|
منطق العيب في ثقافتنا الجنسية
محمد الذهبي
الحوار المتمدن-العدد: 2470 - 2008 / 11 / 19 - 09:59
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لم ازل اتذكر طفولتي عندما شطروا مدرستي الى نصفين وكنت في النصف الذي بقي في المدرسة ولم ينقل الى الدراسة في مدرسة البنات المجاورة، ملأتني الحسرة فقد كنت منذ الصغر مندفعا نحو الاختلاط وهو اي الاختلاط ربما يحفزني على الظهور في مجتمع تزينه الورود والوجوه الجميلة ،حملت بطفولتي متسعا من الحب والعشق حد الذوبان وكان لنظراتي الساهمة تأثير كبير حد ان احدى جاراتنا في الحي قالت لي مرة (انت تمتلك عيني شيطان) .لم يدر بخلدي وانا احاول ان ارتب ملابسي لاظهر بمظهر لائق امام الفتيات الصغيرات في اليوم التالي واذا بي اتفاجأ انني من دون زملائي الذين في حلقتي بقيت في مدرسة الصبيان ولم اذهب الى مدرسة البنات. والدتي كانت قريبة مني حد ان تعرف شرودي وحتى هذياني اثناء الحمى في الليل اندهشت حين رأتني مصفر الوجه فلقد كنت ابني على الذهاب لمدرسة البنات بناء واحضر الكلمات واكتب المقاطع النثرية البسيطة.تمزقت تلك الليلة وانا افكر انني سوف لن اكون مع الفتيات هذه السنة وشعرت بكره غريب للمدرسة وحقدت على المعلمين لكن مع مرور الايام اذعنت للامر وبدأت اتكيف ثانية. ابني الصغير شطروا مدرسته الى جزأين البنات في مدرسة والصبيان في مدرسة اخرى,هؤلاء لا يجيزون اختلاط الملائكة.يطرحون وساوسهم على الاطفال الصغار ويتعاملون مع الموقف حين يضعون انفسهم بها,فهم يخشون اختلاط الملائكة ولا يخشون اختلاط الشياطين،وعودة على الموضوع اصبحت المرأة بالنسبة لي موضوعاً صعباً ومعقداً لولا سلامة موسى ونوال السعداوي لبقيت اجهل اشياء كثيرة عن المرأة ،عدة مرات تكلمت فيها عن الحدود الاسمنتية والجدران الكبيرة التي فصلت بين الجنسين لتبقى المرأة تخشى الرجل وتتمرض وتتمارض في بعض الاحيان حين يأتي رجل الى البيت ويطلب منها تحيته فهي ترتعش حيناً وتخاف حيناً آخر .لذلك ارتفعت نسبة العنوسة واصبح الشاب يتداوى بليلى عن ليلى من الهوى كما يتداوى شارب الخمر بالخمر كما حرم مجنون واصبح الحب الافلاطوني سيد الموقف وولد عقداً كثيرة للبعض. في تلك الفترة كان للحزب الشيوعي العراقي اثر كبير في اشاعة ادبيات الاختلاط بالذات في سبعينيات القرن المنصرم .وقد اشاع البعثيون في وقتها ان الشيوعيين يجتذبون الشباب عن طريق المراة .هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان الذي يدافع عن حقوق المراة ومساواتها شيوعي بنظر السلطة وكانت السلطة محقة في ذلك فقد تصدى الحزب على مر تاريخه الى قضايا المراة والدفاع عنها وكان اكثر الموجودين تفهما لقضاياها . وسياسة الحزب تجاه المراة تنبع عن معرفة دقيقة وعلم وقراءة متانية للواقع المعاش آنذاك .وقد جهد الحزب في توفير اغلب المطبوعات من كتب علم النفس والفلاسفة والدعوات التي توجه من اوربا وغيرها الكثير ممن تناول دفاع المراة المشروع عن حقها في الحيا ة والجنس .وكان لزاما على الافكار المتحررة ان تضع قضية المراة من اولويات مواجهتها مع الانظمة المتعفنة والايدلوجيات المسيطرة في تلك الفترة . لقد تعرضت المراة الى اذلال متعمد ومقصود كان وراؤه اقصاء هذه الانسانة عن واجهة الاحداث وتحجيمها باحتجابها عن الناس حتى بات من المتعذر عليها ان تفصح عن ابسط حقوقها،لقد كتمت المها ورات من العار ان تبوح به وطاردتها خناجر العشيرة لخطأ تكويني في غشاء بكارتها ،وقصة محمود مع ابنة عمه مشهورة فلقد تزوج محمود ابنة عمه واثناء الزفاف تناخى الرجال لقتل الفتاة فهي ليست باكرا ولولا تدخل بعض العقلاء والمتحررين والذهاب الى المستشفى لقتلت المسكينة ،وحين اجرى الطبيب فحوصاته اتضح ان غشاء البكارة عندها بلاستيكي وكانت الفاجعة حين خرج محمود يصرخ في وسط الناس (بس آنه ........ بلاستيكي ) وكان مصيرها الطلاق . والكثيرات دفعن ثمن عواطفهن الرقبقة حين صرحن بشعورهن لمن احببن ،سلامة موسى يقول ان من دواعي تفشي الحشيشة في مصر هو اشباع المراة اثناء العملية الجنسية فقد حرضن النساء ازواجهن على استعمالها بغية الاطالة.فالمراة في هذه العملية ليست معنية بشيء عندهم سوى انها وسيلة للمتعة . لقد عانت المراة وماتزال تعاني من هذه الناحية لان مجتمعنا جاهل جنسيا ، زيارة بسيطة لطبيب الامراض الزهرية تشعرك بالحرج امام عيون السكرتيرة والحارس وحتى الصيدلاني.بينما نجد من ضرورات الفحص الطبي ان يطمئن الانسان على جهازه التناسلي فهو اله الخصب في الديانات القديمة التي اعتقد انها اكثر تطورا من مجتمعاتنا الحالية بدليل اسماء الهتهم جلها من الاناث وعبدوا انذاك عضو المراة التناسلي على اعتبار انه رمز للخصب والولادة. الثقافة الجنسية محجمة عندنا ولانستطيع ان نجاهر ببعض الاشياء البسيطة خوفا من الرقيب . نحن حين نقول لابنائنا ان المراة شيء جميل والحب مباح نراهم يتغامزون ويصفرون ويحمرون وبالنتيجة يكون التوبيخ او الاقصاء لمن يتكلم بالمحرمات والمراة من ضمن المحرمات طبعا ،مشروع جبد ان يدخل علم النفس اولا ومن ثم نتدرج بادخال الثقافة الجنسية كمنهج تدريسي بعد ان نعالج المجتمع من بعض الرواسب الجديدة التي نغصت عيشنا وملاتنا امراضا نفسية احتجبت المراة في البيت وبقينا نحاور انفسنا بقصائد الحب .
#محمد_الذهبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اين اختفت النكتة السياسية
-
لم نكن كالطيور
-
عاهرة اتقنت اللعبة
-
خسر الرهان
-
اودونيس وفتاوى الايدلوجيات المتعنته
-
لون بابنا
-
دوار
-
ربما ينجب الصمت
-
هو
-
عين واحدة لا تكفي
-
نصوص
-
ليس من يطلب الحق ليعرفه كالذي يطلبه ليعرف به
-
بيت البنات واشياء اخرى
-
لو اعلنت الحرب
-
اقلع عني التدخين
-
توأمان
-
الغاء البطاقة التموينية واستبدالها بالنقد يرفع من حجم التضخم
...
-
يا نبعة الريحان
-
هل تذكرين?
-
سبع وسبع
المزيد.....
-
تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم
...
-
روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
-
مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا
...
-
السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
-
بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
-
إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
-
السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
-
إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ
...
-
حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات
...
-
واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|