أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الفيتوري - بوسعدية قاب قوسين أو أدنى من حكم العالم














المزيد.....

بوسعدية قاب قوسين أو أدنى من حكم العالم


أحمد الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2480 - 2008 / 11 / 29 - 07:13
المحور: كتابات ساخرة
    


تابعت في سنين العمر الأولي قضية الزنوج في أمريكا التي كما لو كانت زرائب العبيد في حي الصابري في مدينة بنغازي حيث أقطن، وكان مارتن لوثر كينج كما بوسعدية الزنجي الذي تلفع العظام وعلب الصفيح الفارغة ويدق طبله في عيد الزنوج في حيهم زرائب العبيد ، هذا الـ بوسعدية الذي يجعلنا نمسك نحن الأطفال كل منا ظهر الآخر مغمضي العيون نردد :
وين حوش بوسعدية
ما زال لاقدام شوية .
هكذا كانت قضية الزنوج في الولايات المتحدة الأمريكية قضية شبابي الأول ، وكأن حريتهم قوت يومي وأفق عالمي ؛ أمريكا بعد الحرب الثانية قائدة العالم وأمريكا مجتمع إنساني لا مثيل له في تاريخ البشرية ،من هذين كانت تعشش هذه القضية في صدور قاطني الكرة الأرضية حتى زرائب العبيد في حي الصابري.
لذا كان القس مارتن لوثر كينج كما نبي عصري يلهج بما في صدور الناس كافة ، ولم يكن بعيدا عنا كان الترانزيستور قد تكفل باختصار الطريق . ووقتها كما كان النبي أسود كان الشيطان أسود؛ تشومبي عميل الاستعمار من غدر بباتريس لومومبا الثائر الأفريقي، لقد كانت نهضة العالم من بوتقة سوداء .
هذا في سنين العمر الأولي ولم يمر عن ذلك الكثير؛ بين العقد السادس في القرن العشرين والعقد الأول في القرن الواحد والعشرين سنوات قليلة، كي يظهر مارتن لوثر كينج ليس كقائد لحركة الزنوج في أمريكا قائدة العالم فحسب، ولكن كإمكانية مضطردة لقيادة العالم من خلال منصب رئيس للولايات المتحدة ذاتها، التي اغتالت القس الزنجي بالأمس القريب واليوم تنقاد لحفيده اوباما .
فأي تغير عظيم حدث في العالم .
كنا كأطفال في حينا نتقبل أن يكون رسول فرحنا بوسعدية الزنجي الذي نبحث عن بيته في لعبتنا تلك ، كأننا نبحث عن بيت كنز الفرح . لكن للكبار نظرة أخرى ليس أقلها أن الزنوج يكنون بالعبيد ازدراء كما يُكن الغبي بأنه ربع دماغ كما عبد أسود.
كانت ثقافة أهلنا عنصرية الطابع كما كانت طفولتنا خلو من تلكم الثقافة لذا أحببنا دنقة العبيد، طبل الزنوج بوق فرحنا.
وفي شبابي الأول كان هذا الطبل بوق الحرية. لقد كان زنوج أمريكا تلك اللحظة يعيدون صياغة العالم دون أن ندرى، ولم يكن ذلك يتسنى لهم في غير العالم الجديد أندلس عصرنا أي الولايات المتحدة الأمريكية المجتمع الإنساني الجديد؛ مجتمع قوس قزح .
ما طرا من تغير ليس ما طرا لقطة علي صفيح ساخن، هو أعظم لأنه في نخاع عظم العالم، وكل التغضن الذي نرى علي وجه هيلاري كلينتون هو نتاج الدهشة من أن الشعب الأمريكي قد تجاوز تابو اللون والجنس معا ، وأن كونها امرأة ثم بيضاء لا يكفيان لترجيح الكفة .
لذا كانت ارتباكاتها مما جعلها تغترف من معين الدن القديم في مواجهتها مع اوباما، ولعل هذا بالذات مما يساهم في هزيمتها: أنها لم تعي المتغيرات التي ترفعها كشعار لحملتها الانتخابية.
وأن نجاح أوباما حتى الساعة صدقيته ووعيه بهكذا متغيرات.
إن الدرس الرئيس أن ما حدث في العالم قد حدث في فترة وجيزة وظرف زمان ساخن، لذا لا بد من وعى في نفس المستوى وفعل لا يستكين لمرجعية أفقدها المحك مصدقيتها.
اوباما ابن لهكذا وعى وأيقونة لهكذا تغير.
فالمجتمع الأمريكي الذي يقود العالم منذ عقود يمتلك قدرة اختزالية للزمن ؛ وفي مقدوره في فترة وجيزة أن يحدث نقلات نوعية ليس بمستطاع المجتمعات ذات الثقافة والتاريخ القديمين أن تفعلها. لأن تلك المجتمعات تنتمي لماضي البشرية ويثقلها تاريخها في ذلك .
إن مارتن لوثر الجد الروحي لاوباما؛ لم يظن لبرهة أن القس الزنجي قد افتدى بروحه ودمه تحولا يشبه الأسطورة : الأسطورة تصوغ ما مضى في لحظة شعرية راهنة لذا هي روح المستقبل .
اوباما أيقونة لن تغير السياسية الأمريكية ذات المؤسسات المحافظة حيث من طبيعة الدول الكبرى المحافظة كما الإنسان في كبره وجبروته،لكن هذه الأيقونة هي ساسة التغيير ذاتها، لقد فتح الباب علي مصراعيه.
وإذا كان لا أحد توقع هزيمة ماركس فكذلك لا أحد توقع نجاح مارتن لوثر كينج ، لكن الأول كان من الطوباوويين الذين يساهمون في نجاح الثاني الذي هو من الواقعيين الذين ينزلون طوباوية الأول من السماء إلي الأرض .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مارتن لوثر كنج جونيور Martin Luther King JR . ولد في 15 يناير عام 1929 - و توفى في 14 أبريل 1968). زعيم أمريكي من أصول أفرقية ، قس وناشط سياسي إنساني، من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد بني جلدته، في عام 1964 م حصل على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من يحوز عليها. اغتيل في الرابع من أبريل عام 1968، ويعد يوم الاثنين الثالث من كل شهر يناير (تقريبا موعد ولادته) عطلة رسمية في الولايات المتحدة الأمريكية اعتبر مارتن لوثر كنج من أهم الشخصيات التي دعت إلى الحريه وحقوق الأنسان.



#أحمد_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يومياتي قبل اغلاق المنتدي الاذاعي
- مكتبة قورينا .. قهوة تيكا
- بورتريه آسيا
- صدق أو ..
- مقبرة الأفاعي
- بورتريه الغرابلي
- ذكريات سجين سياسي ليبي
- أفيون الإيمان
- من وجد أخذ .. النفط×البترول
- السوسي
- .. وليس لي .. ما ليس لي..
- عاشور الطويبى شعرية الصمت والسكون !
- • رجب الماجري:الشعر أن يبوح المرء بنفسه .
- فرج العربي : الحداثة الشعرية التي تطاردها الأشباح !
- أطالب بحق إصدار صحيفة خاصة ومستقلة
- • يوميات
- • درنة غرام لا يمكن اعتزاله!
- ليال بورتا بينيتو
- بيتزا أحمد الفيتوري
- أنت كذبي


المزيد.....




- -أرسيف- تعلن ترتيب الجامعات العربية حسب معامل التأثير والاست ...
- “قناة ATV والفجر“ مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس الحلقة 168 ...
- مستوطنة إسرائيلية: قصف غزة موسيقى تطرب أذني
- “وأخير بعد غياب أسبوعين” عودة عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- من هو الفنان المصري الراحل حسن يوسف؟
- الليلادي .. المؤسس عثمان ح168 الموسم 3 على قناة atv وعلى الم ...
- أوليفيا رودريغو تستعيد اللحظة -المرعبة- عندما سقطت في حفرة ع ...
- الأديب الإيطالي باولو فاليزيو.. عن رواية -مملكة الألم- وأشعا ...
- سوريا.. من الأحياء القديمة إلى فنون الطب الصيني
- وفاة الفنان المصري حسن يوسف


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الفيتوري - بوسعدية قاب قوسين أو أدنى من حكم العالم