أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علاء نايف الجبارين - وثيقة الاستقلال الإستراتيجية الضائعة














المزيد.....

وثيقة الاستقلال الإستراتيجية الضائعة


علاء نايف الجبارين

الحوار المتمدن-العدد: 2465 - 2008 / 11 / 14 - 05:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


يحيى الفلسطينيين الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقبل أشهر ودعوا شاعر الأرض والإنسان محمود درويش، حينها تحدثنا عن علاقته بوثيقة الاستقلال،وفي هذا الشهر أيضا نحن على موعد الذكرى العشرين لإعلان الاستقلال، الغائب عن أجندتنا في أصعب مراحل نضال الشعب الفلسطيني.

جاءت وثيقة الاستقلال كنتيجة لمخاض عسير مرت به القضية الفلسطينية،بعد انطلاق الثورة رفضت القيادة الفلسطينية قرارات الأمم المتحدة على أساس إجحافها بالحقوق الفلسطينية، ولكن التجارب التي مرت بها بدأ من اتفاقيات السلام المصرية الاسرائيلة مرورا بحرب بيروت حتى جاءت الانتفاضة الأولى التي أوجبت على القيادة الفلسطينية وضع برنامج يمكن من خلاله استثمار ذلك الانتصار الذي تحقق، ووضع إستراتيجية فلسطينية يخاطب العالم بناء عليها، وكانت البداية الاعتراف بقرارات الشرعية التي كفلت بعض الحقوق للشعب الفلسطيني، وطالما طالب العالم منظمة التحرير الاعتراف بها حتى يمكنهم التعامل معها.

هذه الوقائع والرغبة ببناء دولة فلسطينية ديمقراطية تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، ألهمت القيادة في وضع أسس تلك الدولة وتعاملاتها مع النظام الدولي، وأعطت الراحل محمود درويش طرفا من خيوط الشمس يشكل منها بيان الاستقلال، لتحصل على إجماع فلسطيني يعلنه بكل فخر الرئيس الراحل ياسر عرفات
وضعت وثيقة الاستقلال إسرائيل في حجر الزاوية وألقت الكرة في ملعبها، التي طالما رفضت الاعتراف بالشعب الفلسطيني، وبمنظمة التحرير لأنها لا تعترف بحق إسرائيل بالوجود ولكنها اضطرت في النهاية إلى الجلوس مع الوفد الفلسطيني الذي تمسك بوثيقة الاستقلال كأساس للتفاوض مع إسرائيل في واشنطن
لكن حدث ما هو غير متوقع، ووضعت وثيقة الاستقلال جانبا، واستمرت الأوضاع في التدهور حتى وصلنا إلى اخطر أنواع الضعف الفلسطيني المتمثل بالانقسام
حكومة في الضفة وأخرى في غزة، كلاهما لا يعترف بالأخر، والشعب يقدم قرابين الصراع مرة هنا ومرة هناك، وكلاهما يريد البقاء باسم الشعب ومن اجل الشعب، منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، يمتلك برنامجا سياسيا اجتماعيا اقتصاديا مبني على وثيقة الاستقلال التي كما ذكرنا مهملة تحتاج إلى من يخرجها من قمقمها، وعملية التفاوض عسيرة لا تقدم ما يمكن الإشادة به، والكل ينتظر بالرئيس الأمريكي للتحرك، ولكن مسؤولياته الأخرى تعتبر أهم بالنسبة إليه، والمقاومة في وضع لا تحسد عليه، وأصبحت عبئا على الناس بدلا من أن تحتويهم بمفاهيمها وأخلاقياتها

في المقابل حركة حماس تناور بدون بوصلة، ولا تمتلك أي برامج يمكن الاعتماد عليها، دول إقليمية تتحكم بها وتسيرها وفق مصالحها، وتعيش في تناقضات ستنهكها في نهاية الأمر، وأفشلت الحوار الذي راهن عليه الكثيرين
إذن المشكلة لا تكمن في الوثيقة كاستراتجيية، لكنها لم تعطى الفرصة لإثبات ذاتها، ولأنها تمثل خطرا على سياسات المحتل فقد عمل على طيها وعدم الاعتراف بها كأساس للتفاوض، وللأسف استطاع المحتل أن يسيرنا في متاهاته
الأمور معقدة والتناقضات تنهش من جسد القضية، والمرحلة تحتاج إلى وقفة جادة من جميع الإطراف بدون استثناء
وعلى قيادة السلطة الوطنية تفعيل وثيقة الاستقلال من خلال إعادة تبنيها وترسيخ مفاهيمها بين الأجيال الفلسطينية، وكذلك حركة حماس المتخبطة، ونتساءل هنا كيف تقبل بهدنة تمتد لعشرات السنين تبقي الأوضاع كما هي بدون دولة فلسطينية يحفظ بها كرامة الإنسان. ولا تقبل بالشرعية الدولية التي تعطي الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، ونضيف هنا بأن النظام الدولي في حراك دائم وإمكانية تغير موازين القوة متاحة
الجماهير الفلسطينية الطرف الأهم في هذه المعادلة مطلوب منها الكثير للضغط على صناع القرار لحثهم على تبني وثيقة الاستقلال كمرجعية لأي سلوك مقاوم أو مفاوض، ويكون ذلك من خلال:

أولا: قراءة الوثيقة، واطلاع الأجيال السابقة التي عاصرت الأحداث الشباب على مضمون الوثيقة وأهميتها خاصة وإنها حازت على موافقة أغلبية الشعب الفلسطيني

ثانيا: تنظيم الندوات و ورشات العمل للخروج باليات لتفعيل وثيقة الاستقلال

ثالثا: استغلال الذكرى العشرين لإعلان الاستقلال لتنظيم التظاهرات التي ترفع فيها الأعلام الفلسطينية فقط وتوزيع بنود وثيقة الاستقلال على المحتشدين

رابعا: مطالبة مؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها في هذا المجال، وعدم اقتصار نشاطاتها على مواضيع ليست ذات أهمية، وهنا لن أبالغ حين أقول أن الجهة الوحيدة التي تهتم بترويج وثيقة الاستقلال، هي المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية احد مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، الذي نجح في الوصول إلى اكبر قطاع من الجماهير، وانتصبت الوثيقة في ابرز ميادين وساحات فلسطين، بفعل جهود هذه المؤسسة، ولكن يد واحدة لا تصفق وهذا الجهد يجب أن يعزز من قبل الجهات الرسمية التي يعنيها مستقبل الشعب الفلسطيني



#علاء_نايف_الجبارين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمارة غزة ترحب بضيوفها الكرام
- هوس اوباما
- دروس رياضية للسياسة الفلسطينية
- حوار القاهرة من سينتصر
- الدولة ثنائية القومية خيار فلسطيني
- وثيقة الاستقلال وصية درويش
- نصر الله انتصار بطعم الهزيمة
- رصاصة رابين برأس اولمرت؟
- أي استفتاء أيها السادة
- المناورات الاسرائيلة بين العصا والجزرة
- انتصر الجميع وهزمت غزة
- حريه الراي في فلسطين الى اين
- الصراع على السلطة
- من سيحكم غزة
- غزستان
- مناضلو فلسطين الشيوعين
- الرئيس في ضيافتنا
- إلى قمر هذه السطور
- وداعا فرنسا
- الجزيره الناطقه باسم الشعوب


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علاء نايف الجبارين - وثيقة الاستقلال الإستراتيجية الضائعة