|
و أهلى أرهابيون أيضا
مايكل نبيل سند
الحوار المتمدن-العدد: 2473 - 2008 / 11 / 22 - 09:14
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أترددت كتير قبل ما أكتب فى الموضوع دة بس كان قرارى الأخير أنة أذا كان الزمن ظلمنى بالأوضاع اللى حطنى فيها ، فمن حقى أن التاريخ ينصفنى و يشهدلى بحقوقى المنتهكة
قبل ما نتكلم ، ضرورى نحدد أية هو الأرهاب ؟؟ الأرهاب فى اللغة العربية جاى من الفعل " يرهب " يعنى يخوف ... و بكدة يكون الأرهاب : هو كل قول أو فعل ، يمارس ضد شخص أو جماعة ، بهدف تخويفهم و بالتالى أجبارهم على القيام بأفعال ضد رغبتهم أو عدم القيام بأفعال ضد رغبتهم برضة
بصراحة الأرهاب أسلوب تقليدى عندنا كمصريين ... شعبنا بيستخدم الأرهاب فى كل لحظة فى حياتة ... من أول الطفل الصغير اللى بنخوفة بأمنا الغولة و أبو رجل مسلوخة و أوضة الفران ... للجهلا و المتخلفين اللى بيخوفوهم بجهنم الحمرا و مراكز تعذيب ما بعد الموت ... للمدير اللى بيمشى الموظفين بتوعوتة على مزاجة و ألا هايرفدهم ... للداخلية اللى بتنزل بيانات تهدد الموظفين أذا فكروا يشاركوا فى أضراب ... للمعارضة اللى بتلم الناس عن طريق تخويفم من أرهاب النظام الحاكم ... للأسلاميين اللى بيضخموا دور أمريكا و الغرب علشان يخوفوا الشباب المسلم من وصول الخطر لبلادهم ، و بالتالى يفجروا جواهم طاقات الأنتقام و يحركوهم لحروب مالهمش فيها ناقة ولا جمل ... للطائفيين المسيحيين اللى بيخوفوا الشباب المسيحى من زمايلهم المسلمين ، و بالتالى بيزودوا من تحوصلهم و شرنقتهم جوا الكنيسة ... للحزب الوطنى اللى بيخوف العالمانيين و المسيحيين من الأخوان ، علشان يخليهم ينتخبوا مرشحين الحزب الواطى تفاديا لنجاح مرشح أخوانى ... الأمثلة كتيرة جدا ، بس مش دة مكانها ... الأرهاب تكتيك و أسلوب بيلعب بية كل المصريين تقريبا
أرهاب أسرتى ما يخرجش عن السياق دة ... أنا باخد قرار من أرادتى الحرة المستقلة ، و لو القرار دة مجاش على هواهم أو تعارض مع مصالحهم ، فهما مش بيتعبوا نفسهم فى الطرق الأنسانية زى الحوار و الأقناع و التفاهم باللسان و التفاوض و المساومة و التحفيز و الترغيب و غيرها من الطرق الآدمية اللى بيستخدمها البشر ... الطرق دى صعبة و بتحتاج لبشر يستخدموها ، علشان كدة هما بيستسهلوا و يستخدموا الأساليب الأرهابية ... و طبعا الأرهاب أسهل بكتير من الحوار و باقى الطرق الأنسانية ، يعنى بدل ما تقعد مع أبنك و تحكى ساعتين تلاتة ، و بعد كدة تقتنع بكلامة و تدوس على كرامتك و تعترف أنك كنت فاهم الموضوع غلط ، و بعدين تستجيب لرغباتة و تقوم بدورك الأبوى فى دعم أبنك ، بدل دة كلة ممكن تهددة بأى حاجة عزيزة علية و تخلية يسيب الطريق اللى كان ماشى فية
و بالتأكيد أرهاب أسرتى تضاعف عشرات المرات بعد نشاطى السياسى ، و بعد التهديدات الأرهابية اللى جاتنى ، و الأحداث اللى حصلت لأفراد من أسرتى ، و بعد التلاعب فى نتيجتى مرتين ... مش هقول أنهم خايفين عليا ، لأنى عمرى ما حسيت أنهم خايفين عليا ... كل واحد خايف على مصالحة الفردية ، و لأنهم خايفين من نشاطى لحسن يأثر على مصالحهم ، فبيستخدموا كل الأساليب الأرهابية علشان يوقفونى عن نشاطى السياسى
والدى - مدير البنك المحترم - كان زمان بيهددنى أنة هايكسر مكتبتى ، و يقطع كتبى ، و يلم فى وسط أوضتى كل الكتب المقطعة و يولع فيها بالنار قدام عينى ... بس بابا حاليا بطل يهددنى بكدة ، يعنى بأستثناء المرة اللى حاول يدبحنى فيها بالسكينة ، يعتبر مش بيهددنى بغير أنة هايتخلص من جهاز الكومبيوتر علشان يقطع لسانى و يمنعنى من الكتابة
أمى - و الأم متعسة زى ما بيقولوا - فهيا بتسمعنى أحلى كلام فى حياتى ... كل ما تشوفنى فى وشها تقعد تقوللى " مش هايسيبوك ... هايمسكوك فى مرة و يطلعوا عينك ... أبقى قابلنى لو نجحوك فى الكلية ... هايوروك المرّ اللى عمرك ما شفتة ... هايوروك النجوم فى عز الضهر " ، و تقعد تقول كلام من النوعية دى اللى أبسط وصف لية أنة تهديدات لم يجرؤ حتى جهاز أمن الدولة أنة يجاهر بيها ... طبعا والدتى ماينفعش أنها تعمل زى أى أم و تتعاطف معايا ، أو على الأقل أسمعها بتدعيلى أن ربنا ينصرنى على الظلمة المفتريين ... ما ينفعش تعمل كدة ، لأن دة خروج و ردّة عن السيكلوجية الأرهابية ، كمان دة أنقلاب على تقاليد مجتمعنا فى معاقبة الضحية أرضاء للجانى
واحد قريبى تانى - يعتبر من كبار العائلة ، يعنى فى مقام جدى - قدملى بصراحة دعم كبير جدا .... هددنى أنى لو مابطلتش سياسة ، هايوصى واحد ظابط صاحبة ياخدنى قسم شرطة و يقعدوا يضربونى لحد ما أتوب عن السياسة ... طبعا هو فى نظرة ، أنى لما أنضرب مرة و أبطل سياسة و أريحهم طول العمر ، أحسن من أنى أستمر و أجيبلهم مشاكل علطول ... دة غير أنة ضرب الظابط المتوصى من قريبى هايكون أرحم من ضرب الظابط المتوصى من جهات أمنية عليا ... بس طبعا مافكرش أنى مريض بالقلب ، و موقف زى كدة ممكن أموت فية
واحد قريبى تانى دخل معايا فى حوار طويل ، و آخر الحوار أنى أذا أتقبض عليا مفيش حد من العيلة هايسأل عنى ... يعنى من الآخر ألم الدور ، علشان محدش فيهم هايضحى بربع ساعة من وقتة يهتم فيها بمصيرى ... بس كلامة مافرقش معايا ، تعرفوا لية ؟؟ لأن مفيش جديد ، ما هو العائلة كلها عارفة أن والدى و والدتى بيعذبونى من ساعة ما أتولدت لحد ما جالى القلب ، و محدش فيهم فتح بقة ... أذا كانوا ماوقفوش ضد والدى اللى هوا موظف ، هل هايقفوا ضد لواء أمن دولة ؟؟
بقية عيلتى بقى بيستخدموا الأرهاب من النوع اللطيف ، بمعنى التهديد تحت ستار أنهم خايفين عليا ... و بيهتموا جدا أنهم يحكولى قصص ناس ( معرفش واقعية ولا خيالية ) عن اللى ماعملش حاجة لكنهم أعتقلوة 17 سنة و ضاع عمرة كلة ... و اللى طلع فى مظاهرة ، فناكوة فى قسم الشرطة ... و اللى كلم أستاذة فى الجامعة فسقطوة عشر سنين ... و طبعا ضرورى تتعاد كل شوية بالتفاصيل المملة قصة أيمن نور اللى ورا القضبان و مانعين عنة الدوا لحد ما هايموتوة جوا ، و جميلة أسماعيل اللى بتتهان فى كل مرة تروح تزور جوزها ، و سعد الدين أبراهيم اللى سجنوة و بعد كدة نفوة من البلد ، و غيرهم و غيرهم من النماذج المسحوقة تحت سنابك العسكر
القانون الأيطالى بيفرض على أى شخص بيربى أى حيوان أنة يوفر الرفاهية للحيوان دة ... يعنى أذا كان عندك كلب و أنت مافسحتهوش لمدة أسبوع ، هاتروح السجن ... و أحنا لازلنا فى مصر معندناش قانون يضمن للأبناء معاملة كريمة من أسرهم ، معندناش قانون يضمن للأطفال اللى ما أختاروش أنهم ييجوا للدنيا ، يضمنلهم أن اللى خد قرار مجيئهم يكفلهم 3 وجبات يوميا ... كل دة و بنقول على نفسنا عندنا دين و أخلاق !!!
فى رأيى ... أرهاب الأسرة أقسى من أرهاب أى نظام قمعى ... أنا شغال فى السياسة قربت أكمل 3 سنين ... مفيش أى طرف أمنى رفع سماعة التليفون و قاللى كلمة ضايقتنى ، لكن أهلى بيعملوا كدة كل يوم .... النظام القمعى ماقدرش ينومنى فى يوم من غير عشا ، لكن أهلى بيعملوها كتير ... الدولة بكل قمعها ماقدرتش تجبرنى أنى أغير سكنى كذا مرة و أتجرجر و أروح أسكن فى حتت مش عاوزها ، لكن أهلى عملوها كذا مرة ... الفساد فى الجامعة ماخسرنيش غير سنتين بس فى دراستى ، لكن أهلى دخلونى فى مجال دراسة رغم عن أرادتى و دمروا حياتى كلها ... اللى بيعملوة فيا أسرتى ، ما يقدرش أى جهاز قمعى أنة يعملة
و علشان دة كلة ، أنا مش بخاف ولا بتضايق من الأمن ... ما هو أذا كان أبويا كان هايدبحنى بالسكينة ، يبقى لو مسئول فاسد قتلنى مش ههتم ، هو أنهى الأصعب : أن والدك يقتلك ، ولا عدوك يقتلك ؟ ... لو قبضوا عليا و عذبونى برضة مش هاتفرق ، ما هو أذا كان أهلى عملوها ، يبقى هستغرب لية لو الأرهابيين عملوها ... اللى بيخلينى مخفش فى السياسة ، هو أن محدش يقدر يعملى حدة ماعملهاش فيا أقرب الناس ليا
أية اللى هايحصل بعد المقال دة ؟؟ ... أبدا ، ولا حاجة ... أهلى هايعرفوا ، و هايعاقبونى ، و هايبقى فية مزيد من الأرهاب و الفاشية و تجليات دراكيولا ... و برضة أفراد العائلة هايفضلوا متفرجين ، و حتى أذا فكروا يتدخلوا هاتصدهم كلمة " و أنت مالك " من أبويا و أمى ... جريمة الأرهاب الأسرى من نوعية الجرايم اللى قلت عليها أن فضحها بيزيد من ألم الضحية
تعرفوا بقى أية بقى اللى يغيظ بجد ؟؟ ... أكتر حاجة بتغيظنى لما أفكر الصورة هايبقى شكلها أية لو نجحت ... يعنى أنا لو بعد عشر سنين وصلت لمنصب تنفيذى أو تشريعى ... طبعا ساعتها كل أساليب الأرهاب دى هاتختفى ، و الكل هايحاول يستفيد منى ، و ساعتها مش هايتأخروا عن تقديم أى دعم أطلبة ، و أمى ساعتها هاتتدعى أن دة كلة بدعواتها .... ساعتها هل هسامحهم ؟؟ معتقدش ، لأنة ساعتها مش هلاقى حد يدفع تمن العذاب اللى أتعذبتة عمرى كلة
http://ra-shere.blogspot.com/2008/10/blog-post_12.html
#مايكل_نبيل_سند (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آخر يوم فى حياة صابر
-
أوقفوا أهانة المسلمين فى الكنائس
-
بكام ؟؟
-
ثقافة القبيلة
-
لأن الحياة مرّة
-
الدين أفيون الضمير
-
خائف من الحب
-
تقدر تساعد المدونين أزاى ؟
-
موقف محرج - من بريد القراء
-
على وشك الأنفجار
-
أمجاد يا ليبراليين أمجاد
-
مش كفاية أزدواجية بقى ؟
-
الكيبورد أقوى من المدفع
-
نشرة أخبار القاهرة يونيو 2030
-
يعنى أية عالمانية ؟
-
حوار حول الملف الطائفى فى المنطقة
-
هل أنت أفضل من الملك فاروق ؟
-
أنا و حمارى فى القسم
-
المولد النبوى و أغرب معايدات
-
قمة الشئ نقيضةِ
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|