|
اقتصاد جديد ... لمجتمع المعلومات
راجي عنايت
الحوار المتمدن-العدد: 2467 - 2008 / 11 / 16 - 08:43
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
اقتصاد جديد، لمجتمع المعلومات مقدمة : ما سأقوله يختلف جذريا عن كل ما نقرأه و نسمعه في مجال الإصلاح الاقتصادي . فجميع النظريات و الخبرات و التوجّهات التي يعتمد عليها علماء و رجال الاقتصاد حاليا، و التي تأسست و تراكمت على مدى ما يزيد عن قرنين من الزمان ( هي عمر عصر الصناعة )، كلّها لم تعد صالحة اليوم للتطبيق .. لا عندنا و لا عند الولايات المتحدة و لا عند الصين . و الأزمة الاقتصادية الحالية المطبقة ـ و التي كتبت عنها و حذّرت منها على مدى ما يقرب من عشرين سنة ـ لا سبيل لمواجهتها إلاّ بفهم علاقتها بعملية التحوّل الشاملة التي يمرّ بها الجنس البشري: من حياة الصناعة، إلى حياة المعلومات . حقائق أساسية : (1) الرأسمالية و الاشتراكية، هما رؤيتان مختلفتان للتعامل مع المجتمع الصناعي، و لذا فهما وجهان لعملة واحدة، هي مجتمع الصناعة . (2) و سقوط الاشتراكية كان مقدمة لسقوط مختلف أشكال اقتصاد عصر الصناعة، و سيادة نمط اقتصادي جديد، يفرضه انتقالنا من عصر الصناعة إلى عصر المعلومات . (3) في دخولنا إلى مجتمع المعلومات، لا بد من الاعتراف بأن المشاكل التي نواجهها ليست قاصرة على المجال الاقتصادي، بل تتجاوز ذلك إلى مجالات الحياة الاجتماعية و الإدارية و السياسية، و أن هذه المجالات متبادلة التأثير . و من هنا، تظهر أهمية الرؤية المستقبلية الشاملة لمجتمع المعلومات، التي تتيح لنا تصوّر مستقبل كل مجال من المجالات . * * * أصل الحكاية : لكي نفهم اقتصاد المستقبل، لا بد أن تكون لدينا القدرة على فهم جوهر اقتصاديات الماضي .. و في إيجاز شديد، دعونا نتأمّل الخطوات التالية . ـ على مدى ما يقرب من عشرة آلاف سنة، ساد مجتمع الزراعة .. ما أن تعتمد حياة السواد الأعظم من شعب ما على الزراعة، حتّى تنطبق عليه مبادئ المجتمع الزراعي الذي يعتمد على نظام اقتصادي بسيط، تعمل فيه الأسرة كوحدة إنتاجية استهلاكية متكاملة . ـ منذ ما يزيد عن قرنين من الزمان، و في أعقاب اختراع الآلة البخارية، التي أتاحت إنتاج السلع النمطية المتكررة على نطاق واسع للغاية، استوجب توزيعها و استهلاكها على نفس النطاق الواسع ـ 1 ـ للغاية .. بدأت سيادة المجتمع الصناعي، في كل دولة اعتمدت حياة الناس فيها على الصناعة .. و سقطت مبادئ حياة المجتمع الزراعي، لتحل محلها مبادئ جديدة، هي مبـادئ و عقـائد المجتمع الصناعي . ـ قد يكون من المفيد أن نشير إلى بعض مبادئ المجتمع الصناعي، باعتبار أنها كانت الأساس في إرساء النظم الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية لعصر الصناعة . المبادئ و العقائد الأساسية للمجتمع الصناعي . ( 1 ) النمطية و الجماهيرية و التوحيد القياسي، في كل شيء . ( 2 ) المركزية الشديدة، و الاعتماد على هرم تسلسل الرئاسات البيروقراطي . ( 3 ) التخصص الضيّق . ( 4 ) التركيز في كل شيء، في الإنتاج الصناعي و الخدمات المختلفة . ( 5 ) سيادة العمالة العضلية . ( 6 ) عشق الضخامة، و السعي المحموم لبلوغ النهايات العظمى . ( 7 ) ضبط الزمن، و نشوء التزامن الذي اقتضته العمليات الصناعية، و ساد حياة البشر . المأزق المثيل عندما اندفعت الثورة الصناعية، فارضة مبادئها و عقائدها، وجد المسئولون و المفكرون أنفسهم في مأزق كبير، لا يقل عن المأزق المثيل الذي نجد أنفسنا فيه حاليا، مع اختلاف الظروف . فذلك الذي حدث في بداية عصر الصناعة، جاء بعد عشرة آلاف سنة من استقرار عقائد المجتمع الزراعي، و لم تكن لدي أحد خبرة قريبة سابقة يمكن القياس عليها .. فاجتهدوا .. و كان من بين ذلك، النظريات الاقتصادية الأساسية التي نكتشف اليوم تناقضها مع الواقع الاقتصادي الراهن . لقد توزّع علم الاقتصاد خلال عصر الصناعة بين ثلاثة نماذج : أولا : نموذج الكلاسيكية الجديدة، و ينسب إلى ليون فالراس، و هو عالم اقتصادي قام بتطبيق نظام المعادلات الآنية في الميكانيكا التقليدية على مجال الاقتصاد . و هو القائل بالحرية الكاملة للسوق الرأسمالية، و أن مرجع البطالة إلى تدخل الحكومة بتنظيماتها . ثانيا : ثم النموذج الكنزي، نسبة إلى جون كينز، الذي اشتهر بنظريته الثورية حول أسباب البطالة طويلة المدى . و هو يرى أن الرأسمالية الحديثة فقدت آليات التكيّف الذاتي في الأسواق، لعدة أسباب، و من هنا كان من الضروري تدخّل الحكومة لوضع ضوابط مالية و نقدية . أما التوازن الاقتصادي العالمي والتوزيع العادل للدخول، فيترك أمره إلى المنظمات العالمية . ثالثا : النموذج الماركسي نسبة إلى كارل ماركس . فيرى أن الرأسمالية ـ من حيث المـبدأ ـ مقدّر لها الفشل، نتيجة لصراع الطبقات، و سوء توزيع الدخل بين الرأسماليين و العمال . ـ 2 ـ 4 عمليات انفصال لقد كان الاختلاف الأساسي بين هذه النماذج الثلاثة، ينبع من اختلافها في تفسير عمل الأسواق التي نشأت في عصر الصناعة نتيجة لأربع عمليات انفصال مستجدّة على حياة البشر : سوق العمل : كان وليد الانفصال بين العاملين و أصحاب العمل . سوق البضائع : كان وليد الانفصال بين المستهلكين و المنتجين . سوق المال : كان وليد الانفصال بين المدخرين و المستثمرين . أمّا عملية الانفصال الرابعة فقد كانت انفصال الإنسان عن الطبيعة، نتيجة للطريقة التي تعاملت بها الصناعة مع البيئة . ما الذي عرفناه ؟ كان ذلك هو المأزق الكبير الذي واجهه المسئولون و المفكرون في بدايات عصر الصناعة، في مواجهة التغيرات الكبرى التي سادت مختلف مجالات الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية .. فما هي طبيعة المأزق الحالي الذي نجد أنفسنا فيه ؟ . قبل أن نجيب على هذا لسؤال، يجب أن نعترف بأن الذي نحن فيه، أهون بكثير من ذلك المأزق الذي وجد فيه السابقون أنفسهم .. فنحن لدينا التالي : * معرفة دور التكنولوجيا الكبرى السائدة في إرساء نظم الحياة المختلفة .. عرفنا هذا في نموذج عصر الزراعة، ثم عرفناه ثانية في نموذج عصر الصناعة . * عرفنا بالتحديد المبادئ و العقائد التي قام عليها مجتمع الصناعة، و شاهدنا بالتصوير البطيء وقائع نشوء و تداعي تلك المبادئ و العقائد، على مدى عصر الصناعة و حتى منتصف القرن العشرين . * عرفنا أن التغيرات الكبرى ـ والتغيرات الحالية بالتحديد ـ لا تتم وفقا للأحلام و الأماني، و لا وفقا لأي مدن فاضلة نرسم معالمها، لكنّه تتم نتيجة شيوع الاعتماد على تكنولوجيات معلوماتية كبيرة جديدة ( مثل الكمبيوتر، و وسائل الاتصال المتطوّرة، و الإنسان الآلي أو الروبوت ) . هذا هو الذي عرفناه، و كان المفروض أن يؤشّر لنا بوضوح على مسار التغيير المرتقب، لكننا مع نوع تعليم عصر الصناعة الذي تلقيناه، و غياب ممارسة التفكير الناقد، و ضعف القدرة على ممارسة التفكير الابتكاري، افتقدنا الرؤية المستقبلية الشاملة، التي يمكن أن نعتمد عليها في فهم التحوّل الحالي إلى مجتمع المعلومات، و انعكاساته على مجالات حياتنا المختلفة .. و من بينها المجال الاقتصادي . و دعوني أفسح المجال في هذا لأستاذ رياضيات ياباني و مفكّر مستقبلي، التقيت به في مؤتمر دراسات مستقبلية في برشلونة، منذ عقدين تقريبا، هو الأستاذ كاورو ياماجوشي . ـ 3 ـ التحوّل التكنولوجي من الميكانيكي إلى الميكاتروني يقول كاورو ياماجوشي : التحوّل من الاعتماد على التكنولوجيا الميكانيكية خلال عصر الصناعة، إلى تكنولوجيا جديدة، هي التكنولوجيا الميكاترونية ( أي الميكانيكية ـ الإلكترونية )، فرض تصورا للاقتصاد في مجتمع المعلومات، يختلف عن التصورات التقليدية التي عرفها مجتمع الصناعة .. و لكي نفهم هذا بشكل أوضح نقول : ( 1 ) التكنولوجيا الجديدة، يحل فيها الإنتاج حسب الطلب، و إعادة تدوير المصنوعات، و الاعتماد على المعرفة .. محلّ الإنتاج على نطاق واسع، و ما ترتب عليه من تلويث للبيئة، و استنزاف للموارد الطبيعة . ( 2 ) الاقتصاد الجديد، تحل فيه المواد الخام مع البيانات و أشكال الطاقة المتنوّعة .. محلّ المواد الخام و أدوات الإنتاج و طاقة الحفريات و العمالة . ما الذي يترتّب على تحولنا من الصناعات الميكانيكية، إلى الميكاترونية ؟ : أولا : يصبح الإنتاج حسب الطلب، و وفقا له، معتمدا على المشاريع الإنتاجية الأصغر حجما، المهيّأة لسرعة الإحلال و الإبدال، نتيجة للتغيرات السريعة في الأسس التكنولوجية، و من هذا المنطلق يمكن أن نعامل أدوات الإنتاج كجانب من المواد الخام المتغيّرة . ثانيا : لأن الإنسان الآلي المبرمج إلكترونيا ( الروبوت )، و الذي هو متعدد الوظائف، سيصبح أهم أدوات الإنتاج، فإعادة برمجة عمله (أي تغيير معلوماته) تصبح من بين المدخلات الرئيسية . من هذا ، يمكن أن نعامل أدوات الإنتاج كجانب من المعلومات . ثالثا : النظام الاقتصادي الجديد يعتمد على الإدارة الذاتية و المشاركة، لذا تصبح أدوات الإنتاج و التحكّم فيها خلال العملية الإنتاجية غير ضرورية بالمرّة، لأن الإنسـان المنتج سيصبح سيد هذه الأدوات . العمال .. كمدخلات معلوماتية ! لهذه الأسباب التكنولوجية و الاجتماعية مجتمعة، لن يعود لأدوات الإنتاج دورها القديم كعنصر أساسي من عناصر الإنتاج، و من المحتمل أن يتحوّل صراع القوّة الحالي مع مالكي أدوات الإنتاج، إلى صراع مع مالكي المعلومات، و الذين يتحكّمون فيها، كما يحتمل ظهور طبقة جديدة من حائزي المعلومات كطبقة مسيطرة .. و هذا يعني أن ملكية المعلومات و المعارف ستصبح مصدرا جديدا للقوّة ـ 4 ـ و الثروة، كما كانت ملكية أدوات الإنتاج و رأس المال في الاقتصاد الرأسمالي الصناعي . عندما يتحوّل البشر إلى مورّدين للعمل العقلي، يتم التعامل مع العمل باعتباره إحدى المدخلات المعلوماتية .. و بمعنى أدقّ : لن يصبح العمال في ظل النظام الاقتصادي الجديد، ملحقا لأدوات الإنتاج، بل يصبحون مالكين لوحدات إنتاج، و أسيادا لأنفسهم، لأوّل مرّة في التاريخ . من الذي يتحكّم ؟ .. إذا ما كانت الخدمات و المعلومات هما الإنتاج السائد في مجتمع المعلومات، فيمكننا أن نستخلص أعلى كفاءة إنتاجية منهما، بترك المنتجين يديرون بأنفسهم عمليات الإنتاج، فلن يكون هناك دافعا لهم على إنتاج الخدمات و المعلومات بكفاءة سوى دوافعهم الخاصة و من ثم : تصبح الإدارة الذاتية، أكثر التنظيمات كفاءة للوحدات الإنتاجية .. على شكل تعاونيات عمالية، و جمعيات تعاونية، و أعمال صغيرة، من خلال القطاع الثالث (غير الخاص و غير العام مثل قطاع الإنتاج من أجل الاستهلاك الشخصي) . خصائص المعلومات ما هي خصائص المعلومات، من حيث تميّزها عن البضائع و الخدمات ؟ . البضائع : عملية إنتاجها يمكن أن تنفصل عن عملية استهلاكها و استثمارها، و على ذلك فالبضائع يمكن أن تخضع للمبادلة ـ و الانفراد بحيازتها ـ و للاستهلاك و التراكم . و تراكم البضائع يصبح بالتبعية مصدرا أساسيا بالنسبة لمالكيها . هذه القابلية للتراكم، مع الملكية الخاصّة، أرستا قواعد الاقتصاد الرأسمالي . الخدمات : إنتاجها لا ينفصل عن استهلاكها، لذا، يمكن الانفراد باستخدامها، لكنها لا تتراكم . ( الذي يجمع بين البضائع و الخدمات إمكان الانفراد باستخدامهما ) . المعلومـات : يمكن أن ينفصل إنتاجها عن استهلاكها ( و من ثم يمكن أن تخضع للملكية الخاصّة ) . و المعلومات يمكن أن تتراكم ( لتصبح معارف )، و بهذا يمكن للمعرفة أن تصبح مصدرا جديدا للثروة .. و مع ذلك المعلومات و المعارف لا يمكن الانفراد باستخدامها، عن طريق من يستهلكها أو يشتريها . و لكي نميّز بين خصائص المعلومات و خصائص البضائع و الخدمات نقول : • بائع المعلومات يمكن أن يواصل استخدامها بعد بيعها، و هذا يعني أن المعلومات يستحيل أن تنتقل نهائيا من منتجها إلى شاريها . ـ 5 ـ • من الممكن استنساخ المعلومات بشكل حرّ، و بذلك يصبح الذي يشتريها هو مستهلكها، و منتج نسخها في نفس الوقت .( تكلفة النسخ هامشية ) . • المعلومات ما أن يتم إنتاجها، حتّى يصبح من الممكن تقاسمها دون تكلفة إضافية . كما أن تكلفة الوصول إلى المعلومات تتناقص باستمرار مع تزايد عدد الأفراد المتشاركون فيها . • الخاصية الرئيسية للمعلومات، و التي تميزها عن البضائع و الخدمات هي : المشاركة، مع تناقص متوسّط التكلفة . بضائع و خدمات معلوماتية خاصية المشاركة، ستجعل من الصعب تناول المعلومات كسلعة، مثل البضائع و الخدمات في اقتصاد السوق الرأسمالية .. لأنّها تفقد الخاصية الأساسية للسلعة و هي : القابلية للانفراد بالاستخدام . و هذا يعني أن خاصية المشاركة تقود إلى هدم أساس نظام الاقتصاد الرأسمالي، الذي يقوم على الملكية الخاصّة . أضف إلى ذلك أن البضائع و الخدمات التي كانت الإنتاج السائد للتكنولوجيا الميكانيكية، ستصبح أيضا وثيقة الصلة بالمعلومات .. و هكذا تتحوّل البضائع و الخدمات، إلى بضائع معلوماتية، و خدمات معلوماتية . بين " الحيازة " .. و " الملكية الخاصّة " من المعروف أن تبادل البضائع هو في جوهره تبادل حق التفرّد بالاستخدام، أي تبادل الملكية . لذا كان من الضروري أن تنشأ الملكية الخاصّة من أجل ضمان و تأكيد عملية التبادل، و أن تصبح الملكية الخاصّة أساسا قانونيا للحضارة الصناعية . و يرى بعض المفكرين المستقبليين أنه كما قامت الحضارة الصناعية على مضمون الملكية الخاصّة في مقابل الملكية الجماعية، سيقوم مجتمع المعلومات على مضمون "الحيازة" . و لكن، بماذا تختلف " الملكية الخاصّة " عن" الحيازة " ؟ الملكية الخاصّة، تشير إلى الحقّ المطلق لوضع اليد على أملاك، عبر المكان و الزمان (مثال ذلك امتلاك شركة في دولة أجنبية حيث لا نعيش، و أن نتحكّم فيها حتى بعد وفاتنا من خلال ما نوصي به) . أمّا الحيازة ، فتشير إلى الحقّ الخاص بالتصرّف في الممتلكات، فقط لألئك الذين هم في حالة إدارة حقيقية لها، و من ثم الذين يشاركون فيها . و بكلمات أخرى، الحيازة هـي ملكية خاصّة محكومة بزمن و مكان معينين .. أي هنا و الآن فقط . ـ 6 ـ المبادئ الثلاثة للحيازة المبدأ الأوّل : الحيازة الأوتوماتيكية لوحدة الإنتاج في زمن المشاركة . و هذا يعني أنه عندما ينضم العاملون المشاركون إلى المؤسسة الإنتاجية، يصبحون بشكل آلي حائزين لهذه الوحدة الإنتاجية، و يشاركون في الإدارة الذاتية بشكل ديموقراطي . و من ثم لا يمكن فصل عامل مشارك رغم إرادته . المبدأ الثاني : إنتهاء الحيازة أوتوماتيكيا بمجرّد ترك العمل . و بداهة، يتم فقدان الحيازة عند الوفاة . المبدأ الثالث : حيازة الوحدات الإنتاجية كبيئة طبيعية، و ملاذ، و موطن . فكل فرد في اقتصاد مجتمع المعلومات يحق له أن يخلق ـ أو يبحث بحرّية ـ عن أنسب ملاذ أو بيئة طبيعية، في إطار الحيازة . لكن، من غير المسموح لأي فرد أن يكتسب منافع اقتصادية، لمجرّد الحيـازة في حد ذاتها . و من ثم، ليس من الممكن للعامل المشارك أن يحصل على منافع اقتصادية، إلاّ من خلال الإنتاج، و صافي التدفقات ( أي بالاستهلاك و استثمار البضائع ) .. و لكن، ليس عن طريق تبادل ملكية الأسهم، أو تبادل وحدات الإنتاج ذاتها . * * * كلام غريب ! .. كلام غريب و جديد .. أعرف، و لكنّه حقيقي و مفيد ! .. و إذا كنت تجد صعوبة في تقبّل ذلك الجديد، فعليك أن تهيئ نفسك للتعامل مع ما هو مماثل عندما نفكّر في مستقبل : ـ الحكم و الممارسة السياسية . ـ الإعلام . ـ التعليم . ـ الإدارة . ـ الأسرة . ـ القيم و الأخلاق . و في جميع هذه الحالات، سنحتاج أساسا إلى : ـ 7 ـ * رؤية مستفبلية للجنس البشري . * رؤية مستقبلية لمصر بالتحديد ( اعتمادا على تحديد خريطتها الحضارية الراهنة ) . * استراتيجية عامّة لإعادة البناء . * استرايجيات نوعية، و خطط طويلة وقصيرة المدى ، تضبط إيقاع عمليات إعادة البناء في كل مجال، و الانسجام الضروري بينها . * * * كلمة أخيرة ليس هناك من سبيل آخر أيسر أو أقصر، إذا انتوينا أن نتجاوز التخلّف الذي نتخبّط فيه حاليا، و نلحق بركب التطوّر الذي يتيح لنا أن نعبر أبواب عصر المعلومات .. و لا تصدّقوا من يقول لكم غير هذا . لقد تخلّفنا عن اللحاق بركب عصر الصناعة، لأننا كنَا نخضع لاستعمار في صميم بنية المجتمع الصناعي .. تخلّفنا رغما عنّا في الماضي .. فهل نتخلّف اليوم ثانية بإرادتنا ؟! . راجي عنايت نوفمبر2008 renayat@ hotmail.com
ـ 8 ـ
الاقتصــاد بين الزراعة، و الصناعة، و المعلومات مجتمع الزراعــة مجتمع الصناعــة مجتمع المعلومــات رأس المــال الأرض : ملموســـة، محدّدة الاستخدام آلات و خدمـات : ملموســـة ، محدّدة الاستخدام المعلومــات : رمـــزية، غير محــدّدة النقــود محسوسة: ســـلع، أو معــادن رمزية محسوسة: ورقـــية رمزية إلكترونية : بطاقـــات الائتمـــان الإنتـاج قطعة بقطعـة حسب الطلـب على نطاق واسع لسلع نمطية متكرّرة متنوّع وفقا للطلب بنفس التكلفة تنظيــم العمــل تنظيم البشر و المعلومات محدود، و محلّي مؤسّسـات بيروقراطية مركزية، هرمية مؤسّسات مرنة ، لامركـــزية ، متنوّعة الأشكال راجي عنايت
ـ 9 ـ
#راجي_عنايت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خواطر و أفكار ..
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|