عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 08:53
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
تطالعنا وكالات الأنباء هذه الأيام عن حوادث القرصنة التي تحدث بطريقة يومية قبالة السواحل الصومالية، ويعترض هؤلاء البحارة والذين كانوا ينتمون إلى الجيش الصومالي السفن الملاحية والتي تكون محملة ببضائع أو مواد بترولية أو ما شابه، وأغلب هؤلاء البحاره هم من كانوا يعملون في البحرية الصومالية سابقاً ولهم خبرة ومدربون على أعلى المستويات في الأمور الملاحية والتدريبات العسكرية، ولهم القدرة علي توجيه السفن التي يتم قرصنتها عن طريقهم.
وتتم القرصنة بفرقتين، واحده تقوم بالإقتحام والسيطرة والأخرى بالحراسة ويكون لهم فريق آخر على الأرض يقوم بتوجيهم في عمليات التفاوض، فهم في أغلب الأحيان يطلبون فدية ومقابل مادي حتى يقوم بإنهاء عملية القرصنة لكل سفينة والتي تصل إلى ملايين الدولارات.
وعمليات القرصنة في أغلب الأحيان تنجح وذلك بسبب غياب المنظومة الأمنية في هذه المنطقه بخلاف التهديد البيئي الخطير الذي من الممكن أن يتسبب فيه هؤلاء القراصنة لو قاموا بتنفيذ تهديداتهم، فلهذا انتشرت عملية القرصنة في هذه المنطقة بشكل أصبح يشكل تهديداً للملاحة العالمية.
وللأسف الشديد أن أكثر الدول تضرراً هي مصر والتي لها معبر ملاحي رئيسي هو قناة السويس، وأغلب السفن التي يتم قرصنتها تكون خارجة من الممر الملاحي المصري فكيف سيتعامل الجانب المصري مع هذه المشكلة الخطيرة والتي لها تأثير مباشر على اقتصادها؟
فالناظر إلى الحالة الداخلية لمصر يجد أنه من الصعب السيطرة على الموقف الخارجي جراء فشل الحكومة في مصر في السيطرة علي عمليات القرصنة الداخلية والتي تتم عن طريق رجال الحكومة وأجهزتها، فعمليات القرصنة في مصر طالت آلاف الأراضي التي هي ملك الشعب ثم أنها تلبس أشكالاً مختلفة كالرشوة التي أصبحت واحده من المظاهر الطبيعية داخل الأجهزة الحكومية، وهذه يتم فرضها على المواطن المطحون نتيجة النظام البيروقراطي والذي يمكن موظف الدولة من قرصنة المواطن الغلبان بهذه الطريقة.
هذا بخلاف القرصنة الإحتكارية والتي تتم أيضاً عن طريق مسئولين كبار في الحزب الحاكم، فمصر أصبحت من البلاد الرائده في كل مجالات القرصنة وشعبها له قوة تحمل خارقة في هذا المجال الفريد.
فلهذا باسم الشعب الغلبان وإلى قراصنة الصومال الشرفاء والذين يفعلون هذه الأفعال عن احتياج... كفوا أيديكم يكفينا قراصنة الداخل فلم نعد نحتمل أكثر من ذلك.
أمضاء
مواطن مصري
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟