|
لوكانت الأسماء بفلوس، ماذا كان سيكون أسم المعاهدة؟
صائب خليل
الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 09:32
المحور:
كتابات ساخرة
منذ إنتفاخ بطن الحكومة بالوليد غير الشرعي الذي جرت عملية "خلقه" في الظلام، بعيداً عن الناس و"المأذون الشرعي"، والبلاد في حيرة من أمرها! فقد حان "شهر" الولادة ومضى والجنين ثابت لايتزحزح. وفي كل يوم تأت "القابلة المأذونة" تبشر بأن الطفل بخير وسلام وصحة وعافية وأنه سيجلب لأهله الخير والمطر ويطرد الشر، وتبشر بقرب الولادة وأن بناءه قد اكتمل ولم يعد هناك عن ولادته الميمونة سوى بضعة "طلقات" صغيرة وأنه قادم لامحالة هذا المساء. وينتظر الناس الولادة كل مساء وقد أعد البعض افواههم للهلاهل، بينما ينتظر البعض الآخر معرفة شكله ليحزر من هو أبوه. لكن الطفل يأبى أن يخرج، مخيباً أمل المهلهلين ومثيراً فضول المشككين اكثر فأكثر.
ويبدو أن الوالدة المسكينة بدأت تدرك شيئاً فشيئاً أن هذا الطفل سيكون لعنة عليها وأن في ولادته نهايتها، فأصابها الرعب وتقلصت على نفسها وامتنعت عن الولادة! عندما يصيب الرعب واليأس احداً، فأنه يندفع مع الوقت إلى الهلوسة والهذيان فيلجأ إلى التعاويذ حتى إن لم يكن يؤمن بها, لذلك صارت الأم تقول شيئاً في الصباح لتنفيه في المساء وراحت تبحث في كتب الجن والسحرة عن حل لمشكلتها. تعبت "القابلة المأذونة" وهي تحاول أن تهدئها وتؤكد للناس في كل مرة بأن الجنين بخير وأن "باب الأمل لم يغلق"، وفتحت الكتب المقدسة لتختار منها أسماً من الأسماء المباركة لعله يأتي بالمعجزة وينقذ الطفل ويخفف عن الأم ألامها ومخاوفها.
إختاروا له في البداية أسماً مباركاً كله نقاء ووضوح وأخلاق ومبادئ. أسموه "إعلان المبادئ". وحين احتج الناس عن عدم إخبارهم بـ "العرس" ولماذا تم في الظلام، قالوا لهم أن "إعلان المبادئ" مجرد جنين، وأن الإحتفال سيكون عندما يصبح طفلاً في يوم مولده وسيكون ذلك أمام الناس وستوزع الحلوى وتنثر النقود.
لكن الولادة بقيت عسيرة تتأجل من يوم لأخر، وعبر الجنين شهره دون خبر. وفي هذه الأثناء كانت الأدعية تقرأ والجن يطرد، والأسماء المباركة تتراكم لعل أحدها يسهل الأمر، بلا فائدة. الناس في البداية استبشرت بالأسماء ونظرت بإعجاب إلى تلك المعجزة التي توشك أن تتفجر، لكن مع الوقت أصاب الجمع الضجر والغضب. وأكثر من أصابهم الغضب كان أؤلئك الذين رفعوا أيديهم استعداداً لإطلاق الهلاهل، لكن بدل من الأخبار السعيدة لم يأتهم من القابلة المأذونة سوى المزيد من الأسماء والأسماء المباركه، حتى صرخ أحدهم وقد احمر وجهه غضباً وتعباً: "حرنا: معاهدة، بروتوكل؟، جدول؟، -فضاء-؟، أم ماذا؟!" (1) لو إنه انتظر قليلاً لطالت قائمته كثيراً...
*******
"أن معرفتك أسم طير ما بعشرة لغات لايعني أنك عرفت شيئاً عن الطير". أحد كبار فيزياويي القرن العشرين
** كان ياما كان حاكم ظالم يكرهه شعبه. أعطى لنفسه مئة أسم جميل. بقي ظالماً، وبقي شعبه يكرهه ** "إنه كمن يكتب "مسكن الم" على زجاجة تحتوي السموم": سياسي حديث في مناسبة نسيتها ** في قديم الزمان ولدت إحدى جاراتنا في "عنه" صبياً، فزارتها المرحومة جدتي، وسألتها ماذا اسميته؟ فقالت: "فيصل"! ولما كانت هذه الجارة شديدة الفقر، ضحكت جدتي وقالت:"فيصل مرة واحدة، ألا تقبلي بغير أسم الملك؟" فأجابتها الجارة: "والله يا أم ياسين لو الأسماء بفلوس، سميته"خرا"...."!
********
أخيراً عاد الرسل يبشرون بأن المعاهدة رجعت وأن الأمريكان قد تعاملوا معها بإيجابية ووافقوا على الشروط التي أرادت الحكومة تغييرها. ليس كلها، قالوا، للأمانة.
هل وافقوا على تغيير الولاية القضائية لمن يرتكب جريمة..... لا ليس هذه... هل وافقوا على السماح بتفتيش ما يدخله الامريكان..... لا ولا هذه... يعني مازالوا قادرين على إدخال صواريخ عابرة للقارات ورادارات الدرع الصاروخي ورؤوس نووية أيضاً؟ ....نعم، نظرياً ما زال ذلك ممكناً، لكنهم لن يفعلوا.....حسب اعتقادي... ما الذي وافقوا عليه إذن؟؟؟؟ لقد وافقوا على الإسم الجديد الذي اقترحناه للمعاهدة!! ..... يا للفرح والسعادة، لقد كنا حائرين في الفترة الأخيرة في اختيار العيد الوطني العراقي, ويبدو أن لدينا حلاً الآن...ماذا أسميتموها؟ "اتفاق انسحاب القوات الأمريكية من العراق" إسم طويل...أقصد جميل...وأين ذهبت "سوفا" و... ذهبوا جميعاً...الآن لدينا اتفاق " انسحاب القوات الأمريكية من العراق" وحسب! وهل تعتقد أن هذا سيغير مواقف الناس والدول منها؟ ممم...لا أدري...في الحقيقة لا اعتقد، فهؤلاء لايعجبهم العجب.. يعني الآن من سيرفض المعاهدة سوف يرفض "انسحاب القوات الأمريكية من العراق".... يعني إيران ستصبح فجأة "ترشو السياسيين والبرلمانيين" من أجل منع انسحاب القوات الأمريكية من العراق؟ نعم...هي هكذا.... والصدريين سوف يتظاهرون ويسجنون ويقتل برلمانيوهم لشدة مطالبتهم بعدم "انسحاب القوات الأمريكية من العراق"؟ أكيد...هذا يقول الأسم والأكراد الذين يجدون في القوات الأمريكية الضمان الوحيد لحمايتهم سوف يقودون حملة "إنسحاب القوات الأمريكية من العراق"؟ ليس هناك تفسير آخر... وزيباري سيفاوض بمشقةمن أجل "انسحاب القوات الأمريكية من العراق"؟ ربما...وماذا في ذلك.. كل شيء جائز...مهلاً لدي سؤال آخير.. نعم؟ والأمريكان سيهددون العراقيين بأخذ أموالهم وتركهم فريسة للإرهاب إن هم لم يوافقوا على "انسحاب القوات الأمريكية من العراق"؟ .......
(1) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=141741
#صائب_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رد معسكر -لا- على معسكر -الصمت- للأعسم
-
الخوف من إيران – 1- ضرورة تحديد حجمه وشكله
-
زيباري وكروكر ونتائج الإنتخابات – ترقبوا الفضائح وأعدوا بطون
...
-
مسعود البارزاني يعيد الحيوية لمناقشات المعاهدة الأمريكية
-
حتى أنت يا حمزة الجواهري؟
-
سيناريو التراجع الإنهياري المحتمل لمعارضي المعاهدة
-
مقابلة الغزالة السمراء مع ال بي بي سي
-
النائب صالح العكيلي، الأمين على أصوات شعبه
-
حين اجتمعت الفئران لحل مشكلتها مع الهر
-
المالكي: مراوغات وتساهلات خطرة
-
ماذا قال ساترفيلد في السفارة الأمريكية في بغداد؟
-
مناقشة لمقالة عادل حبه حول المعاهدة الأمريكية.
-
الحل البديل للمعاهدة 2 – حلان بديلان وظرف تأريخي رائع!
-
ما الحل البديل للمعاهدة الأمريكية؟ 1- مشكلة متغيرة وحلول ثاب
...
-
مناقشة افتتاحية طريق الشعب حول الموقف من المعاهدة الأمريكية
-
ما مواقف مؤيدي المعاهدة بعد تحولها من -صداقة- إلى تهديد وابت
...
-
المطر في الموصل....رهيب
-
منطق -العاهرة المستجدّة- كأداة للتبرير السياسي
-
المالكي يتبرمك لأيتام الآخرين ويستجدي لأيتامه... لكن لدي فكر
...
-
دعوة لرجال الدين المسلمين
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|