أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد أحمد - البحث عن البوصلة -2














المزيد.....


البحث عن البوصلة -2


محمد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2459 - 2008 / 11 / 8 - 04:38
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لربما تكون الأجواء السلبية نتاجاً واقعياً للهزائم والخيبات والانكسارات العربية المتلاحقة عبر الأزمنة، ومؤشراً بالغ الدقة عن حال انسداد الآفاق، كما أنّ التشوه الماثل في كافة الصعد لمؤشر آخر يعطي دلالاته على الواقع المعرفي والعلمي والاجتماعي لتزيد من الإحباط والهزيمة، فلا غرابة أن تلاحقنا التشوهات والزيف في مجمل مفاصل الحياة بجوانبها السياسية والاقتصادية ووجوهها الدينية والمعرفية والثقافية والصناعية، إلى عبثية النكوص إلى مراحل القبلية والعشائرية والمذهبية.
عندما تحدثنا سابقاً عن فقدان البوصلة (الهوية الفكرية والسياسية والاقتصادية) في فكرنا العربي المعاصر كنا نبحث عن استلهام أو إضاءة لأحد أهم مفاصل التخبط السياسي والفكري العربي آملين أن يتم بدء نقاش حواري حقيقي يخرج عن التقليد والمقولات الجاهزة، وأتبعناه بـ "البحث عن البوصلة" الذي حاولنا فيه تلمس منهجية علمية في البحث والتحليل حيث أنّ المنطق الرياضي الذي تحدثنا عنه يمكن أن يرينا الكثير من الجوانب المبهمة والمغفلة في جوانب الفكر.
وإذ كان الطموح هو الوصول إلى حوارات علمية تصبح اشتقاقاتها المصطلحية علميةً بعيدة عن الكيدية أو التسفيه، بحيث تكون المنهجية النقدية هي المؤسس لإنتاج المعرفة، ويكون المنهج والنقد خارجين عن التأطير الأيدولوجي والنظريات مسبقة الصنع أو التنظير البهلواني، مما يشكّل تحديّاً وتجاوزاً للذات.
إلاّ أنّ واقع الحال يؤكد الهزيمة ممّا يؤسس إلى إعادة إنتاج القيم البدوية والبدائية بقوالب تستخدم الإطار التقني الحديث، وجدير بالتخصيص حالة مريعةٌ بأن يتجه الجميع إلى تأطير وقولبة المجتمعات ضمن قوالب وأطر الطائفية وكأنّه لا انتماء آخر يمكن أن يحكم الجموع البشرية باستثناء النمط الطائفي أو القبلي، فلم نعد نسمع في البلدان العربية غير نغمة الطائفية والعشائرية التي استولت على واقع العمل الفكري والسياسي لدى الكثير من النخب، وتحولت بفعلها الأحزاب السياسية إلى أفخاذ قبليّة مريضة، مما يجعل التأكيد على الانتماء الإنساني ضرورةً حتميةً للخروج من هذا القمقم، كمّا أنّ البحث في أنواع المقدسات وإرجاعها إلى تشكيلها الأساسي وفك الرهبة والتابوية هو أحد الأركان الأساسية لتشكيل معرفي متقدم.
هذا البحث يستلزم الخوض في الاستلاب، ونخص هنا أحد آثاره الأساسية على المرأة حيث يظهر استلابها في مجمع الثقافية العربية بخطها الإسلامي كما في الخط النقيض، فالأسلمة تحول المرأة إلى كائن ناقص في أحسن الأحوال وهو موضوع تم الخوض والبحث فيه كثيراً، والثقافة الاستهلاكية تحول المرأة أيضاً إلى سلعة، إلاّ أنّ الجانب المغفل حالياً هو الهدف الأبعد للأسلمة بخصوص استلاب المرأة ألا وهو تحويل المرأة إلى حامية وحاملة ناقلة ومدافعة عن الجهل والتخلف، وبكونها المربية والمعلمة تتحول موضوعياً إلى منتج لشتى أنواع الجهل والتجهيل والتطرف واللاعقلانية، تزيد أغلالها وتطور في أدوات استغلالها، فليس الموضوع هو الحجاب أو الحجاب بعين واحدة أو شتى أنواع ما يمسى باللباس الإسلامي بل هو في "فقه الذكورة " والرضوخ المطلق لأحكام الآلهة التي تعيد تشكيل أحكامها وأشكالها حسب واقع الحال المعرفية وقوة السلطة وأفقها.
إذاً ليست مشكلة استلاب المرأة إسلامياً هي اللباس وتبعاته أو تعدد الزوجات أو العنف ضد المرأة أو ما يسمى"جرائم الشرف" وغيره بل في الاستلاب المعرفي وتحويل المرأة إلى عدو نفسها ولاهثة إلى الذكورة المفقودة بحيث تفقد إنسانيتها قبل أنوثتها.



#محمد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن البوصلة


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد أحمد - البحث عن البوصلة -2