موفق الرفاعي
كاتب وصحفي
(Mowaaffaq Alrefaei)
الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 06:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو ان البعض اخذ يفقد أعصابه فما عاد يحتمل الرأي الآخر، وبان على حقيقته فانكشف بعد ان افلت من يده الزمام، محاولا طيلة السنوات الخمس الماضية إطالة أمد الضغط على أعصابه وهو يمثل دور المؤمن بالحرية والديموقراطية والداعي إليها، ولم يعد يحتمل اكثر مما احتمل فخرج عن النص وترك المخرج يشد رأس شعره غيضا وغضبا .
ولقد تجاوز الأمر هذه المرة التهجم على كتّاب من قبل سياسيين، الى صحفيين ضاقوا ذرعا بزملاء لهم في المهنة طرحوا رأيا يخالف توجهاتهم فاخذوا يكيلون لهم الاتهامات طولا وعرضا، ولم يكتفوا بذلك بل كتبوا يحرضون ضدهم ويستعْدون عليهم حكومات ومؤسسات مهنية.
الغريب ان الكثير منهم عاش في بلدان تحترم حرية الرأي، بل ومنهم من يحمل جنسياتها، وهو حين هجر العراق في أزمان سابقة، فانما كان لضيق المساحة المتاحة أمامه ليقول رأيه المخالف او المعارض لما كانت تطرحه أنظمة سابقة تعاقبت على الحكم في العراق، وهم بالتالي أدباء ومثقفون وإعلاميون، معنى ذلك ان يكونوا احرص الناس على حرية الكلمة والرأي بل واحرصهم في الدفاع عمن يتعرضون الى المضايقة حتى ممن يختلفون معهم.
وما يلفت النظر ان اغلب المهاجمين لزملاء مهنتهم من الكتاب والصحفيين من الذين يتعرضون للاحتلال، هم ممن يرى في التهجم على الاحتلال مسّاً به وبـ(كرامته)، ذلك انه يرى الهجوم على المحتل وتعريته غمزا من قناته – "يكاد المريب ان يقول خذوني"- وربما كان ذلك صحيحا ما بقي في إطار الرأي، ولم يتجاوز الى ما هو ابعد من ذلك كالتحريض على الإيذاء او القتل، رغم ان الانحياز الى المحتل يعد خيانة في جميع الشرائع والقوانين والأعراف.
كان الافضل لهم ان يلوذوا بالصمت، لا ان تعلو أصواتهم، وان يحاولون تصحيح مساراتهم، لا ان يُمعنوا إيغالا بموالاة المحتل وتسويغ تنفيذ اجندته والتهجم على زملائهم الذين وقفوا منذ البداية الموقف الذي ينبغي ان يقفه كل حر من الاحتلال وفضحوا مخططاته، والاهم.. ان يعملوا على ازالة وسم الأغلال التي طوقت أعناقهم وتدلت على صدورهم (باجات) وهم ينتظرون في محطتهم الأخيرة عند خط الشروع، قبل ان يتراكضوا لاهثين وراء دخان الدبابات الأمريكية وهي تقتحم الحدود العراقية في اذار 2003، لا ان ينبروا الى مهاجمتهم علنا ومن دون حياء..!
#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)
Mowaaffaq_Alrefaei#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟