أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبتهال بليبل - مدينة أهلها عراة وسماؤها تمطر . .














المزيد.....

مدينة أهلها عراة وسماؤها تمطر . .


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2471 - 2008 / 11 / 20 - 10:01
المحور: كتابات ساخرة
    


يعتقد أحيانا يكون الكلام كالخطيئة ، لا يمكن محو آثامها بعد ارتكابها ، لذا فلا يمكنني تبديل شيء ما ، مما اكتب هنا ...
أعجب لبعض تصرفات الأشخاص التي توحي لبعض ملامحهم ، حيث أنهم يعجزون عن تحوير جوهرها ، إنما هي محاولة لمزيد من الاقتراب من جوهرها الأصلي ..
أن ما يؤسفني حقاً ما حصل لي اليوم والأيام السابقة وأنا محاولة انتظار ابنتي وهي تخرج من المدرسة كي نعود معاً إلى منزلنا ، حيث شعرت إن الأخلاق بدأت تنزلق يوماً بعد آخر إلى بئر ضحلة ماءه ، لينعكس ذلك كله في مجالات الحياة ..
أقول ذلك وفي ذهني عشرات السطور التي كتبها كثيرون حول الأخلاق وطريقة التعامل التي بحد ذاتها تنحدر نحو العنف مؤخرا . . كم هو طريف ذلك الكائن من فصيلة الشرطة أو حراس الأمن المنتشرين في الطرقات والذي يلقب نفسه بالإنسان . . كم هو مضحك ومخز في مواقفه من عباقرته الذين استطاعوا بفكرهم تجاوز فصيلتهم ولكن جسدهم مازال عاجظا عن التحرر من قيود مهنته العنيفة ، وبالتالي ديكتاتورية ذلك الرداء الملون بالأزرق أو الأخضر والذي يتحكم في تجوله أو منع تجوله عن أخلاق البعض. . . . بعض هؤلاء ألأشخاص بعيدون عن تفهم الحماية و عالمها وعظمتها . . . أشخاص يرون في هذه المهنة ما يهدد وجود الأخلاق المكرس ! والغريب إن حامل هذه الصفة تتبدل أخلاقه حسب مزاجه وبسرعة ، لتجد نفسك فجأة في مدينة أهلها عراة وسماؤها تمطر . .
أطرف ما في هذا المشهد منظر طالبة تخرج من مدرستها ليتصورها هؤلاء عارية في المطر , بينما هي قد حرصت على أن تحمل مظلة لها ! والمظلات الخاصة هنا في بلادنا مصنوعة من الثلج في أول اشراقة للشمس عليها تذوب – حقيقة إنها للمرة الأولى أراها في هذا الزمان ، مثل أخلاق البشر لكن مقبضها من نار بحيث لا يستطيع الإنسان حملها!
. . . ارتمت نظراتي على عدد من هؤلاء الذين نصفهم بشرطة النجدة وهم واقفون أمام مدرسة ثانوية للبنات لحمايتها وفي لحظة خيل لي أنني أحيا حلما خرافيا جميلا . . . فعلى الطريق من حولي مئات من الناس . . كلهم يستمعون إلى كلمات الغزل التي تمتلئ بالعنف الماجن والاباحي ، والتي يعزفها اوركسترا جيدة كل يوم في نفس هذا المكان ومن نفس الأشخاص تقريبا أو قرنائهم . . ومجانا ! . .
هاهم بناتنا وأطفالنا الذين يتعلمون منذ الصغر الإنصات إلى روائع بيتهوفن وباخ وحقيقة ، حزنت من أجل أطفالنا الذي يفتحون عيونهم على أغاني مثل (نانسي !! ) و تآمر حسني وغيرهم ...
هنالك جرأة كبيرة وواسعة هي التي عقدت في فكر هذا الشرطي ، حيث أنه من يقرر مصير من يسير في هذه الطرقات ويعتمد هذا طبعا على طبيعة السائرين فمثلا أن حاولوا مجادلتهُ في ارتكابه لخطيئة أخلاقية آو أدبية كآن يقوم بمعاكسة طالبات المنطقة عند ذهابهن وإيابهن من المدرسة ، أو عند النظر والسكوت ، ومن الممكن أن تكون النظرة أيضا غير مقبولة من جانبهم لأنهم يعتبروها تجاوز على واجبهم ، ربما أن كنت احد هؤلاء أيها المار من أمامهم ، فقد تلتصق إليك تهمة كبيرة وربما تصل إلى مرحلة الأمن العام وقانون الإرهاب وغير ذلك ، في السماء ثلاث لوحات مرسومة . . . واحدة تمجد الاحترام وأخرى تمجد النظام . . . ومن غريب الصدف أنه أثناء تأدية الاحترام أو النظام أن سقطت من السماء قنبلة دمرت اللوحة التي تمجد الأخلاق !! . . . مزيدا من أيام العنف إلينا ولا تغضبون كثيرا لهذه الظاهرة, التي ذكرتني بحدة إني من شعب أعتاد على أن يسرقوه وحاميه .؟؟؟؟؟ حتى صار في الأخلاق ما يدهش , وما ينكأ جروحه . .
ربما لمن يهمه أمر أهالي المناطق التي تعاني من فقدان أخلاق حاميها وتعديهم على طالبات المدارس عند دخولهم أو خروجهم من والى مدارسهم ، ومن قسوة تعاملهم مع كبار السن وعدم قبولهم لأي معاتبة أو رأي أو نصيحة ، رغم إن الواحد منهم لا يتعدى عمره 18 سنة أرجو من الجهات المسؤولية أن تلتفت لهؤلاء فنحن عوائل مسالمة ولا نمتلك من يحمينا سوى التفاته من المسئولين لهؤلاء الذين كلفوا لحماية مدارس بناتنا ...



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحقيق / موظفات بين الرغبة في الدراسة والسعي الى زيادة الراتب ...
- تحقيق / شخبطة طفلكِ على جدران المنزل ...حجر أساسي في بناء شخ ...
- خنفساء (1)
- (قصائد)
- هل من تعليق إيها الكتاب العرب عن حوار أمين عام المجلس الإسلا ...
- الأرملة العراقية في الهاوية ( الجزء الثاني )
- الأرملة العراقية في الهاوية ( الجزء الأول )
- ظاهرة ضرب الزوجات ...مسؤولية الرجل والمجتمع
- رقصات مياه الصرف الصحي على أنشودة المطر
- قراءة في مدونة يوميات إنسان
- العولمة الرأسمالية
- النظر الى الخلف قليلاً
- أمهاتنا.. جداتنا
- هواجس الأم العراقية من وباء الكوليرا
- سلسلة هموم آمراة / آدم وحواء
- تحقيق / إنسانية المرآة العراقية بوجود الرجل أو فقدانهُ
- تحقيق / أبني يكره المدرسة والواجبات المدرسية
- التخلف الفكري الحلقة (3)الحنين للماضي أصبح سمة رئيسية من سما ...
- ملعونة .
- الجرح


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبتهال بليبل - مدينة أهلها عراة وسماؤها تمطر . .