أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها عبد الكريم - أزمة الكهرباء الوطنية ومزنة الانتخابات ..!‏














المزيد.....


أزمة الكهرباء الوطنية ومزنة الانتخابات ..!‏


مها عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 2466 - 2008 / 11 / 15 - 03:20
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ شهر تقريبا , صار السؤال اليومي المعتاد الذي نطرحه في بداية لقاءنا أنا ومجموعة من ‏زميلات العمل عن حال الكهرباء في اليوم والليلة الماضية فيأتي الجواب مشفوعا بفرح واضح ‏وعلى إشكال مختلفة ولكن بمضمون واحد مثل ( لا أحسن هواية !! ) او (ما انقطعت غير ساعة ‏وحدة بس !! ) أو ( الكهرباء بقت للصبح !!) مع ملاحظة أن الحديث السابق يدور بصوت خافت ‏وكأننا نخشى أن يسمعنا احد فيغير رأيه او تصاب الكهرباء الوطنية بعين الحسد !! ‏
بكل تأكيد أن تحسن الكهرباء خلال الفترة الماضية أدى إلى اختفاء صوت المولدات البيتية ودخانها ‏الخانق واختفت معها معاناة البحث اليومي عن وقود لها وما يرافقه من ارتفاع في أسعار البنزين أو ‏اختفائه وشحته بسبب الأزمات –هذا أذا تجاهلنا مشاكل مولدات المناطق السكنية الكبيرة -, ومع هذا ‏لا أجد أحدا من الفرحين باستمرار التيار الكهربائي مطمئن أن هذا التحسن سيستمر لفترة طويلة بل ‏أن أكثرهم يشعر بقلق مسبق استعدادا لفترة عودة الانقطاعات المستمرة وما سيرافقها من ارتفاع ‏سريع في أسعار البنزين وربما شحه إضافة إلى وضع المولدات نفسه بعد هذه ( الكسلة) وهل ستتمرد ‏على هذا الإهمال الطويل لها (!!) بامتناعها عن العمل مما يعيد النشاط والحيوية لمحلات تصليح ‏المولدات التي ازدهر عملها واغتنى أصحابها وصار الحديث معهم يوزن بالمثاقيل !‏

خلال أشهر الصيف الماضي تصدى عدد لا بأس به من الكتّاب لكتابة عشرات المقالات حول ‏انقطاع التيار الكهربائي وما أصاب الناس خلال أشهر الصيف الملتهبة من جراء الانقطاع المستمر ‏للكهرباء وما رافق ذلك من معاناة وصلت حدها دون أي استجابة من قبل الحكومة أو تحسن خلال ‏تلك الفترة , ولهذا يفهم الكثير منا أن التحسن الحالي لم يأتي استجابة إلى الأصوات التي بحت وهي ‏تنادي بتحسين الكهرباء أنما نتيجة لتغير الجو خلال الشهر الماضي وهذه الأيام وما تبعه من استغناء ‏عن أجهزة التكييف والتبريد ومبردات الهواء والماء وغيرها من الأجهزة, وان عودتنا لزمن ‏الانقطاعات مرهون بأمرين وبحسب ما يجري من أحاديث , الأول هو ازدياد برودة الجو أكثر وما ‏سيرافقه من تشغيل لأجهزة التدفئة في مناطق تواجد الدوائر الحكومية الأولى وفي بيوت وقصور ‏مسؤولي الدولة وبقية القائمة المعروفة , والثاني يرجع أسباب تحسن الكهرباء إلى انتخابات أعضاء ‏مجالس المحافظات التي يتوقع أن تجري في نهاية شهر كانون الثاني من العام القادم وان استمرار ‏التيار الكهربائي في هذه الفترة إنما هو "حركة مدارة" لإقناع الناس للتوجه لصناديق الاقتراع ‏وانتخاب مرشحي الكتل والتيارات السياسية الموجودة ألان على الساحة وبعد الاطمئنان إلى وصول ‏هؤلاء المرشحين إلى الأماكن المطلوبة سيرجع الظلام ليعم ويرتفع صوت نعيق المولدات الكهربائية ‏وعندها لن ينفع الناس لا ندم ولا حسرة ولا مائة مقال يجلد من قام بقطع الكهرباء بعد فترة النعيم هذه ‏‏!‏
في الانتخابات البرلمانية الماضية كان مرشحو الكتل السياسية يظهرون على شاشة التلفزيون ‏ويقومون بتقديم شرح مختصر عن نضالهم وانجازاتهم السياسية السابقة وما ينون تحقيقه من ‏انجازات عظيمة للشعب العراقي والعراق فيما لو تم انتخابهم وحصلوا او كتلهم على مقاعد في ‏البرلمان وأكيد أن معظمنا يذكر كيف حول هؤلاء المرشحين بوعودهم الطنانة ( الهور مرق ‏والقصب جفاجير ) ووعدونا بأعمار العراق وبغداد في فترة أشهر قليلة وتغيير الواقع الاجتماعي ‏والمعيشي وتوفير فرص عمل للشباب و و و ..لكننا لم نسمع ولا من مرشح واحد أو كتلة أي وعود ‏أو حتى إشارة إلى موضوع انقطاع الكهرباء وتحسينها او معالجة مشكلتها جذريا مع أن وضعها في ‏تلك الفترة كان كما هو ألان أو أسوء !, وقد لا يبدو غريبا عدم انتباه الناس لهذه النقطة وإعطاءها ‏الأهمية المطلوبة وذلك لانشغال العراق في تلك الفترة بقضايا أكثر أهمية وإلحاح , ولا ندري هل أن ‏هذه الملاحظة هي دليل على صدق من انتخبناهم أم مؤشر واضح لمقدار ما يستطيعون انجازه حقا !! ‏‏.. ومع هذا لا يستبعد ان يكون حل مشكلة الكهرباء على رأس قائمة وعود مرشحي مجالس ‏المحافظات في الحملة الدعائية القادمة عما قريب هذا لانتهاء قضايا كانت في وقتها أهم , وبما أن ‏معظم الناس سيبقون يتأملون أن تتحقق هذه الوعود حتى مع شكهم بصدق من أطلقها لذا ليس من ‏المستبعد ابدآ أن يفوز من يعد الناس بحل مشكلة الكهرباء خصوصا أن القانون الأخلاقي الذي يحتم ‏على المرشح الفائز أن يتنحى عن منصبه في حالة عدم وفائه بوعوده غير موجود عند معظمهم ‏إضافة إلى عدم وجود قانون فعلي مطبق يحاسب لنفس السبب, وان ورقة الاستقالة التي يوقعها ‏مرشحي بعض الكتل لكتلهم قبل صعود أسمائهم للترشيح ليس الغرض منها ضمان أخلاص ‏المرشح لناخبيه إنما للكتلة السياسية التي أوصلته للمنصب !, وهذا يعني ان الناس العاديين سيبقون ‏وحدهم يدفعون ثمن ثقتهم..‏
يقال أن احد الظرفاء أراد أن يعطي لابنته الصغيرة شيئا قابلا للكسر فقام بضربها أولا ثم أعطاها ‏ذلك الشيء فسألوه لماذا فعلت ذلك فقال : وماذا سينفعني ضربها بعد أن تكسره ! ‏

لذا علينا ألان وفي هذه الفترة بالذات ونحن نتمتع بنعيم الكهرباء الوطنية المستمرة دون انقطاع وبينما ‏تنشغل الكتل السياسية في التحضير للانتخابات القادمة محاولة كسب أصوات اكبر عدد ممكن من ‏الناخبين , علينا ان نطرح سؤال نطالب الإطراف الحكومية المعنية وكافة الكتل السياسية ‏ومرشحيها بضرورة تقديم جواب واضح وصريح له وهو: هل أن تحسن الكهرباء هذا هو بداية ‏تحسن دائمي مطرد سيؤدي إلى حل مشكلة الكهرباء التي عانينا منها لسنوات طويلة بشكل جذري ‏ونهائي أم إنها حالة مؤقتة مرتبطة بتحسن الجو خلال هذه الفترة ومرور" مزنة" الانتخابات ‏المباركة فوقنا ؟؟!!‏



#مها_عبد_الكريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى رئة بغداد لم تسلم ....!!‏
- سجل الزوار ..-قصة قصيرة-
- احتجاج
- انتظريني..
- انتظريني ..
- وسط شعب تخلى عن وطنيته , مستقبل العراق على كتف متسول محتال و ...
- على ضفة الانتظار ..على حافة الانتحار !
- الحُجب
- فصل جديد في قضية مستمرة
- (تخيلها حدثت هكذا !!)مسرحية من فصل واحد
- ربع النفط للشعب !!
- بشهادة الصف الاول الابتدائي .. تزدهر الامم !!
- مقارنة مقلوبة ..!!
- صفية السهيل بين ( بي نظير ) وشعب بلا نظير في الاستخفاف والتح ...
- سموم وثلوث يهدد اطفال العراق


المزيد.....




- بعد سنوات من السطوة.. تحرير المركز الوطني للفنون البصرية في ...
- مصر.. إصابة الفنان أحمد السقا أثناء تصوير مسلسل
- صراخ ودماء وتلاعب بالعقول.. أدوات تخويف الجمهور في أفلام الر ...
- منصة الأوسكار تتهاوى.. هل انتهى عصر جائزة السينما الأشهر؟
- قراءة تحليلية ونقدية في(رواية – يناديها روح) للروائية / نه ...
- قراءة أدبية تحليلية في:المجموعة القصصية (حصار وضرب نار) لل ...
- الموسيقي عماد جريرة هو ضيف حكايتي مع السويد
- للمرة الأولى.. ترامب سيعترف باللغة الإنجليزية لغة رسمية للول ...
- -ذا قول من يلوي على الهرج بهروج-.. تنوع أغراض الشعر النبطي
- إسكات التاريخ.. القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مها عبد الكريم - أزمة الكهرباء الوطنية ومزنة الانتخابات ..!‏