|
عن شهداء الأرقام وسرقة أموال الأسرى
عطا مناع
الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 01:33
المحور:
القضية الفلسطينية
هناك في فلسطين التاريخية التي احتلت عام 1948 المئات من جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب المحتجزة من دولة الاحتلال، ليس لهذا الاحتجاز المريب والمهين لثقافتنا ومقاومتنا أي بعد سوى التأكيد الغير قابل للشك على العقيدة العنصرية لدى الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يترك مناسبة إلا ويستغلها للمس بالفلسطينيين والعرب.
الملفت أن ملف شهداء الأرقام مغيب لدى القيادة الفلسطينية التي تتلذذ بافراجات النية الحسنة من رئيس وزراء حكومة الاحتلال المنصرف يهود اولمرت مع العلم أن الحقائق تؤكد عدم التناسب بين هذه الافراجات وعمليات الاعتقال التي ارتفعت وتيرتها لتشمل شرائح واسعة من الشعب الفلسطيني وخاصة الأطفال الذين يتعرضون لانتهاك بشع لحقوقهم.
واضح أن غياب لبعض الملفات الهامة عن أجندة القيادة الفلسطينية من راس الهرم حتى قاعة، قبل أيام انطلقت حملة لاسترداد جثامين الاستشهاد يين الفلسطينيين لإعادة دفنهم من قبل عائلاتهم، الاعتصام نظم من قبل نادي الأسير الفلسطيني أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في بيت لحم، الملفت أن الحضور كان فقيرا مقتصرا على أهالي الشهداء وفعاليات محدودة لا تصل إلى العشرات، هذا المشهد بعير بشكل صارخ عن الحالة الفلسطينية إذا أخذنا بعين الاعتبار المعلومة التي قالها لي النائب في التشريعي عيسى قراقع عن تغيب الجهات الرسمية لهذا الملف وعدم طرحة أمام الجهات الدولية، وكان هذا جليا في اللقاء الذي جمع شخصيات فلسطينية في بيت لحم قبل حوالي الشهرين مع كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية التي تفاجأت بهذا الملف.
الحقيقة الصارخة أن العفوية السياسية في التعاطي مع القضايا الإنسانية التي تحولت لشعارات مجردة دفعت بدولة الاحتلال الإسرائيلي لغض النظر عن أمور يفترض أن تكون من المسلمات، فالذي لا يستطيع أن يستعيد جثامين الشهداء لا يستطيع أن ينتزع حقوق الشعب التاريخية، هذا النهج فتح المجال أمام الفاسدين من المتسلقين على الآلام الشعب الفلسطيني لتجاوز الخطوط الأكثر حساسية، وكان الإعلان عن تحقيق يتعلق بسرقة مستحقات الأسرى من قبل متنفذين من الضفة وغزة بتحويل مئات الآلاف من الشواقل إلى غزة عبارة عن تفجير ومعير حقيقي عما ألت إلية أوضاعنا القيمية في فلسطين المحتلة التي حولها البعض لمشروع استثماري يسرح ويمرح كما شاء، يتاجر بحقوق الناس وبلقمة عيشهم وبدمهم.
الجرائم ترتكب في عز الظهر، والفاسدون يتحركون بحرية ويتكاثرون ويشرعون نهجهم لقناعتهم بعدم المسائلة، فالفوضى منحتهم الأمان والحسابات المنتفخة في البنوك، أنا لا أتحدث عن أفراد، نحن يصدد ظاهرة لها هيكليتها، أنهم قوة مؤثرة مدعومة تتسلح بثقافة معادية لمصالح الشعب، أهدافهم باتت واضحة، المزيد من الانقسام والإحباط والانفلات والتحريض على الأخر الفلسطيني بزرع الكراهية التي تمخضت عن حملات أمنية في شقي الوطن، حملات تستهدف القضاء على الخصم السياسي، وهذا في المحصلة مكسب لقطب الفساد.
نحن بحاجة للشفافية وسيادة القانون ووضع الأمور في نصابها، فالدستور الفلسطيني الذي يفترض أن يشكل قبلة القضاء المغيب واضح، الدستور يحفظ حقوق الشعب الذي ينتظر الحملة الكبرى للقضاء على أسباب الفساد في وطننا المحتل، هؤلاء هم الخطر، هم الذين يسمموننا بالسلع الفاسدة، وهم الذين يسطون على حقوقنا الدستورية، هم الذين يسرقون مخصصات أسرانا وينشرون الرذيلة والمخدرات في تجمعاتنا الفقيرة التي لن تسلم طالما يتربعون على صدورنا.
#عطا_مناع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جنون فلسطيني بالجملة
-
لماذا فشل الحوار الوطني الفلسطيني
-
المستوطنون قادمون...ما العمل
-
ضوء في آخر النفق
-
هل نجحت حماس باستبعاد اللواء الطيراوي
-
عن ثقافة هز الذنب ومسح الأحذية
-
انك ليس أحمد سعدات
-
الشرطة الفلسطينية ترد الصاع صاعين للحاخام الأكبر
-
القدس والجعجعة بلا طحين
-
لمن الغلبة..؟ لا غالب والكل مغلوب
-
الشعب الفلسطيني وحتمية الثورة على الثورة
-
الأعلام الفلسطيني بين العسكرة والانجزة
-
السماء تمطر دما على مخيم عايدة للاجئين
-
أبو أنور: نحبكم بعد موتكم
-
من أجلك يا سيدتي
-
أنا في عرض الحكومة.. أكلنا زبالة
-
الحرية للمعتقلين السياسيين في السجون الفلسطينية
-
اتفاق كنيسة المهد جريمة بلا عقاب
-
صح النوم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
-
العبيد الجدد في سوق العمل الإسرائيلي
المزيد.....
-
-الحرّيفة- عائدون بـ -الريمونتادا-
-
صحفي أمريكي -يضحي- بيده اليسرى لأطفال غزة (فيديو)
-
قصة الرئيس المصري الذي اغتيل في ذكرى انتصاره
-
مراجعة عام من الحرب: أهداف نتنياهو بين النجاح والفشل
-
توتر يسبق ذكرى 7 أكتوبر.. زعماء غربيون ينددون بـ -الكراهية-
...
-
روسيا تعتزم إطلاق الصاروخ رقم 2000 من طراز R-7 بحلول نهاية ا
...
-
أسباب الأكزيما وطرق علاجها
-
مصر.. بدء تركيب مصيدة قلب المفاعل النووي بالضبعة في ذكرى نصر
...
-
الكويت.. إحالة كل من روّج أخبار منع دخول المويزري للبلاد إلى
...
-
مستشار أوكرني سابق يحذر زيلينسكي من -تمرد مسلح- بعد الانسحاب
...
المزيد.....
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
المزيد.....
|