أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اديب طالب - اوباما ديمقراطي قوي















المزيد.....

اوباما ديمقراطي قوي


اديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2464 - 2008 / 11 / 13 - 03:55
المحور: كتابات ساخرة
    


أميركا ديموقراطية قوية.. عفواً من القبائل!
القومجيون، بما عندهم من نزوع عنصري، الإسلاميون المتطرفون، بما عندهم من عنف مكبوت أو ظاهر قاتل، مناهضوا العولمة، بما عندهم من طوباوية، أخفت عن عيونهم ان العولمة مفيدة للغرب المتقدم والعالم النامي معاً... كل هذه القبائل، تعتقد جازمة أن أميركا دولة استعمارية، وأن الشعب الأميركي، شعب عنصري.
أوباما من سود أميركا ـ وهم أقلية ـ واسم أبيه حسين وجذوره من كينيا، وفي النهاية هو منتج أميركي صرف، أوباما رئيس بأصوات ثلثي الأميركيين ذاك الشعب العنصري الأبيض وبنسبة 65% مشاركة انتخابية فاعلة، ذلك الثلثان قالا نعم ـ حقيقية ـ لهذا الأسود الكيني، لهذا الرئيس الأميركي الأول من أصل افريقي!
هذه الحقيقة الناصعة البياض، هل تغير ما اعتقدته تلك القبائل؟ والتي اختزنت في وعيها الثقافي اقتران العبودية بالسواد.
هل؟ الغرب وأميركا على رأسه، عقلاني لانه يقرأ الواقع جيدا ويرسم خطط الحاضر والمستقبل على أساسه، ولا يتماهى مع الماضي بحنين مرضي أعمى.
أوباما زعيم غربي بغض النظر عن جذور ابيه وجدته، وسيخرج سريعاً من زهو الانتصار الى باحة الواقع المعقد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ولن يغتر بكلمتي (منحبك ومنحترمك) اللتان قالهما له شعبه، لانه يعرف ان عيون شعبه مفتوحة وبسعة الفضائيات والاذاعات والصحف على النقد، وأفواه ذاك الشعب أيضاً مفتوحة على الآخر والذات بالرقابة والاعتراض، ويقول بوعي جمعي وبصوت عالٍ «نعم» في محلها، و«لا» في محلها. على القبائل التي سبق ذكرها ان تعي وتتعلم هذه الحقيقة جيداً، بعيداً عن العداء الأعمى، وبذاك الوعي والتعلم نكشف ما يرسمه لحاضرنا ومستقبلنا السيد أوباما أو أي أوباما غربي آخر.
ثمة أسئلة جيدة ستطرحها تلك القبائل. هل تشفع ديموقراطية الأميركيين لهم لمجرد انتخابهم أوباما الديموقراطي؟ أو نغفر لهم «جرائم» رئيسهم السابق بوش؟
هل الديموقراطية حكر على الأميركان والآخرون لهم الجحيم؟
هل سيدافع أوباما الديموقراطي عن حق الشعوب المستبدة ـ بفتح الباء ـ في الحرية والديموقراطية فعلاً لا تنطعا وتسرعا وأخطاء كما فعل الرئيس بوش؟؟
هل يستطيع رجل العالم الجديد أن يجعل العالم ونحن وشرق أوسطنا وأرض «عروبتنا» أكثر أمناً وأقل ظلماً وأقرب للسلامة وأبعد عن الحروب؟
ثمة سؤالان جيدان ومقلقان الاول: اليست القبائل عصية على التغيير لانها تراه نفياً للوجود وهي ترغب في البقاء في حضن الماضي؟ والثاني: الا تشكل تلك القبائل بجمودها العقلي عقبة في وجه الأحياء القابلين بالتغير كشرط لحياة باقية لان سمتها التغيير؟
مؤكداً ان جورج دبليو بوش قد فشل في تحقيق العالم المنشود الذي هدف له.
هل يعني فشل بوش ان إسقاط نظام صدام حسين وإعدامه وإسقاط نظام طالبان وتشريد ابن لادن والملا عمر والظواهري دون الوصول الى نتائج نهائية في الحرب على الإرهاب هل يعني ان تلك الأمة لم تكن عادلة؟ هل بقاء التطرف في أفغانستان وإيران والعراق وكوريا الشمالية وروسيا البيضاء وكازاخستان هو العدل التاريخي؟
هل هذا ما تريده القبائل؟
هل فشل بوش تماماً في مكافحته الإرهاب ـ الساعي الى السلطة المطلقة بقميص ايديولوجي وسيف مجرم مجنون؟ وعل وسعه بدل القضاء عليه؟ أم أن رفع الأحجار ونبش الجحور حيث يفرخ ويعشش الإرهاب بداية لمحاولة القضاء عليه؟
أليس كشف الجريمة ـ مهما كان مكلفاً ومرعباً هو أقرب الطرق للوصول الى العدالة وهو الشرط اللازم لعدم تكرارها؟
لماذا نعادي أميركا الديموقراطية القوية بدل ان نتعلم منها؟
هل نقدر على هذا التعلم ونحن لا نتقن إلا البراعة في الصراخ في السخرية من أميركا وشتم رؤسائها ونعتهم بالجهل والغباء ونحن نعرف ان هذه الصفات الذميمة ثابتة على أغلب حكامنا؟
أوباما رئيس أميركي ديموقراطي قوة ـ اصبحت هذه حقيقة تاريخية ـ ومحطة لانتظار الحرية... حسناً هل تحقق هذا مجاناً أم ان وراءه وفي التاريخ الحديث والقديم ان الغرب قد دفع ثمناً لذلك دفع ثمناً باهظاً جداً دفع حياة أكثر من مئة مليون انسان في معاركه ضد الاستبداد الديني والسياسي والنازي والفاشستي والشيوعي عبر خمسة قرون. نحن ماذا دفعنا؟ الا تجري دماء الاستبدادين المذكورين في عرقنا وتحتلان فضاءاتنا وأحلامنا وقصص أطفالنا؟
الا يردد البعض منا ـ ان لم نقل أغلبنا ـ ان الله سخر الآخرين لخدمتنا طالما انه منحنا الايمان والجنة ومنحهم الكفر وجهنم؟
أوباما رئيس ديموقراطي قوي، بقوة الرأي العام الانتخابي الأميركي وبمباركة المزاج العالمي العام، وبتوظيف جيدة لقوة العرق والمال والدين والتقاليد الديموقراطية الراسخة في العقل الغربي. أميركا ديموقراطية قوية لانها فوق العنصرية وبلد الفرص المتساوية أمام الكفوئين والقادرين والصابرين ذوي الإرادة الحديدية.
هل سيخيّب أوباما آمال الأميركيين وآمال القبائل عندنا؟
عند الأميركيين، قد لا تخيب لانهم سيعملون معاً ومعه لتحقيقه وخاصة او أوباما صعد الى البيت الأبيض بطاقة انتخابية عالية تزوده بقوة وبصلاحيات لم يحصل عليها سوى ريغان الذي بفضلها أسس مشهداً سياسياً تحكم به الجمهوريون ثمان وعشرين عاماً.
عند القبائل.. عندنا، غالباً ما تخيب الآمال لاننا سنلقي على الرجل أحلامنا دون ان نفعل شيئاً لتحقيقها.
الغريب المؤلم والمحزن ان القبائل عاجزة عن شق عصا الطاعة على استبداد حكامها في الوقت الذي ترفع فيه على المقاومة ضد الغرب العنصري وتسعى جاهدة لان تكون المقاومة محور جهدها وغاية جهادها، وتكاد هذه القبائل ان تعتقد انها هي التي اسقطت ماكين ورفعت أوباما عبر مقاومتها تلك ولو عرض هذا (الخبل) على ناخبي أوباما لسقط مع ماكين ولنجح ابن لادن رئيساً للعالم وليس لأميركا فقط... هزلت.
أوباما ديموقراطي قوي وانتخابه ليس معجزة تاريخية. قال في 4-11-2008 «ديفد براذر» الحاصل على جائزة بوليتزر والمحلل السياسي الكبير في الصحافة الأميركية: «لو ان بوش كان سيتنافس في الانتخابات للمرة الثالثة لكان خسر أمام فيدل كاسترو» بوش لم يترشح ثالثة ومن سوء حظ ماكين انهما زميلان في انتسابهما للحزب الجمهوري.
قال محلل سياسي مشهور، تخصص في التهجم على كل الحكام العرب والعجم عدا صدام قال قبل انتخاب أوباما بيوم واحد: «كفى كبيرة مدوية، كفى احتلالاً كفى اغتصاباً كفى استيطاناً كفى قتلاً كفى استهتاراً بالشرعية الدولية كفى تعطيلاً لعمليات السلام كفى عدواناً على الجيران» أقول له: المهدي المنتظر هو القادر فقط على تحقيق ما تريد تلك الكفى المباركة المكررة ـ بتاعك ـ ان من يملأ الدنيا صراخاً لا يفعل شيئاً إلا الصراخ والصامتون هم الفاعلون دائماً. من المؤكد ان المحلل المذكور قائد عظيم وكاتب مفوه عندنا، عند القبائل!!
ان انتخاب أوباما رئيساً قد يخفف من كره القبائل لأميركا وعلى تلك القبائل ان تكتشف ان هذه الأميركا ليست خائفة أو متراجعة أو مرتبكة أو متهورة كما وصفت وأملت.
جاء أوباما الديموقراطي وأبعد المحافظون الجدد ـ ديموقراطياً ـ وبقوة الرأي العام الأميركي والعالمي والسؤال من ستهجو القبائل؟ أم ان عدداً من الهجائين سيحالون على المعاش؟ ام انهم سيتغيرون؟
جاء أوباما الديموقراطي القوي ومعه القدرة على إعطاء أفكار الفرنسي جان جاك روسو عن العقد الاجتماعي مصداقية أكثر وتوازناً أكثر عدلاً في التعامل مع الأقليات المختلفة الألوان.
كل ما أتمناه ان تدقق القبائل في رسالة مانديلا الى أوباما والتي جاء فيها: ان انتصارك أظهر ان أي شخص في أي مكان في العالم يجب ان لا يخاف من الحلم بتغيير العالم وجعله مكاناً أفضل.
()معارض سوري



#اديب_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغارة الامريكية- البوكمالية السكرية
- لبنان آخر الموقعين على سلام مع اسرائيل
- حزب الله : دولة ولاية الفقيه مؤجلة ودولة لبنان راهنة الوجوب
- حزب الله بين مطرقة اسرائيل وسندان المفاوضات والحشود
- الاسد يغادر الارهاب الى الارهاب وبالارهاب
- الحشود العسكرية السورية تقتل بغلا من بغال التهريب
- الاسد يتقلب على حزب الله
- حصة الاسد في الحرب المقبلة
- استقرار لبنان حجر الاساس في اي سلام دوليي
- سوريا ولبنان بين حربين، باردة وساخنة
- ضبط فلتان الاعلام له ما وراءه
- المعلم : ديبلوماسي ، محنك ، مسوف ، طريف
- رؤية السوريين في الاشهر الست القادمة
- افتراق نجاد - الاسد وعودة الاحتلال السوري
- أولمرت – الأسد ، ساركوزي ، عدوان للحرية بينهما منافق !!!!!
- سبع اشارات لاقتراق سوري ايراني
- المفاوضات السورية الاسرائيلية.استراتيجية وجدية
- المفاوضات السورية الاسرائيلية............... عسى خيرا !!!
- هل يدعو الاسد اولمرت الى القمة
- (كول) واخواتها


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اديب طالب - اوباما ديمقراطي قوي