كريم عبد مطلك
الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 04:28
المحور:
كتابات ساخرة
بعد سماعها خبر عقد وزارة التجارة مؤتمراً تحت شعار(المصارحة طريقنا للنجاح) في فندق المنصور ميليا بتاريخ 2008/10/15 دعتني جارتنا الطيبة (أم محمد) لاحتساء قدح من شاي (الغصّة) التموينية(السيلاني) المستبدلة علامته التجارية والمحلىّ بالسكر (المفصص) المتسربة نوعياته الجيدة من مخازن الوزارة الى أسواق جميلة أسوة بباقي (أخواته) من مفردات هذه (الغصّة) سائلة إياي “ هل صارحت الوزارة الحاضرين في هذا المؤتمر؟ أجبتها:
لقد افادت مراصدنا المتقدمة أن السيد الوزير ولدى دفاعه عن عدم التزام وزارته بتوفير مفردات البطاقة التموينية وتسرب كميات كبيرة من هذه المواد الى الاسواق التجارية وتوزيع التالف منها على المواطنين قال: إن الوزارة لديها معلومات لا تستطيع كشفها للاعلاميين ولا للمواطنين!!، فقاطعتني الحاجة (أم محمد) ضاحكة بقولها وبلهجة بغدادية محبوبة ( داده لعد وين الصراحة؟!) وأضافت معلّقة” هذا كمن تحدث قائلاً: حدثني عكرمة ان رسول الله(ص) قال: خلتان لا تجتمعان في مؤمن ثم سكت، فقيل له: ماهما؟ قال: نسي عكرمة واحدة ونسيت أنا الأخرى!! ثم عادت جارتي تسألني متلهفة لسماع باقي وقائع المؤتمر: وبعد ماذا أفادت مراصدكم؟ قلت: افادت بأن المكتب الاعلامي للوزارة قد وزع (هدايا) عبارة عن حقائب على بعض الاعلاميين!! فتعالت ضحكات (أم محمد) وقالت متهكمة: “ إي العدهه حبايب تشبع حقايب” وأردفت متسائلة ويبدو ان الحديث قد أعجبها: وماذا افادت مراصدكم بعد” قلت: افادت بأن الوزارة وبعد انتهاء المؤتمر دعت الحاضرين الى وليمة أعدتها لهم وكان لحماية السيد الوزير النصيب الأوفر فقد وضعوا في سياراتهم كميات كبيرة منها وأخذوها (سفري)، وما أن أكملت كلامي حتى وجدت جارتي الطيبة غارقة في ضحكها ثم هتفت بعد أن لفّت طرف عباءتها على يدها ملوحة بها: “تحيا المصارحة يعيش المصارحون”.
#كريم_عبد_مطلك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟