عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 01:01
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
في مشهد درامي من العيار الثقيل كان موعد المصريين مع ختام فعاليات المؤتمر السنوي للحزب الحاكم في مصر والذي تم بسيناريو درامي محكم على طريقة المبدع أسامة أنور عكاشة وإخراج فني رائع لشريكه في الإخراج التليفزيوني إسماعيل عبد الحافظ فالمشهد الأخير للمؤتمر كان بانوراما فنية عاطفية محكمة ألهبت مشاعر الجماهير في أرض المحروسة فقد تعمد معد المؤتمر في إشراك كل اللوان الطيف داخل طبقات المجتمع من كل الأنماط شباب ونساء وأقباط وبدو ونوبيين ومن شمالها إلى جنوبها كنوع من أنواع المشاركة ولكن على طريقة الحزب الوطني الحاكم في مصر فهذه طريقة مبتكرة يعني مشاركة تفصيل.
والنصف الآخر من المؤتمر كان هجوماًَ عنترياًَ على المعارضة بكل أشكالها في مصر ومن كل أجنحة القوى داخل الحزب الحاكم وعلى رأسهم السيد جمال مبارك وسانده أيضاًَ في الهجوم السيد صفوت الشريف واحمد عز والذين أشاروا إلى أن المسيرة ماضية في طريقها رغم حقد الحاقدين وهذه بشارة مفرحة لكل المصريين أن الحزب سيظل يسير في خطواته الإصلاحية والتي تجني ثمارها مصر حالياًَ من بطالة وأمراض متوطنة وضحايا بالآلاف في كل المجالات وجرائم لا تحصى في كل مكان وفساد مستشري في كل أركان البلاد هذه هي المسيرة التي يتحدث عنها أعضاء الحزب الحاكم هذه هي الإنجازات التي من المفترض أن تعرض على الشعب في مؤتمره السنوي.
هذا هو عصر حقوق الإنسان والحريات الدينية في مصر ملايين من المواطنين يتعبدون سراًَ خوفاًَ من إظهار معتقدهم او إعلان طائفتهم والآلاف وراء القضبان لمجرد إنهم عبروا عن أرائهم دماء الضحايا من التعذيب وشهداء رغيف الخبز تصرخ في الآذان لمن ينتقم لنا ممن إغتالوا حريتنا وحرمونا من متعة الحياة هذه هي سجلاتك يا وطني وثمار حكمك من أين سيأتي التغيير او التطوير ورموز الفساد وأشكالها لم تتغير والفكر الواحد هو هو, ولا رأي يعلو فوق رأي وحكم الوطني, أين التعددية الحزبية أين المثقفين؟ أين هم الوطنيين الحقيقيين؟ خرجوا من بلادنا!! ويبدو أنهم لن يعودوا وبقى لنا المنافقين والمبوقين وأعداء هذا الوطن هم المدعوون أبناءه وهم كالسوس الذي ينخر في العظام مصر آيها الأعزاء إن أردنا لها التغيير على هذا الوضع القائم تحتاج حل واحد زلزال قوي يتعدى مقياس رختر هو القادر على إحداث التغيير المنشود لأنه إختلط الحابل بالنابل ولا أحد يعرف من معها ومن عليها كل الخطوط والتضاريس أصبحت متشابهة, آه يا وطني كيف تنجو من هذا السرطان الذي تملك منك.
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟