|
الارهاب وصانعوه وجهان لعملة واحده
عزيز الملا
الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 08:44
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لانخوض في موضوع الارهاب ونشأته منذ القدم ..فكل ما استخدم ضد الانسان من اعمال العنف وانتهاك لحقوقه واراقة الدماء كلها تصب في نفس المفهوم الى يومناهذا الذي يقودنا الى ابراز الوجه الحقيقي للارهاب كونه يمثل مجموعة اعمال تتمثل بالقتل او التدمير او التفجير او الاختطاف تمارسه مجموعه من المنظمات والجيوش السريه والمجاميع المتطرفه التي تعد نفسها هي الصحيح والاخر يجب ان يصفى وتنتهي حياته الى الابد ..فالارهابيون لهم اغراض ومهام قد تكون نابعه وفق ايديولوجيات يمينيه متطرفه او يساريه متطرفه احيانا..وتبعا لذلك فأن اغلب منفذي اعمال العنف والتدمير هم مرتزقه ومجاميع تخلو قلوبهم من الرحمه والاخلاق الانسانيه..فامريكا اول ما قامت به هو تشويه وخلط الاوراق لذات الموضوع كان جل اهتمامها في القرن الماضي هو القضاء على حركات التحرر في العالم سيما انالاتحاد السوفيتي والكتله الاشتراكيه(سابقا) كانا مصدر قلق كبير للولايات المتحده والدول الرئسماليه كافه .. فلم تجعل امريكا حدا فاصلا بين نضال الشعوب في تحقيق مصيرها وبين الاعمال الاجراميه.. وتتمسك بموقفها السلبي المتمثل في ازدواجية معاييرها تجاه الوقائع السياسيه والاجتماعيه.. ولاحقا اظهرت قانون او شعار(مكافحة الارهاب) كذريعه للتدخل في الشؤون الداخليه لعدد من البلدان بغية انتهاك سيادتها الوطنيه.. فلا غرابه ابدا ان نقول بان امريكا تعمل بمعيارين تجاه قضيةالارهاب هما معيار مساندة الارهاب وصناعته ومعيار مكافحة الارهاب.. فالمعيار الاول يتضح جليا في القرن العشرين عندما احتضنت امريكا الدكتاتوريات في العالم الثالث لقصم ظهر كل ماهو وطني وتحرري المتمثل بالحركات اليساريه ورفعت شعارمعادات الشيوعيه وكان اداتها اولئك الحكام الفاشست الذين استخدموا كل ادوات العنف والاباده والقتل والتعسف ضد الاحزاب الشيوعيه والديمقراطيه .. وبعض الحكام تم تدريبهم في اميركا واسرائيل والدول الرأسماليه،بغضهم بحجة دراسته في تلك البلدان والاخر يختفي لسنين ويظهر ليقود انقلابا عسكريا بغية السيطره على دفة الحكم لينفذ ما تلقاه على ايدي وكالة الاستخبارات الامريكيه.. وما أسامه بن لادن وصدام حسين وغيرهم الا نماذج لهذا الاحتضان ومن ثم التمرد الشخصي او المفتعل بالاتفاق مع امريكا نفسها.. ولا يخفى على الجميع بأن امريكا قامت بوضع ورسم سيناريوهات الارهاب عن طريق انتاج كثير من الافلام الامريكيه لتكريس هذا المفهوم والاستفاده من ما يتحقق علىارض الواقع خدمة للستراتيجيه الامريكيه فأحد هذه السيناريوهات تفضحه مجلة (العربي) الكويتيه عندما نشرت موضوعا تحت عنوان (العربي كما تراه هوليود) في عددها المرقم 853 نيسان/1988 فيتطرق كاتب هذا الموضوع للافلام الامريكيه التي تسئ للعرب.. ومن هذه الافلام هو فلم (الدفاع الافضل) الذي ينقل صوره واضحة المعالم (كيف يقوم الجيش العراقي بغزوالكويت).. وبعد نشر هذا الموضوع عام 1988 نفذ صدام (بغباء تام) غزوه بعد عامين تقريبا للكويت.. ليكرس مبدأ الارهاب الذي رسمته له امريكا ويشبع نزواته في كونه قائد قومي وما الى ذلك من احلام وعقد كان يتمتع بها.. ان دراسة مثل هذه المواضيع تعطينا فكره غير قابله للنقاش بان امريكا هي راعيه للارهاب وتكيل بمكيالين.فغزو الكويت (فعل كبير) لايمكن الاستهانه به كونه اضر الشعبين الكويتي والعراقي فحسب بل كان له ابعاد كبيره لايمكن اخفائها وناخذ منها امثله قليله ونترك الابعاد الاخرى لنخوض بها لاحقا.. فانتفاضة الشعب الفلسطيني تم تطميسها جراء هذا الغزو وتكملة السيناريو الخاص بانهيار الاتحاد السوفيتي وفرض حصار على الشعب العراقي والسيطره على منابع نفط الخليج العربي واما غزو العراق فكان بدايه لستراتيجيه جديده (ملحقه بستراتيجية غزو الكويت) لاكتمال صوره بعيده ترسمها الولايات المتحده عادة لتنفيذ مشاريع جديده وجديده تنصب جميعها في نهب خيرات الشعوب وسلب ارادتها منفرده بزعامة العالم بعد غياب القطب الاخر(الاتحاد السوفيتي السابق) واخذت تسرح وتمرح بمقدرات شعوب العالم من خلال تهديدها بتدمير البلدان التي تقف حجر عثره في طريق مصالح الولايات المتحده التي تعززها دوما من خلال نهب ثروات الشعوب لغرض تعزيز اقتصادها واضعاف شعوب العالم اقتصاديا وسياسيا.. وبالتالي لم تستطيع امريكاان تحسن صورتها البشعه في هذا الاطار(رغم دعمها للكثير من البلدان والحركات المشبوهه المنضويه تحت خيمتها) فكانت ازمتها الماليه خير دليل على بداية الانهيار لنظم الرأسماليه جمعاء وبالتالي ستتحقق نبوءة كارل ماركس في ذلك.. وتبقى امريكا نظام خاوي يرعى الارهاب ويقع في شر اعماله.. والرئيس المنتخب اوباما لا يمكنه اعطاء صوره اخلاقيه محسنه لامريكا عندما تعهد باغلاق سجن اغوانتينامو.. لايمكنه ابدا.. حتى لو أرتدت امريكا الحجاب. 19-11-2008
#عزيز_الملا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاديان ..تقارب ..أم تباعد ؟!!
المزيد.....
-
فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني
...
-
إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش
...
-
تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن
...
-
الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل
...
-
تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
-
بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
-
تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال
...
-
-التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين
...
-
مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب
...
-
كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|