شاطئان يحتضنانه .. الغربة والمساء .. الموجة وبرميل الزبالة. شاطئ خلفي يعكس قاع المدينة, وأمامي يعشعش بأفراح البحارة وطقوسهم .. للرجل شاطئان: ساعد زوجته و رأس صديقته ..
ينجذب بطن النورس صوب المرأة , صوب بطن السفن المهربة إلى قبرص وأثينا. لا شيء في هذا البحر إلاّ زجاجات الفانتا والكوكا كولا, ومايوهات النساء المخرومة , وأشعة غريبة يصعب تحديد ماهيتها .
انتهت القصة
********************
شارع مدينتنا
قصة قصيرة جداً
محمد عبد الرحمن يونس
يلتفّ كالافعوان محاصراً الحيّ .. يتقمّص شبابة ويدغدغ باطن فخذ البناية الشرقية... له استطالات فرعية تحاط ببراميل القمامة وسراويل النساء الممزقة . منذ ألف عام وهو يركع للقمر والشمس وأفخاذ النساء , والنجوم التي تأفل كل صباح. تعوّد أن ينام فاتحاً فخذيه للريح والمطر ودواليب السيارات التي تعوّدت التشفيط كل مساء ساعة تخرج نساؤه إلى مشوار المساء وهنّ يقدنّ كلابهنّ الرشيقة صوب نوادي الستربتيز والسينما والمسرح الوطني .. لا شكل ولا لون له إلاّ أنّ أهم ما يميّزه بقع صفراء تغطي رصيفه، وعجائز يفترشنه وهنّ يلكنّ العلك الأجنبي الأسود.. ورجال سمر الوجوه يجلسون على مقاعد خشبيّة، ويلعبون النرد، والمنقلة والكارتة.. ويتأمّلون ويفحّون كلّما مرّت النساء اللواتي تعوّدن الاهتزاز من المؤخرّة والوسط حينما يشاهدن هذا القطيع البرّي . وأطفال بانت أعضاؤهم التناسليّة وهم يرسمون وروداً صفراء على جدران منازله وحوانيته .
انتهت القصة