أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - رسالة مفتوحة إلى قرصان بحري














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى قرصان بحري


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 09:33
المحور: كتابات ساخرة
    


دعني أعترف لك أولا أن المصائب لا تسعدني، وأنني لا أبتسم في الجنازات، ولا أضحك في الكوارث، ولا أمزح لدى متابعتي أخبار الحروب.
المرة الأولى التي ينتزع فيها الارهاب الابتسامةَ من بين شفتيّ بدأتْ في الخامس عشر من نوفمبر حيث قمتَ ورهطٌ من زملائِك على مرأى ومسمع من كل القوى الكونية التي تتابع فقدان حقيبة يَدٍ من مكوك فضائي، لكنها لا ترى أكبر ناقلة نفط وقد وضعتها أنت وزملاؤك خلف زورق صغير لا يصمد أمام عاصفة مائية تدفعها رياح مُحَمّلة برائحة القات اليمني ليختلط بالقات الصومالي.
رحم الله أبا لمعة والخواجة بيجو عندما يقص الأول على الثاني حكايات وهمية وخيالية فنضحك حتى الثمالة، أما الآن فالخيال حقيقة، والحقيقة من مرارتها تفقع المرارة وتجعل الضحك والبكاء متساويين.
أتخيلكم في المستقبل القريب وقد قمتم بخطف عدة قنابل نووية من مفاعل ديمونة أو من ثكنة عسكرية في أوكرانيا أو برشوة بعض جنرالات الجيش الروسي، وفي هذه الحالة لن يكون هناك وقت للضحك أو البكاء!
ناقلة النفط العملاقة لم تكن راسيةً في ميناء أو مهجورة بالقرب من جزيرة حنيش اليمنية، ومساحتها ثلاثة أضعاف مساحة ملعب لكرة القدم، ويعرف مالكوها قبل أن يبلغهم كمبيوتر شركة التأمين أن هناك خمسة وتسعين عملية قرصنة بحرية منذ أوائل هذا العام، ومع ذلك فكل رادارات وأجهزة التحذير والانذار البحري والجوي والستالايتي تحولت إلى شاهد ما شفش حاجة!
أتخيلك الآن تحمل بندقية قديمة متهالكة تركتها القوات الإثيوبية، وترتدي صندلا واسعاً وقد انتفخت وجنتاك من جراء حكايات الأمس التي قصها عليك صديق لك، ووصف لك هروب القوات الأمريكية أمام الصوماليين بعدما تناقلت وكالات الأنباء صوراً وحشية لجنود أمريكيين وقعوا بين ايديكم.
أتخيلك وقد عرض عليك زملاؤك سرقة سيارة قديمة، فرفضت. ثم جددوا العرض لسرقة محل سوبر ماركت يتكدس ببضائع لا يزيد ثمنها عن ألفي دولار، فترفض أيضاً!
ثم فجأة يعرض عليك ملوك البحر وقراصنة العواصف الانضمام إليهم، ليس لسرقة فلوكة أو مركب صغير بدون موتور أو اعتراض مركب شراعي طوله ثلاثة أمتار ونصف المتر!
سنسرق اليوم في عرض البحر أكبر ناقلة نفط في العالم دون أن نعرف شيئا عن تسليحها وطاقمها وسرعة استدعائها لأقرب أسطول بحري أو قاذفات جوية تصل إلينا قبل أن يقفز أحدنا داخل الناقلة!
سيدي القرصان،
كل أفلام القراصنة التي شاهدتها بدءاً بالقرصان الأحمر لم تعد مثيرة لاهتمامي، فأنا الآن أمام حالة من الضعف والهوان والاذلال تضرب بعمق وعنف كل القوى البحرية والجوية والرادارية في العالم.
قد أتفهم أن أسامة بن لادن يختبيء في مكان ما على الحدود الأفغانية/الباكستانية أو هو مريض في غرفة تحت بيت قديم ، ولا تستطيع القوات الأمريكية واستخبارات كرازي العثور عليه.
وقد أفهم أن الدكتور أيمن الظواهري يتابع على النت في كهف لا يعرف مكانه إنس أو جان.
أما ميناء صومالي ظاهر للجميع ويستقبل خمساً وتسعين سفينة تم اختطافها في أقل من عام ولا تستطيع كل الأجهزة التي أمدتنا بجوجل إرث أن تلتقط صورها، أو تقترب منها أو تبلغ قيادات جيوش الأرض من روسيا والصين وأمريكا والهند وفرنسا والامبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عنها، فتلك لعمري كارثة ينبغي أن تصبح في الصفحة الأولى لموسوعات الجينيس المشهورة.
سيدي القرصان،
هل أستأذنك بعرض دفع مبلغ يرضيك لتحرر لنا فلسطين، ثم مبلغا أكبر لخطف الزعماء الطغاة في العالم العربي ولا مانع أيضا من خطف زوجاتهم وأولادهم الذين سيرثونهم، وأغلب الظن أنها ستكون قرصنة أسهل بكثير من اختطاف أكبر ناقلة نفط في العالم؟
أكتب لك مازحاً من هول المفاجأة، لكن نفسي تتفاعل بغضب شديد على ما يجري خلف الكواليس، ورغم ابتعادي عن نظرية المؤامرة التي يلجأ إليها الاعلاميون إن خانتهم معلوماتهم ، فإنني أخشى على قناة السويس من مؤامرة لتحجيمها كممر مائي، وإذا لم يتمكن المجتمع الدولي من اعادتك إلى شوارع مقديشيو، فأغلب الظن أن الجانب الخفي من القرصنة أكثر قذارة وعفنا ونتناً من كل المؤامرات التي عهدناها، وأنكم لستم إلا لعبة في أحجار شطرنج كل اللاعبين فيها مجهولون!



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس لبناني لا يتلقى الأوامر من دمشق!
- ليس لديَّ ما أكتبه عن الفلسطينيين!
- النرويجيون و .. جنون السفر!
- حيرة الصائمين مع شمس منتصف الليل!
- الحقيقة .. أن الكبار صغار!
- الفتاوى في السعودية .. تجارة الحرام!
- المَلَكان والرئيسُ الأمريكيُّ يُدَوّنون أعمالَك!
- التبكيت والتنكيت والتسكيت و .. التفتيت
- حوار بين جواز سفر عربي و .. جواز سفر أوروبي!
- كان يجب الحكم باعدام ابراهيم عيسى!
- عدالة محاكمة البشير
- معركتنا ليست مع رجال الرئيس مبارك
- متى يقطع خليجُنا الدعمَ عن الطغاةِ؟
- الرئيس التونسي يجدد للشعب ولاية خامسة!
- تسعون عاماً على مولد رسول أفريقيا
- هل يحرقنا مبارك قبل أن نحرقه؟
- هل تحرق إيران الأصدقاء قبل الأعداء؟
- ساركوزي .. أمين عام الأزرق الكبير
- الأقباط .. محامون فاشلون عن قضايا عادلة
- لكن صدام حسين لا يزال حيّاً


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - رسالة مفتوحة إلى قرصان بحري