عبدالكريم كاصد
الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 09:00
المحور:
الادب والفن
(هذه ترجمة لقصيدة ديريك والكوت عن أوباما)
من الفوضى العارمة
ينبثقُ رمزٌ واحد
نقشُ فتىً زنجيّ عند الفجر
بقبّعةٍ من قش
وبدلةِ عامل
ذلك رمزُ نبوءةٍ مستحيلة:
حشدٌ ينشطرُ نصفين كأخدودٍ يحرثهُ بغل
مفترقاً من أجل رئيسه:
حقلٌ من قطنٍ يبقّعهُ الثلج
عرضهُ أربعون فدّاناً،
وغربان لا يأبهُ لنُذُرِها الحارثُ الفتى
دون أن ينسى أبداً
أسلافهُ المتوجين بشعرٍ قطنيّ
بينما تعقد على غصن
هيئةُ البوم، مرتدية نظاراتها،
جلسة محكمةٍ تحتدم
وفي الطرف المتراجع للحقل
ثمة فزّاعة تومئ
وتضرب بأقدامها الأرض مهتاجة
الحرْثُ الصغير
يتواصل على صفحة الحقل
بخطوطه المستقيمة
إلى ما وراء الأرض التي تئنّ
والشجرة المنتصبة للإعدام
وثأر الإعصار الأسود
وما يستجدّ يحسّ به الفتى الحارث
في أعصابه،و قلبه
في عضلهِ، وأوتار جسده
حتّى تنفتح الأرض كعَلَمٍٍ
حينَ يخطط ضوءُ الفجر الحقلَ واثقاً
وتنتظر الأخاديد ما يبذرهُ الزارع
#عبدالكريم_كاصد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟