أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - سِكّير في نفق ...














المزيد.....

سِكّير في نفق ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2467 - 2008 / 11 / 16 - 05:48
المحور: الادب والفن
    



اُحُبُ الانفاقَ
اشعرُ فيها بسكـِينة ْ
وبتعذيب ٍ حلو ٍ أو مُر ٍ للذاتْ !
نفق يمر من فوقه قطار خائبْ
بـِدَوّي ٍ ناحبْ
نفق مهمل كطفولتي
تنمو فيه الاعشاب كيفما اتفق !
كيُتمي
النفق صامت اغلب الوقت
والصمتُ شفة مجروحة !
وراء النفق اشعة ُ شمس عليلة
وغيوم تتدحرج كالنسوة !
سُحُب ٌ كالحوريات ...
ريح باردة خفيفة كالعُري
وانا اقف هنا
وماذا يعني لو هناك !
بعيدا عن الارض
والناس والآلهة والسماء ...
وحدي
عليّ شحوب حاناتْ !
وغـُبرة انكساراتْ !
عليّ ملامح حرب خاسرة ْ!
أبدا ً خاسرة ْ
جلدُ وجهي اصفرٌ كامد
مع حُبَيْبات الشباب الذاوي اعني الشيخوخة !
منذ اشهر لم اخلعْها
بذلتي الجميلة التي غدت متربة ً
بذلة اخرج بها وانام بها
آتي الى هنا الى منفى المنفى
كلّ يوم
نفق وصمت واشعة شمس بعيدة
وسحابات سماء ترباء
مطعونة بالزرقة
واعشاب مُهانة بالغياب
اقف وحدي أقصد معها
سعيد بوجودي
لحيتي باكتظاظ شيب تالف !
وعيناي ذابلتان بالسهاد والاهمال
لا احد لي سوى زجاجة نبيذ
تقف معي على الارضية
كأنها حارسي اللعوب
او كأنها اُمي التي ستفارقني كعادتها !
اتناولها بين حين وآخر
واعود اضعها على الأرض
بوقار وامتنان
ادخن بشراهة
اتذكرهم
وجه زوجتي النبيل
واولادي الصغار
في بيت أخضر زاه ٍ بعيد
في حقل النور
ها هم يلعبون بالكرة قبالتي
معهم كلب جميل
يتراكضون ، يتلاهثون
أسوَد ْ ...
ينطفئ المشهد بلون أسوَد ْ .
يمر قطار من بعيد
امي هناك تطهو بلا طعام !
وأنا اشعر بوحشة طفل ٍ على سُلـّم
بوحشة مرَضيّة !
استمع فجأة الى صفير كالنواح
لايزال يقتص مني بالذكرى
بغيابها الكوني المفاجيء !
يوم غادرتني بوجهها الأسيف
وهي وراء نافذة قطار الموت البطيىء
ثم ينطفيء او يذوب
اسوَدْ
ينطفئ المشهد بلون عباءتها
أسوَدْ
امتص سيجارتي بشراهة
اعود لزجاجتي
أضعها على الأرض بملوكية
اعود لأتذكر
كنت اجلس على كرسي اسود اللون
كنت اضع راسي على الطاولة
ابكي لاشهر لسنوات
على شيء ما مفقود
لا ادري اين هو !!!!!
لا ادري للآن !
تمر زوجتي تراني اعاقب نفسي
بانحناءة رأسي
على حافة الطاولة الصلدة
حتى يتورم في كل مساء جبيني !
أسوَد ....
ينطفي المشهد بلون منبر الحداد
مرة اخرى تتدافع الصور المريرة
تزحف كأفاع ٍ سامة ناعمة
عاد الصفير - النواح
ونوبات وحشتي المرَضيّة
الصراخ ُ الليلي تجاوزَ اسوارَ الليل
الصراخ عمّ النهارات
اضطرب البيت
قالت هي اخرج الآن
هيا اخرج من عشك !
اسوَد ..
الشوارع سوداء
سماء كوبنهاغن عتمى
والكون غبار دامس ........
جحرة في غابة
وراء بيت مخيف باهت الانوار ليلا
هناك ظللتُ فيها ابكي بفرح
اجهش بسعادة
انوح لأشفى من قيح
من اورام عصور هتيكة !
اسوَد ... أسوَد ... اسوَد
آه ... مَرّ النهار
الزجاجة قاربت على الانتهاء
الصمت بئر عميق
الشمس مستشفى خال ٍ
القطار بلا فحم ولا عجلات !
النفق سانت هيلانه !
وأنا الميت في الخامس من آيار *
بعد ذلك العِز غدوت كلبا شريدا
وانزويت في ذل ...
الشوارع تنينات نائمة
النفق نواح ناعم لقاطرة تحت التراب
اشعر بالخوف
اسوَد .. كُحْلي ... قطـَراني
بعد حين
كان هناك ليل
كانت خطاي تترامى على الطريق
ريح باردة في وجهي
ومصابيح في يـُتم ٍ تهتز
طريق العودة الى غرفتي
يترنح بي
غرفة مثل زنزانة ستدفن عاري !
غرفة كصندوق
يكفي لسرير واحد فحسب
غرفتي اصغر تابوت في كوبنهاغن
هناك سالقي بجثتي
وحيدا
كما انا في كل يوم
اسوَد
اسوَد
انه كتابٌ كبير
باوراق بيضاء
اقرأ فيه كلّ يوم ٍ سواد َ كلّ يوم
بحثا عن كلمة حُب
اسوَد ..
اتقلب على السرير
مثل كيس من احجار واشواك واتربة
لازاد كي آكل
لاشراب لطعم فم ٍ مُر
معدتي منذ فارقتني -" اُمي"- خاوية
الماضي يشبعني بل يسقيني
من عطر امومتها وعباءتها بالاسوَد !
اقرا الاوراقَ البيضاء
بحثا عن كلمة حُب
بيضاء سوداء سوداء بيضاء ...
فجاءة ويتراخى الكتاب
على رأسي
اغفو
وينطفئ كل شيء
بعد حين
ينطفئ كل شيء
اسوَد
اسوَد عبر جميع السنوات
وعلى مر الدهور
اسوَد
أسوَد
اسوَد
اسوَد

********

* كُتبتْ شمال كوبنهاغن في 30 سبتمبر 2008 .
* موت نابليون بونابرت منفيا في جزيرة سانت هيلانة - 5/5/1821 .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هه شاعرة !!! ...
- قصيدة الى - أبو حالوب - !!!
- قصيدة ضد - الدين - !!! .
- لولا الفتاوى لما زادت معاصينا !!!
- قصيدة مهداة الى أدونيس !!!
- نعم بغداد بالوثبات ِ جودي ...
- الشاعرُ العراقي ...
- هل سيقود ادونيس حركة تحررية ضد التطرف الديني ؟!
- بغداد الكآس ، بغداد أبو نؤآس ...
- وقوفا - المسيح يصلب من جديد -...
- قصيدة الى الأعداء...
- اوفيليا الخائنة ...
- - قسما ً بنهدِكِ والقميص ِ الأحمر ِ -
- معايدة لأهل إلِعْمايِم !
- معايدة لأهل ِ إلِعْمايِم !
- سلِمَ العراق وتسلم الزوراء ُ
- قصيدة إيمانية ولكن !!!
- العراق الأمير ...
- يافهد في النَكبات قم ...
- إعتذار الى امرأة عراقية ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - سِكّير في نفق ...