أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام أبو شهلا - عرفات، لو ينهض..!!














المزيد.....

عرفات، لو ينهض..!!


هشام أبو شهلا

الحوار المتمدن-العدد: 2465 - 2008 / 11 / 14 - 07:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


على أصداء الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد ياسر عرفات، تبدو فلسطين أبعد ما تكون عنّا، فبعد أربع سنواتٍ عجاف، لم يبقَ للقضية غصن زيتون أو بندقية ثائر، وأصبحت الدولة الفلسطينية حلماً يغادرنا، أو نغادره، رغماً عنّا.

لا شك أنه لم تكتمل قط نبوءة فلسطينية بالقدر الذي جسده عرفات في شخصه، وأن كل فلسطيني لامس شيئاً من إحساس اليتم بفقدانه، ولكن هذا لا يبرر بأي حالٍ من الأحوال، حالة الضياع التي يعيشها الشعب الفلسطيني الموزّع بين سجنين، على أقل تقدير.

قال محمود درويش، ذات لقاء "لا أريد عرفاتاً آخر، ولكن، أريد أن أرى عرفات، وقد رفض الغياب"، وتستحضرنا هنا مدى الحاجة للحفاظ على القيم الفلسطينية، التي حملها ياسر عرفات على كتفه في مسيرة كفاح طويلة ناهزت نصف القرن من تاريخ هذه القضية.

وكي لا تصبح هذه القيم عرفاتيةً فقط، بالمعنى الزمني للكلمة، فإننا بحاجة إلى إعادة ترتيب المشاريع الفصائلية المختلفة، على أساس تناقض جوهري ووحيد مع الاحتلال الإسرائيلي، فهذا هو التناقض الوحيد الذي يحتاج حلاً جذرياً وراديكالياً، وهذا هو ميدان الحسم بالنسبة لقضية الكينونة الفلسطينية.

كذلك علينا أن ندرك أن البشر ليسوا نسخاً كربونية، حتى وان حملوا قضية واحدة، أو فكراً واحداً، فالاختلاف طبيعة بشرية، لها أن تكون سلاحاً مدمراً - كما جسدنا للأسف نحن هذا النموذج دون تردّد - أو قاعدة راسخة لبناء مصالح مشتركة تحقق الصالح العام، وهذا الأمر الثاني هو الذي نحتاجه ثقافةً وفكراً، قبل الحاجة إليه كممارسة، أو كأمر واقع يفرضه تعثّر المشاريع الفصائلية المختلفة.

إن بناء ثقافة وطنية مدنية، هي المدخل الأصح لإعادة قطار الوحدة الوطنية الفلسطينية إلى سكته الأولى، نظراً لكون المصالح المشتركة قاعدة قابلة للاهتزاز بل والانهيار، في ظل العوامل الدولية والإقليمية المحيطة.

هذه الثقافة يجب أن تبنى على أساس إعادة تصحيح المفاهيم المغلوطة، وإحياء نعرة الكل على حساب البعض الذي يمثله الفصيل. أو بكلمات أخرى، إعادة تعزيز كل ما يجمعنا كفلسطينيين – وهو كثير - من قضية عادلة، وعلم واحد، وتراث مشترك.

وهذا الأمر الذي جسده ياسر عرفات، الذي جمع تحت ظل كوفيته الشامخة أطراف هذا الشعب المعذب، من يمينه إلى يساره، منذ الرصاصة الأولى، وحتى أعتاب الدولة، على قلب رجل واحد.

علينا أن نتذكر، جميعاً، أن ما أتى بصورة عرفات إلى جدران مؤسسات الدولة العتيدة، ليس زعامته للفصيل الأول، وقيادته لأم البدايات فقط، بقدر قدرته الفائقة على التعالي على كل المتناقضات الصغيرة، والتماهي مع اسم فلسطين، كقضية وثورة، وكشعب ودولة.

لقد تمكن عرفات، من أن يمحو ما هو أبعد من الفارق اللفظي، بين غصن الزيتون، وبندقية الثائر، في معجزة من معجزات الرسل، كما حقق نبوءته في العودة إلى أرض الميعاد، كما كان يقول دوماً على أعتاب كل معركة.. "إلى فلسطين"، فهل نكمل نحن الحلم.. "حتى القدس"؟

سيّدي.. يداكَ، وأرض الميعاد.. أينَنا منهم؟ وأينَنا عنْهم؟



#هشام_أبو_شهلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقارب الفرنسي السوري.. والمدخل اللبناني
- إلى الحاضر ملء الغياب.. محمود درويش
- عن العدالة.. والتنمية
- دلال.. كأنها نائمة
- الإتحاد من أجل ساركوزي !! ..
- وحيداً في وطني ..


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام أبو شهلا - عرفات، لو ينهض..!!