أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - - أبوك يا الخوف - مسرحية فلسطينية جسّدت الواقع الفلسطيني بحلوه ومرّه.














المزيد.....

- أبوك يا الخوف - مسرحية فلسطينية جسّدت الواقع الفلسطيني بحلوه ومرّه.


ديمة جمعة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 06:37
المحور: الادب والفن
    


خاطبت النفس البشرية.. ونجحت بالوصول دون حواجز.
فُتحت ستارة المسرح الوطني الفلسطيني في القدس على مشهد شابان وفتاتان يترقبون حدثا مخيفا.. يتراكضون بعصبية وقلق مغموس بالخوف.. بعضهم يحاول الإختباء.. والبعض الآخر ينتظر مترقبا .. محاولا الإيقاع بذلك الشيء المجهول هادفا اصطياده.
ويرتفع صوت موسيقى الترقب.. لتزيد الجمهور فضولا لمعرفة ما هو ذلك الشيء المجهول الذي يزيد من ضربات القلب خوفا..
بعضهم يصر على اصطياده.. منهم من حمل شبكة صيد البحر.. !! والآخر قفص لاصطياد العصافير..!! ترى ما هو ذلك الشيء ؟؟ أهو في البحر أم في البرّ؟؟!!
يحاولون اصطياده بأية طريقة..!!
وتهدأ الموسيقى.. وتعود الحياة إلى مجاريها ..كما كانت .. فيتركون الشبكة والقفص..
لتعود الموسيقى الصاخبة التي تنذر بحدوث شيء مخيف تعلو من جديد .. تحدّث عن ذلك الشيء المرعب الذي على كل شخص أن يصطاده.. لكي تعود الحياة آمنة مريحة..
فرغم كل شيء يجب على الحياة أن تستمر دون منغصات.. فلماذا لا يلعب الأطفال؟؟ لماذا لا يذهبون إلى المدارس..؟؟ لماذا لا نغني؟؟ لماذا لا نحتفل ونرقص ونسعد ونضحك..لماذا .. لماذا؟؟؟؟
نحن من يخسر.. الحياة لا تتوقف بحلوها ومرّها.. تركض وتسحب مَن عليها شاء من شاء وأبى من أبى.
ولن نسعد .. ولن نعيش حياتنا كما نريد دون أن نتخلّص من ذلك المجهول الذي يعشّش داخلنا .. ويملأ حياتنا رعبا في كل مكان ..كنّا في البر أم في البحر..(إنّه الخوف).
علينا أن نتخلص من الخوف..علينا أن ننزعه من داخلنا بأية وسيلة لنعيش حياة هنيئة رغدة.
فلن تخيفنا الحواجز العسكرية..لن تخيفنا ممارسات الإحتلال.. سنقتلع الخوف من صدورنا.. سيلعب أطفالنا .. ونقيم الأفراح ..
سنغني ونرقص في احتفالاتنا وأعيادنا.. لن يستطيع أحد أن يسرق أحلامنا.
(منعونا من الوصول إلى البحر! ولكنهم لن يستطيعوا منعي من أن أسبح في بحري .. أسبح في بحري متى أشاء..إنه في خيالي).. علا صوت( جمانة).. وفي صوتها ثقة وإصرار.


أما فيما بيننا .. وفي علاقاتنا علينا أن ننزع حرف الراء من كلمة ( حرب).. لتتحول إلى كلمة (حب)... تزيّن حياتنا بالطمأنينة وشعورنا بالمسؤولية تجاه قضيتنا .. تجاه أبناء شعبنا..
فبالوحدة الوطنية ننزع حرف الراء التي تتوسط كلمة حرب..ونكون يدا واحدة.. نصطاد الخوف معا ونعزز المحبة والإخاء.
وتنتهي المسرحية بمشهد جميل.. الأيادي متشابكة.. والوجوه سعيدة.. والشفاه مبتسمة..والعيون ضاحكة.. والصوت يعلو بأغاني الوحدة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد.

اصطحبتنا فكرة الأديب محمود شقير..والتي أخرجها الفنان حسام أبو عيشة على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، مدة لا تزيد عن النصف ساعة. مضت سريعة.. مشوقة.. تخللتها بعض المواقف المضحكة التي خففت من حدة طرح الفكرة التي كانت في أذهان العديد من الأدباء والكتاب ولكنها لم تخرج.. لم تر النور.. لا أدري لماذا..؟؟
إنها فكرة فلسفية تحاكي النفس البشرية..لجميع فئات العمر.
وكعادتي اصطحبت أطفالي لمشاهدة المسرحية..وإذا بي ألاحظ أن ابني (يزن) . ابن العاشرة يتجاوب مع المسرحية بشكل كبير..ويستوعبها بتفاصيلها.. وعندما سألته: ماذا يريدون أن يصطادوا؟ أجاب فورا : الخوف.. ولكن علينا أن نتوحد ونكون يدا واحدة.
وكذلك ابني راني.. ابن الثامنة..فعندما تم نُزع حرف الرّاء من كلمة حرب.. علا صوته .. ( لقد أصبحت الآن حُب).. وأخذ يصفق بسعادة.
إذن هنيئا لكل من عمل من أجل إخراج هذا العمل إلى النور..حيث استطاع أن يلخص الواقع الفلسطيني بحلوه ومرّه..
خاطب النفس البشرية .. ونجح بالوصول دون حواجز.

وقد ساعد ديكور الفنان عماد سمارة.. على وصول الفكرة ببساطة وسلاسة زادت من إبداع العمل.
أما موسيقى الفنان جميل السائح.. فقد كانت موفقة جدا..تكاملت مع إضاءة الفنان رمزي القاسم..
لقد ترجمت الفكرة بصورة لطيفة.. ناعمة جدا .. زادت من إبداعه..

أما الشباب الذين وقفوا على خشبة المسرح.. وقاموا بالأدوار وهم عطا ناصر وعزت النتشة وربى بردويل ونداء عيد، فقد أجادوا أيضا ببساطة وعفويّة.
وإلى أعمال أخرى .. تعالج قضايا تستحق الطرح .. والوقوف عندها.. لتساهم بتعزيز ثقتنا بشعبنا وقضيتنا..وتدفع بشعبنا إلى الصمود .. في ظل واقع يزيد مرارة يوما بعد يوم.
-------------------------------------



#ديمة_جمعة_السمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية - أبوك يا الخوف- جسدت الواقع الفلسطيني بحلوه ومره..!!
- يا كلب إسرائيل .. ساءت سمعتك..!!
- الجنازة حامية والميت كلب
- امرأة بألف رجل..!


المزيد.....




- استمتع بمشاهدة أفلامك المفضلة.. استقبل تردد قناة روتانا سينم ...
- وفاة ممثل عالمي شهير بعد معاناة مع المرض
- طاجيكستان .. 35 قانونا لحماية الثقافة الوطنية منها ما يمنع ا ...
- تكوين: القوة الدافعة وراء ويغز، وعمر كمال، ومروان بابلو وغير ...
- تابع hd.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 مترجمة للعربية عبر قن ...
- ويل سميث يعود للخيال العلمي بفيلم -المقاوم-
- شقير للجزيرة نت: القدس تشهد تطورا في الإنتاج الأدبي رغم محاو ...
- القبض على مغني الراب الأميركي ترافيس سكوت
- -التوصيف وسلطة اللغة- ـ نقاش في منتدى DW حول تغطية حرب غزة
- -لن تستبدل الآلة بالبشر-.. سينما بريطانية توقف عرض فيلم كتبه ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - - أبوك يا الخوف - مسرحية فلسطينية جسّدت الواقع الفلسطيني بحلوه ومرّه.