مصطفى النجار
الحوار المتمدن-العدد: 2468 - 2008 / 11 / 17 - 05:22
المحور:
الادب والفن
فنار بعيد المنال
فنار عظيم الجمال
من بعيد ينير للعاشقين
عليه عينُُ تجول بين زفرات البحر
مسبحه بعظمة خالق البحر والسماء
طارقة قلوب المحبين من كل جانب
عارفة بخفايا المغرومين ولو تواروا
الكل مستتر خلف الفنار الكبير
حتى شجرة الشباب
منذ أن شاخت وشاخ معها مريدوها
بعد أن كانت قلبة المحبين
من يوم ما أشاعت قطرات النسيم
حتى يوم امتصت نور الفنار من العاشقين
تبدل الحال غير قبل
هيا نسقى شجرة النعيم
بخمر عمر المحبين
فلو أن فى الحياة شوقاً لافتدينا به شجرة المحبين
لم يكن كبريائى
يمنعنى من صعود فنار الذكريات
فلا أصدق شبابى الضائع فى غرفاته
ونور عينى الذى افختفى مع بزوغ شمس الصباح
صباح الكهوله
أتذكر حين جلست اتجرع الشاى فيه
أتتنى حورية بطيبها تحتويه
تبلدة خفية من شعاع جمالها الخلاب
حتى لا تظن أنى دخيل
خلت ما خلعت من الثياب
لترطب عن جسدها الوثيب
ولما رأتنى أنفضت كأنى جان مغتصبا
تبدلنا النظرات بالقلب
وتراشقنا الزفرات بالنبض
تعاهدنا الغرام بالسكون
تلامسنا من بعيد إلى بعيد
تعارفنا بعد الرحيل
ولم ندرك ما حال نفسينا
ابتسمنا لخيالات الظنون
وضحكنا ضحكة المظلوم
وعبثنا ببقايا الفنار القديم
ورسمنا طريق الحياة على جدرانه العالية
ووضعنا طحلب الحب على السلم الفولاذى
حتى نعلم به مستقبلنا!
وكتبنا بالريم قصة حب الصمت
وحفرنا سمكة الحياة بالعشق
ومحونا سواد الأيام بضوء الفنار
وكلما شقت الريح باب الفنار
صلصل بأكمله باسمينا..
بعد أن ألبسناه ثوب العفاف
وتناثر سم العنكبوت
وسقط من أدمن الغباء
فى خيوط ظلم فراقنا عن الفنار
#مصطفى_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟