرتون العولمة: حين ينقلب البشر إلى كلاب من قشّ
- بوش في -حال الإتحاد-: تلويحة القيصر.. ابتسامة الإمبراطورية
- راباسّا: أعظم الخونة!
- معارك إيران السياسية: لا مناص من انتصار الإصلاحيين
- حكاية مكتبة
- جمهورية ثانية- في جورجيا: ذهب المافيوزو وجاء البيدق!
- صانع الشرائع
- سورية في العام الجديد: لا بشائر خير والقادم أدهى
- مديح الجندي رايان!
- الفيلسوف والحرب
- يا طيرة طيري...
- صدّام حسين سجيناً: الثوابت التي لن تتغيّر
- حداثة فدوى طوقان
- حقوق الإنسان في يوم الإعلان العالمي : مَن كان منهم بلا خطيئة ...
- فلسطين سويسرية!


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبحي حديدي - تكريم إيهاب حسن