أحمد الخنبوبي
الحوار المتمدن-العدد: 2465 - 2008 / 11 / 14 - 07:22
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لقد مر على تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ما يزيد عن سبع سنوات ، رغم قصر المدة إلا أن المغرب عاش خلالها تغيرات كثيرة على مختلف الأصعدة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية . كما أن الحركة الأمازيغية شهدت تطورات هامة خلال هذه المدة، فقد تمثلت أهم الأحداث في و الوقائع ما بعد تأسيس المعهد في:
-صدور تقرير خمسون سنة بعد الاستقلال.
-صدور توصيات هيئة الإنصاف و المصالحة.
-الأحداث الإرهابية التي شهدتها الدار البيضاء في 16 ماي 2003.
-تأسيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي
-اعتقالات في صفوف مناضلي الحركة الأمازيغية.
-حصول احتجاجات شعبية في عدد من المناطق(صفرو ،اٍفني،تينغير...).
-إحداث مؤسسات عمومية موازية(المجلس الأعلى للسمعي البصري،المجلس الأعلى للتعليم...)
-اٍقتراح المغرب تطبيق الحكم الذاتي بالصحراء.
- مقاطعة المغاربة للانتخابات التشريعية....
-
وبالتالي يمكن القول بأن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية جاء في ظرفية عرف فيها المغرب مستجدات كثيرة ،مما جعل تجربة المعهد تدخل في هذا المخاض الذي شهده و يشهده الحقل المغربي،فالنسبة لحصيلة المعهد و مساهمته في الدفاع عن الحقوق الأساسية للأمازيغ سنجد صعوبة في تحديد ذلك لأن المعهد الملكي لا يتوفر على ناطق رسمي باٍسمه ويغيب عن التواصل الجيد المباشر و حتى غير المباشر مع المتعاطين مع الفعل الأمازيغي عامة بالمغرب.إلا أنه يمكن أن أقول آن عمل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية طيلة هذه السنوات تميز بنوع من التذبذب فالتصريحات القليلة لبعض المسؤولين عن المؤسسة تفيد حينا بأن المعهد مؤسسة أكاديمية محضة تابعة للقصر الملكي و تعنى بالبحث العلمي، وفي حين أخر تقول تصريحاتهم بأن المعهد مؤسسة وسيطة بين الحركة الأمازيغية و المؤسسة الملكية.إلا أن الملاحظ هو أن المعهد لم يقم بالشيء الكثير في كلا الجانبين ،حيث يبقى إسهامه العلمي و الثقافي متواضعا حتى مقارنة ببعض المراكز الثقافية الأجنبية هذا اٍذا أخذنا بعين الاعتبار ميزانيته الضخمة جدا .كما أن المعهد لم يفعل شيئا فيما يخص الوساطة التي يتحدث عنها مسئولوه، فقد منعت في هذه الفترة الأسماء الأمازيغية و منع الحزب الأمازيغي، و منعت الجمعيات الأمازيغية من أنشطتها، و تعطلت وعود القناة الأمازيغية ، واستمر الإعلام و القضاء و الإدارة في إقصاء الأمازيغية.هكذا إذن تبدو في نظري حصيلة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية منذ تأسيسه متواضعة و لم تحقق الشيء الكثير.و هذا الإحباط الأمازيغي اٍن صح التعبير في نظري يحتاج إلى قرارات جديدة كضخ دماء جديدة في مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية و إعادة النظر في أهدافه و طرق اشتغاله،و كذا إلى قرارات ثورية من المؤسسة الملكية لترسيم الأمازيغية كلغة رسمية في الدستور المغربي.
#أحمد_الخنبوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟