إني أغرق ياعراق !!!!!

رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 09:00
المحور: الادب والفن
    

أخيرا أنا وأنت والبحر والسماء وهذه السفينة تأخذنا للمجهول’ترى هل سنحقق الحلم ؟ هل سنعود للوطن ؟؟؟

تساءلت في داخلي هذا السؤال دون أن أنطقه رفعت’ عينيّ الى السماء الواسعة والبحر الممتد ..... النظر

لمياه البحر يخيفني فأبتعد بنظري للسماء الواسعة والبحر الممتد ..... النظر لمياه البحر يخيفني فأبتعد بنظري

للسماء أعوذ بالله ما الذي أفكر به لماذا يحتويني الخوف في المدة الأخيره ؟

وبالتحديد حين أخبرني حيدر عن عزمه بالرحيل عن العراق ! آه ياعراق ..... آه يا امي ويا أبي وإخوتي

وصديقاتي وجيراني أشتاقكم وأنا معكم !!!! كيف وأيام الغربه تباعد بيننا ؟؟؟

مضي على وداعي لكم أسبوعا وأنا أتمزق ويسكنني الوجع لكني أ’خفي مشاعري عن حيدر حتى لاينزعج

قال لي : سنبدأ حياتنا بالقرارات الثنائيه أنا وأنت ِ في بيتنا الجديد وحياتنا الجديده لايوجد قرار إنفرادي

كل قراراتنا مناقشة وإتفاق وضحكنا وإستغل ضحكتي ليقول بلا مقدمات سنسافر !

سكتت الضحكة في داخلي وتيبست شفتي ّ وكأني أريد أن أصرخ والعراق ؟

يحاول حيدر أن يخفي تلعثمه وحقيقة قراره قائلا مابه العراق ؟ سنعود في يوم ما أعدك أننا سنعود

وضعنا هنا لايحتمل لقد تزوجنا منذ أسبوع وكل مالدينا إحسانات من الأهل أنا أريد بيتا خاصا

أثاثا فاخرا . أريد حياة كريمة تعالي لنؤسس مستقبلا أفضلا لأطفالنا الذين قد نرزق بهم !!!

همست’ والعراق ؟؟؟

يحاولي تهدأتي بضحكة متسائلا مابه العراق ؟ تأكدي سنعود له محملين بالحب والأمل للمستقبل سنعود للعراق

لكننا هنا في العراق سنضيع كاملايين سنشتهي الأشياء وتحيطنا الأحلام بلا أحلام ونعيش على صدقات الأهل

والأصدقاء تابعت لكننا !!!!! لم يسمح لي بتكمله كلامي أسكتني بغبتسامته الحانية وضع يده على كتفي

بحنان وكان قراره لارجعة فيه .........سنسافر

وتردد سؤالي في داخلي ... والعراق ؟؟؟؟ لم يصل صوتي إلى مسامعه وبقى يتردد في داخلي العراق .

أعدنا كل أشياء البيت لأصحابها شاكرين لهم محبتهم .ووقفنا للوداع والغصة تحتويني والدموع تغسلني

حضنتني صديقتي ومن بين دموعها همست ياحظك ستسافرين لكنني همست لها لاأتخيل نفسي أعيش في غير

العراق !!!! ضحكت تقول والله بطرانه ما رأيك أن نتبادل إبتسمت لها وهي تغمزني إبقي أنت هنا

وسأسافر أنا مع حيدر وضحكنا ضحكه الصديقات لنجهش بالبكاء آه يا أبي العزيز كم أشتاقك


وأتذكر حلمك وإتزانك وعطفك علينا وأنت تقول لي توكلي على الله حيدر شاب ممتاز كوني بجانبه وسانديه

لاتشعريه بحزنك ووجعك .الحياة هنا صعبة إبحثوا عن طريق جديد ......

أمي آه يا أمي ( يوم ) أين أنت الأن أتشربين الشاي المتخدر وتعاتبين البنات على مواعين المطبخ

التي لم تنظف بعد وتحكين لهم عن أيام زمان ويأت والدي ويعقب على كلامك مازحا تحتجين وتضحكين

آه ياعراق أه يا أمي هل تشعرين بي الأن وأنا أقف على ظهر هذه السفينة السماء فوقي والبحر يحملني

ويحيط بي في الباخرة أنا اشعر اني وحدي هنا لأني لست مع أحد سواكم نعم أشعر أني لم أغادركم

فأصواتكم أحاديثكم ضحكاتكم حتى شجاركم كل هذا أحمله معي وأعيش به .....ما زلت يا أمي آكل

الكليجة التي صنعتها يداك وساعدتك بها الجارات أم حسين وأم عمر وأم أحمد وأم ماري وبان

أسرح للبعيد إليكم في العراق حيدر يخفف عني ويحدثني عن غد مشرق أترانا سنصل الغد ؟؟؟؟؟

على سطح الباخرة ناس كثيرون معظمهم عراقيون أتساءل ترى مالذي حملهم على مغادرة الوطن ؟

هل حقيقة أننا غادرنا العراق ؟؟؟؟؟

حيدر تعرف على مجموعة من الشباب المهندسين يتحدث معهم وأنا أقف على سطح الباخرة مياة مياة كل

ماحولي مياة ترى أيه ناحية إتجاه العراق ؟؟؟؟

العراق الذي يتمحور معناه بأنه أرض المياه ها أنا فوق المياه مياه غريبة ليست كمياه العراق

شئ ما يحدث حركة فجائية مخيفة صاخبة الناس تهرول في كل إتجاه صرخت أبحث عن حيدر

صراخ يملأ المكان ضجيج ركض الأقدام يفزعني وأنا أبحث عن حيدر ياإلهي الناس تتساقط

تقع هناك من يقفز عن سطح الباخرة وحيدر أين انت ياحيدر لاأستوعب مايحدث أصرخ فقط

أين انت ياحيدر الأطفال يخنقهم الخوف والأمهات في حالة أشبه بالجنون والإنهيار أصرخ

حيدررررررررررر أكاد أجن سمعت من يقول الباخرة تغرق لم أصدثق بدأت بالركض أبحث

عن حيدر أه هذا علي هل رأيت حيدر ؟؟؟ علي كان يرتجف يحمل بين يديه طفله بثلاثين يوما

شاركني الصراخ حتى أسمعه من لحظات كان هناك ,اشار إلى نقطة ما على السفينة أه أين أنت ياحيدر

هناك لالا بل هناك إنه في الخلف لالالا في الأمام الصراخ في كل مكان رجال نساء أطفال العراق

أجهزة وسارية الباخرة المياه تغطي كل شئ المياه المياه حيدر العراق أين حيدر أين أنت

مياه تغمر كل شئ تطفو لم أجد حيدر لم أجد شئ لم اعد أسمع شيئا صدى صرخات بدأت أهبط للأسفل

حيدر المياه حيدر إني أغرق نظرت في كل الإتجاهات لم أرى إلا العراق !!!!!!

#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات