|
القصة خون /الجزء الثاني
بان ضياء حبيب الخيالي
الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 01:35
المحور:
الادب والفن
تدخل أم هناء غرفتها الضيقة المظلمة تفتح صندوق ملابسها تدس يدها مخرجة صرة صغيرة معقودة بصورة متعاقبة ملفوفة بحرص تبقيها قليلا في يدها ثم تخرج من الغرفة وعينيها تشع إصرارا على مؤازرة زوجها حتى بدون اقتناعها بصواب خطوته فتتجه نحو مربض زوجها خالعة في طريقها أساورها الذهبية وقرطيها مردفة إياها بالصرة دافعة إليه بكنزها وعيونها تتألق بدموع لا تنهمر... ـ ما هذا...؟ ـ مدخراتي التي كنت ارجوها لعازه الزمن ستساعدك في غربتك... ـ اتركيها معك ستفيدك في فترة غيابي .....سأبيع نصف الدار ! واتسعت عينا المسكينة في هلع وهي تحشرج بمرارة وألم ـ لا يا أبا هناء كل شيء إلا دارنا فيجيبها بحزم وثقة : ـ ـ حين أعود يا امرأة سأعوض ما تخافين ضياعه بأضعاف وأضعاف ....اصبري ولا تقاطعي. وردت مختصرة نقاشا تعلم أنه لن يجديها سوى وجع الرأس ردت بحزم بعينين ممتلئتين بالتصميم والترقب: ـ ـ إذا ًلا تبع الجزء الحاوي على الدرج والدنكة.................... ويتعجب كلاهما لتلك الجرأة التي طرأت على من كان ديدنها الاستسلام دوما ً ووجد هو هوى في نفسه يحبذ فكرتها فالدرج والدنكة رمزان لداره .....و.... وينتهي النقاش ويمر أسبوع يبيع فيه الرجل الجزء الشرقي من الباحة وغرفها تاركا صدر الدار والنخلة وحديقة النارنج الصغيرة منفقا جزءا من نقود البيع لبناء سياج فاصل بين الجزء الذي باعه وباحته وغرفة الباقية ..........وفي أسبوع واحد بعدها يتم كل تحضيراته للرحيل لأرض مصر عن طريق البر نحو خليج العقبة ......ثم نحو ارض مصر السعيدة ................... تمخر الباخرة عباب البحر ويتطاير من حوله رذاذ يغسل وجهه المتألق شوقا ًلمغامرة قد تجلب له كنوز سندباد ليعود بها نحو بلدته بغداد معتمرا ً تاج الغار بعد كل تلك الخيبات التي واجهها في حياته.... يصل لشواطئ الإسكندرية الخلابة ولا يتريث ليستريح بل يركب متحاملا على نفسه متجها للتو نحو القاهرة في إحدى عربات النقل القديمة المسقفة بالخشب في ذاك الزمن ...تصل العربة الغاصة بالمسافرين للقاهرة مساءً ويترجل الرجل يلفه مساء القاهرة الدافئ العذب وصوت المآذن يملأ نفسه المتعبة من فراق الوطن لأول مرة بالسكينة وتلتقط أذنه تلك الهمهمات باللهجة المصرية العذبة.....مانحة إياه شعورا جميلا بالألفة ...يدير العينين ...يلاحظ أن الكل يتسابق نحو بيته مغلقا دكانه بعجالة ليبدأ الشارع يغوص في سكون تتقطعة أصوات باعة المأكولات السريعة المحاطين بشذى البهارات والتقلية اللاكزة لعصافير البطن النائمة جاعلة إياها تصرخ طلبا للرحمة مما حدا بصاحبنا إلى الاتجاه نحو إحدى العربات ليسد رمقه وليلتفت بعدها باحثا عن مكان للمبيت ...كان ذاك الوقت من اليوم (الغروب) في ذاك الزمن هو نهاية يوم العمل ليبدأ وقت جديد يقضيه الناس مع عوائلهم في البيوت أو بنزهات أو زيارات للأقارب ولم تلتقط عينيه المتعبتين على امتداد الشارع ولا الشارع المجاور أي إشارة لوجود فندق أو نزل يمكن أن يبات ليلته فيه فأحتار وقد أخذ منه الوهن بسبب السفر الطويل مأخذا ًوبينما هو يتلفت في المكان واجهه جامع قريب يفتح ذراعيه لاحتضان المصلين فقرر أن يقصده ليغتسل ويستريح قليلا من عناء السفر وبعدها(يحلها الحلال).دخل صاحبنا الجامع واضعاً حقيبته في أحد الأركان ،توضئ وصلى وبقي جالسا ً يدير أفكاره مرتديا ًثوب سكينة لم يعرفها منذ أن تمكنت منه فكرة السفر وذاك الجو الخاشع في المصلى المتعاون مع تعب السفر غرساه في رغبة تواقة للكرى بعد طول يقظة وأرق صاحب رحلته ....تفرق المصلون وعاد المصلى يغرق في سكون مطبق من جديد آخذا ً الرجل نحو نوبات النوم المُتعَبِِ المتمثل بغفوات متقطعة .ينتبه للرجل النائم إمام الجامع فيتقدم نحوه ...يجلس مقرفصا ...يربت عليه بحنان موقظا ً إياه.... ـ السلام عيكم يا أخي .....أنا آسف لا يمكنني السماح لك بالنوم هنا. ـ ولكنني غريب من العراق وهي أول ليلة لي هنا ...لا أعرف أحدا ًوقد تأخر الوقت . ـ أهلا بك يا أخي ..لكنني أكرر لك أسفي لا يمكنني السماح لك بالمبيت هنا هناك فنادق في الحارة المجاورة يمكنك المبيت هناك. وينهض أبو هناء متثاقلا ًمتعبا ً ناكس النظرات جارا ً رجليه حاملا ً الحقيبة بوهن وهو لا يزال يتثاءب تحت سطوة سلطان النوم المتسلط متجها نحو باب الجامع الخارجي ثم يقف على العتبة متأملا ً ليل القاهرة الرائع....وتلك السكينة التي تستفزها بين الحين والآخر أصوات الباعة المتجولين الرتيبة ...ويعود يسحبه الصمت والحميمية التي يحسها نحو عالم النوم ...يحاول أن يقارع السلطان وخوف الخسارة متمكن منه وأخيراً يخر جالسا ًعلى دكه أما م باب الجامع وينحني رأسه بتأثير مارد النوم تدريجياً نحو صدره ليغط في لجة عميقة يظهر على سطحها بين الفينة والفينة صوت شخيره الزاعق....يلتقط شيخ الجامع وهو يوارب الباب الخارجي منظر الغريب النائم جلوسا فيغمره شعور جارف بالشفقة فيتجه نحوه محوقلا رابتا على كتفه بحنان ... ـ هيا يا أخي قم معي إلى الداخل ....ولكن لهذه الليلة فقط....................... يستيقظ العم صفاء بجفنيه المنتفخين متمتما ً بكلمات شكر وحروف أخرى لا تمت للكلمات العربية المفهومة بصلة ابدآ ًويدخل للجامع جارا رجليه كأنة يسير في نومه وما أن يصل نحو أفرشة المصلى حتى يرتمي غاطا في أعمق نوبة للنوم حدثت له منذ أن تنفس على البسيطة يحوطه شخيره المدوي .....ومن هناك من باب الجامع المتلفع بالضباب يخطر شيخ مهيب أبيض اللحية مبتسم في يده مسبحة طويلة كأنها تستقي من بحر النور ...يتقدم نحوه كأنه يركب السحاب سائلا إياه بصوته الجليل:ـ ـ كيف حالك اليوم يا ولدي . ـ جئت لمصر كما أشرت علي يا سيدي ...فما هي خطوتي التالية ............؟ يضحك الشيخ مقهقها ًكأنه يغترف من بحر الجذل ..وينبري قائلا ً:ـ ـ أنت قريب من كنزك يا ولدي ....ولديك عقلك فاستخدمه لتفهم ........كيف تحصل عليه..؟ وترتفع ضجة هائلة من حول الشيخ ...صوت ركض وصراخ وهمهمات مبهمة تلتقطها أذن العم صفاء فيجفل من نومته العميقة ليرى شيخ الجامع النائم بالجوار يفرك عينيه هو الأخر محوقلا ًمستفهما ً....يتجه كلاهما بعجالة نحو الباب فيبدو لهما الشارع يملؤه هرج ومرج قوامه جمع هائل من الناس وسيارات شرطة وأصوات متشابكة حتى لتبدو كخليط مشوه لصوت واحد غير مفهوم وبين دهشته وسطوة فضوله يجر قدميه نحو الجمع ليستدير بعض الأفراد إليه وهو يستفهم عن الموضوع فيصرخ أحدهم :ـ ـ انه هو ..هذا هو السارق ...أنا رأيته ينظر قبل سويعات لبيت القاضي ! ويلتفت الجمع بكليته نحو الغريب وتتعالى الصرخات :ـ رجل : ـ.أمسكوه أنا رأيته كذلك أنه السارق رجل آخر : ـ هو الغريب الوحيد بيننا رجل ثالث : ـقفز من فوق سور بيت القاضي آخرون : ـ امسكوا السارق ويصرخ الغريب بهلع ودهشة من فاجأه كابوس اسود ويركض نافذا بجلده لائذا بالجامع ليطارده الجمع وبينهم أفراد الشرطة الذين سرعان ما يحيطون به مكبلين يديه أما الرجل المسكين فالرعب يشل لسانه وقدميه يحاول أن يتفوه بكلمة يدافع بها عن نفسه فلا يجود عليه لسانه بحرف وتشاء رحمة الله الذي أرسله نحو الجامع أن يسرع شيخ الجامع منبريا بالدفاع عن الغريب فيبين للضابط أن الرجل برئ وانه يكفله مؤكدا لهُ أنه كل الليل كان نائما بجواره وإنه غريب هذا يومه الأول في القاهرة لم يعرف حتى بوجود بيت القاضي أو غيره ...ويطلب الضابط من الرجل المر تعب أوراقه الثبوتية والأوراق الرسمية التي تثبت دخوله اليوم للأراضي المصرية فيبرزها الرجل الواهن ويعتذر منه المفوض مخليا ً سبيله ويسلم على شيخ الجامع الذي هو شخصية معروفة لدى الضابط الذي يسكن في حي قريب ليقتاد الشيخ الكريم المضياف ضيفه المرتعد الأوصال إلى داخل الجامع مغلقا ًالباب وهو يتمتم ببعض قصار السور ضاربا كفيه بأسف لسوء أقدار الغريب ولم يك الصباح قريبا ألا إن الرجلين جافاهما النوم فجلسا على حشية من الصوف في إحدى الزوايا وأمامهما أبريق شاي ينفخ البخار من خرطومه الفخاري ....يصب المضيف السائل الأسود في الأقداح مقدما إياه لضيفه وهو يتساءل : ـ ـ كلنا قصص يا ولدي ....فما..هي قصتك التي دفعتك لترك بلادك والمجئ لمصر...؟ ـ الرزق يا سيدي . ـ ولِم َ...لم تبحث عنه في بلدك ....؟ فاجترأا لغريب بأن يشرح لمضيفه المعيقات التي كانت تواجه رغبته في الاستمرار بعمل ما وتلك الأحلام التي قضت مضجعه وكبلت يديه عن أي عمل ....بين للرجل وهو يشرح بانفعال كيف أن الحلم تملكه بالكامل فجعله مقيد لقدر لا يعلم إلى أين يمضي به .....حوقل الرجل مبتسما ًهامساً بيقين : ـ ـ هل تعلم يا ولدي أن علة تقدم المجتمعات هي اللحاق بالأحلام دون العمل فالحلم لا يحققه يا ولدي إلا العمل أما أحلام الكرى فهي في الغالب رغبات النفس المكبوتة التي تخزن في العقل الباطن والتي تترجمها الأحلام لرؤى صورية .....وهي لا تعد نبوءة بما سيحصل إلا لو اقترنت بمحاولة جادة لتحقيقها أما أن تسحبنا الأحلام من واقع العمل فهو الفشل يا ولدي والاستسلام للخرافات ........واستطرد الشيخ شارحا للرجل كيف انه هو شخصيا كان ولفترة طويلة واقع تحت تأثير حلم معين راوده كثيرا ً لكنه لم يفلح (الحلم )في جعله مشدودا ًله في الحياة الواقعية ...وبقي يعمل ويدرس حتى وصل لمكانته المرموقة وهو بالعمل فقط أمسك حلمه بيده . فقاطعه الغريب متنبها مشدودا ًلكلمات الشيخ متسائلا ً عن ذاك الحلم الذي يتحدث عنه فاستطرد الشيخ قاصاً الحلم على الغريب : ـ ـ كانت ما إن تغمض مني العيون حتى أراني (اللهم اجعله خيراً)كأنني جالس في باحة داري والضباب يحوطني من كل جانب ثم يتشقق سور الضباب من حولي بدخول شيخ مهيب ذو لحية بيضاء طويلة ووجه مبتسم ممسكا ًبيده مسبحة كأن خرزاتها جبلت من نور ويقدم نحوي سائلا ًعن أحوالي ثم يبتدرني باللازمة التالية التي لم أنسها قط (هناك يا ولدي في العراق بين شاطئ دجلة الخالد وبين الشناشيل الغافية بزقاق ضيق ملتوي تحفه من الجانبين صفوف من البيوت الشبه متعانقة ...يوجد بيت قديم ...في أعلى بابه الخشبي علامة تتمثل بحلقة نحاسية كبيرة بها مقبض مطرقة منحوت بشكل أسد بابل العظيم .....في صدر الدار هناك درج يتكئ على عمود غليظ مشوه الشكل تحت ذاك العمود يوجد كنز كبير ......ينتظرك ....فاذهب إليه ..... وينقطع الحديث ليغرق المكان بالسكون أما الغريب فيقع في هوة الدهشة مصعوقاً متسع العينين يكاد صوت وجيب قلبه يُسمِعُ الشيخ الجالس أمامه وتكاد عروق الدم في جبينه أن تنفجر نافرة دمه الذي تجمع في رأسه لهول الفكرة التي استنتجها عقله للتو....فسكن سكون الموت محدّثا ً نفسه:ـ (الكنز في داري ....في صدر داري ...وأنا الأحمق ...أدور متخبطا ً...دون أن أفهم ...) واسترجع الفقرة الأخيرة من الحلم .....(استخدم عقلك يا ولدي )......ولملم الغريب أغراضه بعجالة مودعا ً شيخ الجامع شاكراً له حسن ضيافته وكرمه قافلا ً نحو بغداد بأسرع مما رحل عنها داخلا الزقاق القديم وهو شعلة من نشاط وكأن نبوءة سندباد تحققت فقط بأنه عاد إلى بغداد راكبا ًبساط الريح . دخل الدار القديم وارتعش الجدران من فرحة لقاءه بزوجته وصغيرته هناء وقد كانتا قبل مجيئه بقليل واجمتين فواحدة كانت تنظف حبوب العدس وتعد للمرة السبعين الأيام التي انقضت والأيام التي بقيت تفصلها عن رجوع العزيز الغائب والأخرى كانت تكلم دميتها المتهرئة تعدها بأن الوالد سيأتي لها بأصدقاء جدد لكنها ستبقى الأثيرة عندها وتتنهد عندما تتذكر أن الرحيل كان قبل أيام قليلة وأنه ربما سيطول ولدهشة وسعادة الاثنتين يطرق الباب ليكون الغائب خلفه وتستقبله كلتاهما بصرخات فرح تهبان لمعانقته بحبور متسائلتين عن سبب رجوعه السريع فيبتسم الرجل مزيحا إياهما عن طريقه مشمراً عن ساعديه داخلا ًغرفة جانبية صغيرة ليخرج منها حاملا فأساً ويتجه دون إبطاء نحو( الدنكه) المتورمة والدرج المتكئ عليها ضاربا ً إياهما بالفأس كمن أصابه مس بين دهشة وهلع زوجته وصغيرته وتصرخ زوجته هامسة : ـ ـ ما بك يا أبا هناء لم تهدم الدار ؟ ـ الكنز هنا يا امرأة...! تنظر إليه كمن ينظر لفاقد عقل أهوج بألم ويأس قائلة: ـ ـ أي كنز ....يا رجل !!!! فينهرها بضيق وينهي الحوار بجملة باتره :ـ ـ أوووووه اتركيني أعمل بالله عليك . ويسقط في يد المسكينة فتجلس على أريكة تتوجع مثل صاحبتها لتتساقط دموعها بيأس في بركة دموع أمامها وهي تردد من بين النشيج : ـ ـ ذهب عقلك يا رجل أنت تهدم ما بقي لنا من مأوى . هدّم وهدّم أبو هناء حتى أحال المكان ركاما ًبعد ساعات....ولم يك هناك من أثر للكنز............... وهناك في مكان( الدنكة )كانت مجموعة من ديدان الأرض تمخر عباب الطين ضاحكة مع بعضها مستهزئة بالرجل الغارق في عرقه والجالس محدقا في الطين كالمجنون وهو يرى كومة الديدان الراقصة بإعياء ووهن وكأن صوتا ًتناهى لسمعه من أحد الديدان المتقلبة بعبث وهو يسخر من غباءه قائلا ً: ـ يا له من خرف نحن صلنا و جلنا في المكان وليس هناك سوى الطين ....العمل هو كنزك يا غبي ...لو أنك أنفقت المال الذي أنفقته في رحلتي الذهاب والعودة ووفرت جهدك لجلب مؤونة الشتاء وترميم الدار الذي هدمته فقط لكنت الآن سيد الفائزين بدل جلوسك كما أنت الآن يا ملك الفشل والغباء.. ووجم الرجل محدثا نفسه : ـ ـ لعلي جننت ...أأنا أسمع الديدان تخطب ....أتعلمني الديدان الوضيعة أن أعمل لأعيش وأنا من العقل والإدراك سيد الكائنات ....أتكون الديدان وجدت كنزها ...أوضع الكائنات وجدته دوني ...وبقي يومه كله ينقب عن الكنز في مخه مسترجعا ًللمرة الثانية آخر جملة قالها له شيخ حلمه الأبيض ....(لديك عقلك فاستخدمه يا ولدي)....ثم تحول وجومه إلى سكينه وأمل أخيرا ً...حين طرد كل أحلام اليقظة ليحل محلها أسلوب تفكير جديد ....حتى أنه حين نام تلك الليلة .......لم يعاوده الحلم ....أبدا ً.وفي صباح اليوم التالي كانت عينا الرجل تشتعل تصميما وإرادة وهو يهمس في سره ...وجدت كنزي ...خرج مسرعا إلى السوق منذ الفجر واشترى مواد بناء ليعود لداره المهدم ويبني أجمل درج لولبي تتوسطه (دنكة)محبوكة البنيان محيطا الجدار الملتف حول البيت بشغل الحصيرة الهندسي بدقة وروعه لم يعهدها هو بنفسه قبلا لتحوز إعجاب ودهشة معلمه الأسطى خلف بل وإعجاب كل أصدقاءه من الخلفات الذين عرفهم بعدها حين انهالت على عمله الطلبات متقاطرة من كل حدب وصوب لينفذ أعماله الفنية الرائعة في بيوت الصفوة وأكابر البلد ...ويمضي الزمن قليلا ليصبح العم صفاء أكبر خلفه بناء هندسي في بغداد .....وليس هذا فقط بل وحقق حلمه ألآخر حينما استلم أول دفعة كبيرة من النقود فاستورد أول آلة خراطة للحديد في بغداد وطوع الحديد لصناعة درا بزينات سلالم ابتدأها بواحد فائق الروعة لدرجه العزيز مبتكرا نقوشاً رائعة لمحيط الدنكه ليحيلها لتحفة فنية رائعة ........... وينسحب دخان الزمن عن درج لولبي يرتفع ببيت بغدادي قديم يتوسطه عمود باسق مدمج يجلس على الدرج رجل سبعيني حفرت في وجهه تجاعيد الزمن خرائط لكنها لم تخفي منظر عينيه المتوهجتين بالإصرار والى جانبه فتاة صغيرة جميلة بجدائل بنية وعيون لامعة عسلية تحشر في فمها ألكرزي الصغير حصة كبيرة من حلوى غزل البنات ينوء الكرز بكبرها .....تلتفت إلى الرجل الجالس بقربها متسائلة ..... ـ ها...... وبعد يا جدي هل عاودك الحلم ثانية ...؟ ـ كلا يا حبيبتي ..............لم أر بعدها لا الحلم ولا الشيخ الأبيض ..مرة أخرى... قد يكون قد ذهب لزيارة شخص آخر .............أما أنا.... فقد وجدت كنزي .......................... .......................................................................... ....تمت....
*الدنكة عمود اسطواني مبني بالطابوق الخلفة كبير البنائين الاسطى المسؤول عن العمل
#بان_ضياء_حبيب_الخيالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القصة خون /الجزء الأول
-
مدينة من جليد...!
-
ديرة الفرح ...موخان جغان..!
-
أناجي القمر...!
-
إنتخبوني
-
رحيل ساندريلا
-
يوميات زوجة شرقية
-
كل عيد ونحن معاً
-
مات في العراق
-
في قاع النيجر
-
نظريات عالمة جديدة/الحلقة الثالثة/وجود زنابق الماء في منطقة
...
-
نتف من قصة لؤلؤة الميناء
-
نظريات عالمه جديدة/الحلقة الثانية/لغز ارتفاع درجات الحرارة ف
...
-
نظريات عالمة جديدة...الحلقة الأولى...لماذا لون الشفق؟
المزيد.....
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|