أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سعاد جبر - العنف ضد المرأة العربية في النزاعات المسلحة (1)















المزيد.....

العنف ضد المرأة العربية في النزاعات المسلحة (1)


سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 09:05
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    



يعد العنف ضد المرأة في النزاعات المسلحة من أفظع صور العنف وأبشعها ، إذ تعد المرأة كيفما كانت الجسر الذي يداس عليه ، ولا اعتبار له ، حيث تعاني من أوضاع خطرة لا تحتمل ، وبالأخص في موجه الحروب التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الماضية ، وعلى وجه التحديد في فلسطين والعراق ، بأوضاع فيها من الخصوصية المؤلمة التي تعجز الحروف عن وصفه ، مما فيها من الألم والمعاناة .

ففي فلسطين تشير التقارير الصادرة عن حقوقيات في الأرض المحتلة ، بأن مظاهر العنف ضد المرأة لا نظير لها هناك ، لأنها في واقعها هي محض جرائم محرمة دوليًّا "من إبعاد ونفي أهالي الشهداء الذين نفذوا عمليات استشهادية، وتدمير ممتلكاتهم ونسف منازلهم. ويخضعن النساء لعمليات تفتيش جسدية مهينة، ويحرمن من العلاج الضروري، حتى أن العديد منهن لاقت مصرعها نتيجة لمنع الجيش الإسرائيلي القوافل الطبية، وكل ذلك يؤدي لفقد النساء عوائلهن وفقد الأطفال أسرهم.

_ ارتفاع عدد الشهيدات الفلسطينيات اثر الغارات الصهيونية الهمجية عبر السنوات الماضية وما زالت مستمرة على قطاع غزة المحاصر .

-ولادة النساء على الحواجز العسكرية الإسرائيلية ، وتسجيل عدد لا بأس به من الوفيات على تلك الحواجز . وانخفاض الخدمات الصحية، وان توفر شئ منها ، فالذي يتمكن من الاستفادة منها عدد منخفض بسبب الحصار ومنع التجول الإسرائيلي وغير ذلك ، فضلا عن ارتفاع عدد الولادت في المنازل بسبب الظروف الصعبة وانعدام الظروف الصحية المناسبة لذلك في المنازل وانخفاض عدد النساء اللواتي يحظين بالرعاية ما بعد الولادة وفي تقرير مشابه أعده مركز الإعلام والتطوير الصحي قدر عدد النساء اللواتي ولدن على الحواجز بـ 55 امرأة حتى نهاية كانون أول 2003 وأن (33) توفين أثناء الولادة على الحواجز.

-الأعتقالات الهمجية للنساء ، تحت ظروف صعبة حيث تنعدم كل شروط الحياة الإنسانية الطبيعية ، حيث يتعرضن للبرودة والرطوبة ولا تتوفر في تلك الزنازين شروط التهوية الصحية ، فضلا عن مساحتها الضيقة حيث تحتجز كل اسيرتين في زنزانة ضيقة واحدة تفتقد للتهوية ، وكذلك انعدام كافة شروط الصحة العامة فضلا عن انتشار الحشرات والصراصير والفئران في تلك المعتقلات ، وغير ذلك من الظروف المؤلمة التي ترويها الأسيرات الفلسطينيات .

-كما أشارت بعض التقارير الحقوقية إلى أن مساحة الساحة المخصصة للنزهة ضيقة لا تتجاوز 42 متراً مربعاً واشتكت الأسيرات من نوعية الأكل المقدمة لهن حيث أنها سيئة وغير كافية، وتعاني بعض المعتقلات عدد من الأمراض (الديسك، والأزمات، وضيق التنفس، وتساقط الشعر) ويشار إلى أن هناك أكثر من معتقلة وضعت مولودها في السجن المذكور حيث يعاني المولود الجديد من مشاكل صحية في رجليه وترفض إدارة السجن تقديم الخدمات الصحية للأم وطفلها، هذا عدا عن حوادث اقتحام قوات الشرطة الأسرائيلة للسجون .

-سياسة الإغلاق الدائم والحواجز الإسرائيلية وعدم التمكن من الحصول على تصاريح خاصة من الحكم العسكري تمنع ذوي الأسيرات من زيارة بناتهن في المعتقلات الإسرائيلية، وترافق عمليات الاعتقال إجراءات مريعة وقمعية بحق المعتقلات وأسرهن وأسر الجيران.

هذا فضلا على ما يواجهن من سلسلة بشعة من عمليات القمع والضرب والإذلال المستمر والتهديد بالاغتصاب من قبل السجانين والاعتداء على حياتهن، كما وأكدن قلقهن من تردي وضع المواليد الجدد داخل السجن ، المحرومين من الرعاية الصحية ، فضلاً عن تهديد الأسيرات بالاغتصاب، وإسماعهن كلاماً بذيئاً يمس بمشاعرهن وكرامتهن، في وقت منعت فيه الأسيرات من أداء الصلاة الجماعية يوم الجمعة.

وأشارت التقارير الحقوقية الصادرة عن الأرض المحتلة ايضاً إلى مأساة الحواجز الحواجز الإسرائيلية المنتشرة على كافة مداخل والمدن والقرى والمخيمات حيث تحول دون تمكن الفلسطينيين من الحركة الطبيعية ، ويضطر الفلسطينيون بما فيهم النساء إلى الالتفاف على هذه الحواجز عبر الجبال والوديان الوعرة، ولمسافات طويلة، وهي رحلة محفوفة بالمخاطر ومليئة بالآلام فتضطر النساء الفلسطينيات أسوة بأبناء الشعب الفلسطيني إلى المشي مسافات طويلة حاملات الأمتعة والأطفال .. الخ، وينتظرن ساعات طويلة على الحواجز الإسرائيلية تحت أشعة الشمس الحارقة أو البرد القارص دون أن تتوفر الحدود الدنيا من الشرط الإنسانية حيث لا مياه للشرب أو أماكن لقضاء الحاجة أو الراحة، حيث يتعرضن لإطلاق قنابل الصوت والغاز والمعاملة المهينة والألفاظ البذيئة وغيرها من صور انتهاكات حقوق الإنسان المريعة
كما أشارت تلك التقارير الحقوقية إلى انه على أحد الحواجز في غزة قدمت محكمة احتلالية لائحة اتهام ضد مجندة إسرائيلية تخدم في الجيش الإسرائيلي بسبب إجبارها لمواطنة على شرب مادة سامة تحت تهديد السلاح وكانت المجندة تقوم بمهام التفتيش عندما أجبرت المواطنة على تجرع سائل سام كانت تحمله في زجاجه مما أدى إلى إصابتها بجروح في حنجرتها ومعدتها وبحالة من التشنج نقلت على أثرها إلى المستشفى

وفي نهاية مقالتي هنا أدرج التوصيات التي تبنتها إحدى الورشات الحقوقية بشأن العنف الذي تتعرض له المرأة الفلسطنية في الأرض المحتلة من قبل الكيان الصهيوني العنصري

o ضرورة بذل أقصى الجهود من المؤسسات الحقوقية القانونية الدولية والإقليمية لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
o المطالبة بالعمل على الدعم المتواصل من أجل مناهضة وإزالة جدار الفصل العنصري لما له من تأثير ومعاناة كما ورد في سياق ورقة العمل.
o التشهير بكافة صور العنف ضد المرأة من قبل العدو الصهيوني عالميا وبلغات مختلفة .
o رفع دعاوي قضائية في تلك المساحات الحقوقية المنتهكة .

وفي العراق؛ لا يختلف الوضع كثيرًا فما تعانيه المرأة الفلسطينية تعانيه المرأة العراقية؛ لأنهن تحت ظروف استعمارية متشابهة إلا أن النساء العراقيات عانت بشكل كبير جدًّا من العقوبات الاقتصادية أيام الحصار وقبل الاحتلال، حيث أدت لوفاة أكثر من( 1.5 ) مليون ضحية معظمهن من النساء والشيوخ. وتعرضت لتأثير اليورانيوم المنضب، حيث احدث تشوهات مخيفة على حالات الحمل والولادة؛ وما زلن يعانين أطفالهن من تشوهات مضنية في هذا الصدد ، من التشوهات الخلقية وأمراض السرطان المختلفة وبالأخص سرطان الدم ، وما زالت المرأة العراقية تصطلي بنيران الاحتلال الأمريكي الغاشم ، وتدفع ثمن التشريد ، فضلا عن حالات الاغتصاب المريعة التي شهدها سجن أبو غريب وغيره ، وحالات الأغتصاب في كل مكان ، من قبل الجنود الأمريكيين ، وغيرهم من فرق الموت والمرتزقة في العراق الجريح المستلب ، وربما يتسنى لي في مقالة مستقلة التفصيل بشأن واقع العنف ضد المرأة العراقية من قبل الاحتلال الأمريكي .
...................................................................

لمزيد من المعلومات حول العنف ضد المرأة عالميا وعربيا ، يمكن مراجعة احد مؤلفاتي الأكاديمية الصادرة عن دار عالم الكتب الحديث ( اربد ، الأردن ) لعام 2008منها كتاب انتهاكات حقوق الأنسان وسيكولوجية الأبتزاز السياسي ، وكتاب سيكولوجيا السياسة " قراءات في احداث ساخنة وشخصيات بارزة وكتاب القيم العالمية واثرها في تعديل السلوك الأنساني .







#سعاد_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييم واقع حرية التعبير عالمياً
- الواقع السيكولوجي للحرب العالمية على غزة
- الأسلام والغرب/ رؤية سيكولوجية
- هندسة الذات والتجرد لله تعالى
- سيكولوجية الواقع العراقي في ضوء متطلبات المجتمع المدني
- ثقافة الحوار في مواجهة الفتنة المذهبية والاقتتال الداخلي – ا ...
- نهايات السياسة في خريف اللحظات
- الصراعات العربية العربية في استراتيجيات السياسة الأمريكية
- هندسة الذات (11) :سيكولوجية الأتصال مع الأخرين
- المعرفة والمستقبل
- الإبداع الأدبي بين الماهية والواقع
- هندسة الذات 10: سيكولوجية الألوان والتواقيع الشخصية
- سيكولوجية الحب في ثقافات الشعوب
- محمود نجاد بين السيكولوجيا والسياسة
- مستقبل النهوض المدني في المجتمع العراقي
- رؤية سيكولوجية في ثلاثية ( رايس ، ليفني ، معوض ) السياسية
- رؤية سيكولوجية في الجندي الصهيوني والمقاوم اللبناني
- استراتيجيات النصر ( السيكولوجية ) في الحروب
- منظومة التناقضات في الحرب على لبنان
- مقولات سيكولوجية في ضوء مجزرة قانا / مقاربات نقدية


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سعاد جبر - العنف ضد المرأة العربية في النزاعات المسلحة (1)